تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في السودان المطالبة بإسقاط النظام
المسيرة: متابعات
تصاعدت حدةُ الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات المطالبة بإسقاط النظام الحاكم في السودان، ودخلت فصلاً جديداً مع بداية أسبوعها الثاني، بعد خروج الآلاف من المتظاهرين السودانيين لليوم التاسع على التوالي، أمس الجمعة، في تظاهرة احتجاجية واسعة في عدد من المدن السودانية تحت عنوان “جمعة الغضب”، فيما تتزايد الانشقاقات السياسية عن النظام وواصلت السلطات السودانية قمع المتظاهرين، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأوضحت مصادر إعلامية أن الآلافَ من السودانيين خرجوا في تظاهرات شعبية بعدد من المناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن رئيسة أخرى بينها الجزيرة أبا وعطبرة وربك ودنقلا وكريمة والأبيض وبربر والنهود وكسلا ومدينة القضارف، جددت المطالبة بإسقاط نظام البشير، مشيرةً إلى أن الشرطة السودانية حاولت تفريق المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع، كما اعتقلت الأجهزة الأمنية عدداً كبيرة منهم بينهم قيادات معارضة، مشيرة إلى تعرض العديد من الإعلاميين والصحفيين إلى قمع مباشر من قبل السلطات السودانية.
وأكّــدت المعارضة السودانية مواصلةَ التظاهر، وكشفت مصادر مقربة منها عن إجرائها مشاوراتٍ لترتيب احتجاجات كبيرة في الأيام القادمة، كما انضمت الحركةُ الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدِالعزيز الحلو، أمس الأول، إلى دعوات قوى المعارضة للاحتجاج على نظام البشير، وأكّــدت أن إسقاطه “يسمح بالحفاظ على وحدة السودان”.
وعمّم عبدالعزيز الحلو رسالةً حث فيها كُـلّ السودانيين على المشاركة في الانتفاضة ضد حكومة البشير.
وفي السياق، أعلن رئيسُ “حزب الأمة”، مبارك الفاضل، فَضَّ شراكة حزبه مع حزب “المؤتمر الوطني” الحاكم في السودان، وانسحابه من الحكومة السودانية.
وأشار الفاضل، وفقَ ما نشره موقع “سودانيل” السوداني، إلى أنه بتلك الطريقة، سيستقيل ممثل الحزب الوحيد في الحكومة السودانية؛ دعماً للانتفاضة الشعبية، بحسب وصفه، مشيداً بموقف وزير الصحة في الولاية الشمالية، عَبدالرؤوف قرناص، الذي استقال من منصبه، تضامناً مع المحتجين السودانيين.
من جانبٍ آخر، أعلنت الحكومة السودانية رسمياً، أمس الأول، عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص أثناء الاحتجاجات التي عمت مناطق واسعة من البلاد الأيام الماضية، وكشفت اعتزامها المطالبة بتسليم رئيس حركة تحرير السودان عَبدالواحد نور عبر الانتربول.
وقال المتحدث باسم الحكومة وزير الإعلام السوداني بشارة جمعة آرور في مؤتمر صحفي عقده بوكالة السودان للأنباء أن جملة الوفيات التي حدثت خلال الأحداث الأخيرة في عدة ولايات بلغ 19 حالة بينهم نظاميين، كما سقط 219 جريحاً من المواطنين و187 من القوات النظامية.
وكانت منظمة العفو الدولية “امنستي”، قالت الثلاثاء الماضي: إن 37 شخصاً لقوا حتفَهم خلال المظاهرات المناهضة للحكومة التي شهدتها عددٌ من المناطق في السودان خلال الأسبوع الماضي.
بدورها، أكّــدت شبكة الصحفيين السودانيين أن إضرابها يأتي احتجاجاً على تضييق الأجهزة الأمنية على الصحافة والصحفيين ومنعهم من أداء واجبهم في تغطية التظاهرات التي تشهدُها البلادُ، مشيرة إلى تعرض بعضهم للضرب والاعتقال، فضلاً عن مصادرَة الصحف بعد الطبع.
وكانت الاحتجاجات الشعبية في السودان قد اندلعت الأربعاء قبل الفائت؛ احتجاجاً على تدهور الحالة المعيشية للمواطنين السودانيين، وارتفاع أسعار الرغيف وعدد من السلع الأساسية، مطالبةً بإسقاط نظام الحكم في السودان.