تعالَوا إلى كلمة سواء .. بقلم/ محمد أمين الحميري
لا أحرصُ أن تكونَ نسخةً مني في تفكيري أَو حتى طريقة تفكيري، وأسعى جاهداً لأَنْ أصلَ وإياك إلى المستوى الذي يمكِّنُنا من الحوار والنقاش بموضوعية وتجرّد، والأخذ والرد في ظل أجواء تسودُها المرونةُ وسعةُ الصدر، وكلي ثقةٌ أننا سنتفقُ في أشياءَ كثيرةٍ، وليس بيننا إلا الاحترامُ والتقديرُ إنِ اختلفنا في أشياءَ معينة.
تأكّــدْ أن قوتَك بقوة الحق الذي تملكه، والوسائل المناسبة التي تسلُكُها في التعبير والدفاع عنه، واعلم أن الإشكاليةَ هي في تلك الأحكام المسبقة التي تُطلِقُها على مخالفيك دونما تثبُّت أَو بنائها على أساس معلومات غير صحيحة، هي في الإبحار في المقاصد والنيات والتدخُّل في شؤون الخالق وتقييمهم على ضوئها، وهذا أسوأ.
وفي كُلّ الأحوال كُنْ أنت.. اترك كُـلَّ شيءٍ جانباً، مهما كان حجم الخلاف فيما بيننا، وتعالَ لنضَعَ النقاط على الحروف بعيداً عن الهيمنة والوصاية والمزايدة والصَّخب والضجيج.
وأثناءَ النقاش والحوار، لا يصُحّ أن تستدعيَ “التركة الثقيلة” من الأحكام المسبقة التي أصدرتها نتيجةَ تصورات خاطئة أَو قاصرة للقضايا محل خلاف، ولكن دعنا ننظُرْ إليها بعين البصيرة لا التعصب والأمعية القاتلة.
فأنا وأنت بحاجة ماسّة إلى التفكير بعيداً عن إملاءات الآخرين، بعيداً عن كُلّ المؤثرات التي تؤثرُ سلباً على نفسياتنا وقناعاتنا التي ينبغي أن تكونَ، فهناك ما يستحقُّ أن نعيشَ لأجله..
وأقولُ لكل إخوتي في هذا الوطن الحبيب: تعالَوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم، فهل أنتم على استعداد أن نضعَ كُلّ الحسابات الضيّقة تحت أقدامنا ونفكرَ بحجم هذا الكون الواسع، وأن ننطلقَ في بناء تصوراتنا ورؤانا في هذا الطريق لنتجهَ نحوَ التغيير والنهوض من خلال رؤية شمولية واعية للدين والإنسان والحياة ما أمكن.