قبائل كُشَر توجه صفعة مدوية للعدوان وتنهي آماله باستغلال الصراع القبلي
المسيرة: إبراهيم السراجي
برعاية كاملة من قبل الدولة ممثلةً برئاسة المجلس السياسيّ الأعلى وقيادة السلطة المحلية بمحافظة حجة، قطعت قبائلُ مديرية كُشَر، أمس الأحد، الطريقَ على قوى العدوان بتوصلها إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار بين بعض القبائل في منطقة العبيسة تمهيداً لتحرير صلح عام وتطبيع الأوضاع في المنطقة.
وأفاد مَصْدَرٌ في مكتب محافظ محافظة حجة هلال الصوفي لصحيفة المسيرة أن المحافظ عقد ، صباح أمس الأحد، اجتماعاً موسّعاً مع مشايخ وأعيان مديرية كُشَر بحضور لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بحل الصراع القبلي في منطقة العبيسة والذي كان استغله العدوان لتحقيق بعض أهدافه، غير أن مراميه تلك انتهت بالفشل، حيث وبحسب المَصْدَرِ تم التوقيع على آلية لوقف إطلاق النار خلال الاجتماع.
وأوضح المَصْدَرُ أن اللجنة التي كانت قد تشكّلت خلال اللقاء الذي عقده الرئيس مهدي المشّاط ومشايخ محافظة حجة، نزلت إلى المنطقة وعقدت اجتماعات للتوصل إلى حَـلٍّ للصراع قبل أن تلجأ اللجنة للمحافظ هلال الصوفي الذي بدوره عقد، أمس، اللقاء الموسّع مع مشايخ مديرية كُشَر بحضور أعضاء اللجنة وشهد اللقاء العديد من وجهات النظر والتي تم بلورتها خلال الاجتماع على شكل نقاط محددة تم التوافق عليها من قبل الجميع.
وأضاف المَصْدَرُ في حديثه لصحيفة المسيرة أن اجتماع المحافظ ومشايخ مديرية كُشَر شهد تشكيل لجنة مكونة من ستة مشايخ تم التوافقُ عليهم كلجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، موضحاً أن اللجنةَ توزعت على ثلاث مناطقَ بواقع اثنين في كُــلّ منطقة وقد قامت بمباشرة عملها، أمس الأحد، بالنزول الميداني للقاء مشايخ النماشية والشنافية وبني الدريني التي خاضت الصراع فيما بينها خلال الأَيَّام الماضية في منطقة العبيسة.
وأشار المَصْدَرُ إلى أن اللجنةَ بدأت بمراقبة وقف إطلاق النار الذي تم التوافقُ عليه خلال مرحلة الوساطة تمهيداً للمرحلة الثانية والمتعلقة بتحرير صلح عام والذي سينهي الصراع بشكل يمنع تجدده في أي يوم من الأَيَّام وبذلك يقضي على آمال قوى العدوان التي راهنت على الصراع القبلي للنفوذ منه نحو اختراق مناطق العبيسة.
ووفقاً للمَصْدَرِ في مكتب محافظ حجة، فإن الاتّفاقَ الذي تم التوصل إليه تضمن قيام السلطة المحلية بمديرية كُشَر وبالتنسيق مع محافظ المحافظة باختيار أفراد الأمن والمسؤولين عليهم ليقوموا بتأمين الطريق العام أمام جميع المسافرين.
كما تضمن الاتّفاق بشأن الانتشار الأمني تثبيتَ ثلاث نقاط أمنية رئيسية في ثلاث مناطقَ هي العبيسة والمندلة وعاهم.
وذكر المَصْدَرُ أن أهميّة الاتّفاق الذي تم التوقيع عليه هو أنه أسقط رهان العدوان الذي كان يراهن الاقتتال الداخلي لتهيئة الأجواء لتحقيق أهدافه في محافظة حجة كجزء من أهدافه في اليمن، مشيراً إلى أن حكمة القيادة السياسيّة والسلطة المحلية ومشايخ المنطقة حالت بين العدوان وأهدافه.
من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أنه خلال اجتماع محافظ المحافظة بمشايخ مديرية كُشَر أشار المحافظ هلال الصوفي إلى أن توقيع مشايخ كُشَر الاتّفاق يؤكّـد مدى حرصهم على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار بالمديرية وعدم انجرارهم لدعوات الاقتتال والاحتراب التي دعا إليها مرتزِقة وأذناب العدوان.
ولفت إلى أن هذا الاتّفاق يُعد صفعةً في وجه قوى الغزو ومرتزِقتهم الذين راهنوا على سفك دماء أبناء المديرية، مؤكّـداً أن الدولة ستدعمُ كُــلّ الجهود الرامية لحل جميع المشاكل القبلية.
الاتّفاقُ الذي تم التوصل إليه لإنهاء الصراع القبلي في منطقة العبيسة بمديرية كُشَر جاء تتويجاً لما بدأه الرئيس مهدي المشّاط من جهود والتي كان من بينها ما نتج عن اللقاء الموسّع الذي عقده الأسبوعَ الماضي مع مشايخ مديرية كُشَر والذي أكّـد خلاله أن “السياسة التي تعاملت بها الأنْظمة السابقة لخلق الفتن والصراعات قد ولّت، وبدأت الدولةُ منذ عهد الرئيس الشهيد صالح الصمّاد سياسة تهدف بالدرجة الأولى لتحقيق مصلحة المواطن وعدالة التنمية المحلية في جميع المناطق”، داعياً أبناء مديرية كُشَر إلى التسامح والتصالح “واستغلال توجه الدولة الجديد لتوحيد الصف والتوجه بنية صادقة مع الدولة لإنهاء كُــلّ الخلافات والمشاكل على مستوى المديرية”.