الوهّابية جبهة التضليل الديني .. بقلم/ سعاد الشامي
التضليلُ الديني أَوْ إغواءُ الناس باسمِ الدين سياسةٌ من سياسات الباطل في مواجهة الحق، وكان إبليسُ هو أولَ من مارس سياسَةَ التضليل الديني ضد الإنسان، وذلك عندما حَزَّ في نفسه ما آل إليه حالُ آدم وقد سكن الجنةَ وصار يتمتعُ بما فيها من كُــلّ ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، بينما هو مطرودٌ من رحمة الله، ومبعَدٌ عن الجنة، فقرر وهو يتربَّصُ بآدم وزوجه النكايةَ بهما مستخدماً الخطابَ الديني (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا) جاعلاً من ذلك مدخلاً لحملة الإغواء الأولى، ومستخدماً الإغراءَ بالصفة الملائكية بما فيها من عبادة خالصة لله ووسيلته لذلك التضليل.
ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم ما زال التضليلُ الديني الأسلوبَ الأكثرَ استخداماً في غواية البشر وإقعادهم عن صراط الله المستقيم والوسيلةَ الأنسبَ لتحقيق الأهداف الجوهرية التي تدورُ حولها حيلُ ومكائدُ الشيطان وهو من توعدهم بالغواية، ليشاركَه اليومَ ذاتِ المهمة أولياؤه من اليهود وَالأمريكان ومَن والاهم من المسلمين والذي قال الله فيهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّوا السَّبِيلَ) (النساء-44).
فالإنسان بطبيعته متدينٌ وبفطرته يميلُ إلى الإيْمَان؛ لذلك استمروا في تزييف الكتب السماوية وَتحريف الشرائع الإلهية في كُــلّ الأمم البشرية، ولذلك كان لا بد للنظام الاستكباري العالمي البريطاني الأمريكي وبرغم كونه نظاماً عِلمانياً امبريالياً أن ينزعَ القداسةَ والكرامة الإنسانية، فكان لزاماً عليه وهو يسعى إلى تحقيق هدفه في الهيمنة العالمية واستعمار الشعوب، اللجوءُ إلى وسيلة التضليل الأولى باستخدام الدين، وما كان ليتحقق له ذلك إلا بعملية اختراق وتسلّل إلى عقول وقلوب الأُمَّــة عبر منظومة يتحكَّمُ بها من داخل الأُمَّــة التي تحمل لواء الدين وترفع الشعاراتِ الإسلامية لتقومَ بعملية التضليل، فتبدأ بتفريغ الرسالة السماوية من القيَم السوية وتنتهي بعملية التعبئة الخاطئة، وقد نجح في ذلك عن طريق إنتاج الوهّابية كجماعة لا مذهبَ لها ولا مرجعيةَ معتمدةً لها، وتقديمها للمسلمين بصورة مزخرفة بالمال ومسميات جذابة بالمظاهر وهي في الحقيقة حصان طروادة وفي داخله الضلال.
فاليوم ونحن في نهاية العام الرابع ودولُ العدوان تمارسُ على يمن الإيْمَان أبشعَ الجرائم الإنسانية وتنتهكُ حرمةَ النفس البشرية بفتاوى وتبريرات علماء الوهّابية وبأساليب تضليلية شيطانية، بثت سمومَهما بين الشعوب العربية والإسلامية حتى استساغ لهم مثل هذا الإجرامُ ورضوا لأنفسهم ذُلَّ الصمت المقيت، بعد أن تفرغت مشاعرُهم من الإحساس بمظلومية الشعب اليمني!
قد تكون هذه السياسَةُ هي الأقلَّ تكلفةً والأسرعَ مفعولاً بالنسبة لهم، ولكنها سياسَةُ الجبناء وملاذُ العاجزين، وهي التي جزم اللهُ بفشلها بقوله: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة_32).
فكلما تفنن علماءُ السوء في إلباس الحق بالباطل وأصابوا أفئدةَ الناس بالعمى وأبعدوهم عن ملامسة الحقائق الساطعة، كلما سطع نورُ الحق السماوي وكشف زيفَ ادّعاءاتهم، وعرّى خبايا السوء المتغلغلة في ثنايا صدورهم، وظهروا أمام العالم بتلك الصور المقزّزة.