معرفة الله والثقة به والشعور بالمسؤولية لنصرة دينه
المسيرة / خاص
وعرَّفنا -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- على الطريقة المؤدية إلى اتحاد المسلمين جميعاً تحت راية واحدة إذَا ما تحقّقت، حَيْــثُ قال: [أن الناس أنفسهم يحملون الشعورَ بمسؤولية، هذه أول واحدة، يعرفون الله، ثم يتحملون مسؤولية أن يكونوا أنصاراً له هذه واحدة، على هذا الأساس ترى في الأخير موضوعَ الوحدة عندما يقول واحد، أليست الوحدة أساسية؟ لكن الوحدة مفتاحها من هنا، مفتاحها من هنا.. طيب في هذا الموضوع ما هناك أحد سيحول دونك أبداً في أنك تتحمل الشعور بالمسؤولية، هل أحد يستطيع يسيطر على مشاعرك؟ لا، في مجال معرفتك لله حتى تثق به، وتعرف ماذا يعمل للناس إذَا كان معهم، عندما يكونون سائرين في طريقه، هذه قضية أيضاً لا يوجد عائق أمامها، الباري لا يجعل عوائق أبداً.. ثم ترى أنه إذَا الناس ساروا بهذا الشكل كانوا قريبين من التوحد؛ {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}(الأنفال63)
ولفت -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- إلى عدل الله ورحمته، وأنه لا يظلم أحداً، ومن هذا المنطلق لا يمكن أن يأمرنا سبحانه بشيء دون أن يرشدنا إلى طريقة تنفيذه ــ حاشاه عن ذلك ــ، حَيْــثُ قال: [هذه سنة في القُــرْآن الكريم أن الله لا يهدي إلى شيء، أَو يأمر بشيء إلا ويهدي إلى الطريقة التي يقوم عليها، وتؤدي إليه، الأسس التي يقوم عليها، والطريقة التي تؤدي إليه ـ
وأكّد -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- على أن كل مشكلة تقع فيها الأُمَّة (لها حلٌّ في القُــرْآن)، حَيْــثُ قال: [وكل حاجة تقول فيها لكن افهم أنها محلول في القُــرْآن، وتقطع كل الأعذار يهيئ، وأنه يعمل الشيء الكثير الكثير، عرض أمثلة كثيرة، سواءٌ أكانت من بداية الإسلام، وحركة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أَو من الأُمَـم الماضية، عندما يعرضها في القُــرْآن الكريم ليثق الناس به، يعرض صوراً حقيقية].
ووضّح -سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ- بأن للقصص القُــرْآني فائدةً عظيمةً نأخذ منها العظة والعبرة، لتستقيمَ حياتنا، لنعرف أن مسببات غضب الله على الأُمَـم السابقة هي نفس مسببات غضب الله علينا، حَيْــثُ قال: [ولهذا ما يكون قصصه عبارة عن قصص مثل القصص التي يعملها الآخرون كتّاب قصاصون، يلاحظ موضوعاً معيناً، ويكتب فيه قصة افتراضية، قصة خيالية، قصص واقعية، من واقع الحياة؛ لتثق أكثرَ.. تكون أمثلته أمثلة واقعية.