السعوديّة الخاسرُ الأكبر .. بقلم/ عبدالله هاشم السياني
بعدَ ما يقارِبُ أربعة أعوام من العدوان الظالم على اليمن بقيادة السعوديّة، يبدو أن النظامَ السعوديَّ هو الخاسرُ الأكبرُ من بين دول التحالُفِ المشاركة في العدوان، وعلى كُــلّ المستويات وفي كُــلّ الاتّجاهات، فعلى المستوى اليمني نجدُها هي مَن تتحمّلُ وحدَها المسؤوليةَ القانونيةَ والأخلاقية والإنسانية والمالية للعدوان تجاه الشعب اليمني، وهي من خرجت من حيث التأثير والتواجد والمصالح والمكاسب في المخاء وعدن والمكلا ولحج وأبين لصالح الإمارات، وفي اتّفاق استكهولوم خسرت مكانة هادي وحكومته كأداة للشرعية المزعومة، إذ أصبحت طرفاً يقابِلُ طرفَ الوفد الوطني، وجاء قرارُ مجلس الأمن الأخير لينقلَ اتّفاق السويد من اتّفاق بين طرفين إلى اتّفاق دولي محميٍّ من مجلس الأمن، وأصبحت فيه السعوديّةُ طرفاً مسؤولاً أمام مجلس الأمن مثلُها مثلُ أنصار الله.
وأَمَّا على المستوى العربي، فقد خسرت معركتَها في سوريا وفي تغيير الأسد بعد سبعة أعوام؛ ولكي يكونَ خزيُها وخسارتُها مركَّبةً ها هو ترامب يفرِضُ عليها تحمُّلَ الأعباء المالية لإعادة إعمار سوريا، وفي المِـلَـفّ نفسِه خسرت موقعَها كدولة إسْلَاميةٍ قائدةٍ لصالح تركيا العدوّ التأريخي للدولة الوهّابية.
وعلى مستوى علاقتها الدولية مع أمريكا نجدُ أن مجلسَ الشيوخ الأمريكي والبرلمان يقودان معركةَ اتّهام ولي العهد بقتل خاشقجي، ويدعوان إلى إيقاف الدعم العسكري لها في حربها على اليمن، بل وسحب الدور والمساعَدة الأمريكية.
أمّا كيف تحملت هذه المسؤوليات والخسارات وحدَها وهل كان بسببِ ذَلك غبائها أم بتآمر شركائها عليها؟، فالعدوانُ الظالمُ المتوحِّشُ على جارتها اليمن هو مَن سيجيب.