إنهُ زمنُ اللجانِ الشَعبية..زمن الانتصار
أنس القاضي
وجود لجان شعبية .لليمنيين ، والسوريين ، والأكراد، والعراقيين وفي أقليم القُرم الروسي، ودونيستيك ، بنفس الفترة التاريخية_ الراهنة _ ، يعكس حجم التهديد والهيمنة الاستعمارية الغربية في المنطقة ؛ فأينما حلت أمريكا وحلفائها وأدواتها ، استيقظت الشعوب لتخوض بنفسها ومباشرة حرب التحرر الوطني ،إلى جانب جيوشها النظامية فهذه التحديات اليوم تُماثل حقبة ظهور حركات التحرر الوطنية في العالم ، التي تلت الحرب العالمية الثانية مع انهيار الإمبراطوريات الاستعمارية ونجاح الثورة الاشتراكية السوفيتية .
ليست مُصادفة وجود كل هذه اللجان الشعبية في المنطقة باختلاف الدول والقوميات ووحده العدو ، فوجود اللجان الشعبية هوَ نتيجة ويعكس وضعاً عالمياً قائماً على الاستعمار والهيمنة ، الذي يتمظهر بصناعه أمريكا وحلفها الرجع الاستعماري “لداعش” وبقاء الاحتلال الصهيوني في الأرضي العربية ، وبتَفسخ أجهزة الأُمم المتحدة التي باتت أجهزة قمعيه للشعوب بيد الإمبريالية الأمريكية والاتحاد الأوروبي(للعالم المُتمدن كما يُطلقون على أنفسهم) ، مِمَّا يعني أَن مسألة الجوع والبطالة والتخلف والاستبداد والسيدة الوطنية لأي بلد –كبلدان الشرق الأوسط- لم تَعد مسألة داخلية بشكل رئيسي ، ولا إمكانية لحلها عبر الأحزاب السياسية ، أو منظمات المجتمع المدني ولا الثورة السلمية ، ولا عبر معاهد الديمقراطية الأمريكية ومنتديات (شعوذة) التنمية البشرية ، ومشاريع تقسيم الدول الموحدة لأقاليم على أُسس طائفيه ومناطقية ، وصناديق الإقراض التي تُرسخ هَذهِ التَبعية ، ولا يكون الحَل إلا بتحرك الشعوب ذاتها بكل طاقاتها لمجابهة خطر إستعماري يفوق مقدرة أجهزة الدولة ويتجاوز القضايا الداخلية للبلدان كالحاجة إلى الانتخابات أو الحريات والمظاهر المدنية ،هوَ مَن يُبقي الدول ُفقره ضعيفة ،ويُعزز وكلائه في الداخل حُكاماً مستبدين فاسدين طفيليين يُحافظون على علاقات التبعية وعلى تدفق ثروت الشعوب إلى الامبريالية أي اتحاد الاحتكارات الرأسمالية العالمية بزعامة أمريكا.
إنهُ زمن اللجان الشعبية ، زَمنٌ لم تعد بهِ أمريكا ولا حلفائها عرباً وغرباً بقوتهم السابقة ، أينما ظهرت أمريكا ، ظهرت اللجان الشعبية ، وما كان يُعرف بالحدائق الخلفية لأمريكا في أمريكا اللاتينية صارت قلاع ثورة وتحرر وإشتراكية ، وكذالكَ اليَمَن التي كانت حديقة خلفية لآسعود ومن خلفهم أمريكا وإسرائيل هاهي تُشارف على انتصارها في معركة التصدي للعدوان وحرب التَحَرُرِ الوطنية ، واليونان وأسبانيا يَشتدُ به حِراك اليسار الرافض لهينة احتكارات المصارف الأوروبية وبالتحديد لألمانيا وبريطانيا وفرنسا ، وكذلك أقليم القُرم ودونستيك بالقرب من روسيا التي يحاول الغرب زعزعته عن طريق أُوكرانيا .
وجود حركات مقاومة للاحتلال في فلسطين ولبنان تتنامى قوتها ، ولجان شَعبية لمناهضة الاستعمار الجديد وعدوانه وأدواته الداعشية في المنطقة ، كل هذه المُعطيات تؤكد لمِن ما زال مُصابا بِرُهاب أمريكا ودول الاستعمار والاستكبار العالمي أن التاريخ الذي نعيشهُ زمن الشعوب ، زمَن طلائع لجانها المُسلحة ، التي تخوض هذه المعارك بكل اقتدار ومسئولية وطنية وإنسانية لتنتصر ، إنهُ زمنُ اللجانِ الشَعبية إنهُ زمن الانتصار ..