الاتّفاقُ الإنساني يُقتَلُ في عالم اللا إنسانية .. بقلم/ مرفق يحيى مرفق
حدِّثني عن الصمود أحدِّثْــك عن الحديدة التي راهن العدوُّ السعوديّ الأمريكي الإماراتي أنها سهلة الاحتلال؛ كونها ساحليةً ومنطقةً مكشوفةً تسهُلُ تغطيتُها جواً، وبحراً، وبراً؛ لذلك حشد الآلافَ من المرتزِقة بالآليات والمدرعات والغطاء الجوي بأنواعه والبارجات الأمريكية والفرنسية وغيرها؛ طمعاً في موقعها الاستراتيجي للشعب اليمني؛ لأَنَّها الشريان الوحيد لإيصال المساعدات الإنْسَانية والدوائية في ظل الحصار المفروض على البلد.
من هذا المنطلق تحَـرّك وفدنا الوطني إلى مشاورات السويد لرفع الحصار والعدوان وتحقيق السلام العادل الذي يحفظ تضحيات شعبنا على مدى أربعة أعوام من الثبات والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحرير اليمن من الوصاية السعوأمريكية التي جعلت اليمن في دائرة الجهل والفقر علماً منهم بمكانة اليمانيين في قيادة الأُمَّــة العربية والإسْلَامية.
الوفد الوطني قدم تنازلات جسيمة ليثبت للعالم أننا نريد السلام الحقيقي ولم نكون يَوْماً دعاةَ حرب على أي طرف، وهذا ما لمسه أحرار العالم، بعكس الطرف الآخر الذي كان حضوره ديكوراً وإلّا فالقرارُ بيد الأمريكي والسعوديّ، والذي تجلَّى في لقاء الوفد مع سفراء ما تسمى بالدول العشر.
الاتّفاقُ بات حبراً على ورق لم ينفذ منه على واقع الميدان شيءٌ، فخروقات المرتزِقة مستمرّة بشكل كثيف ويومي والاستهداف للمدنيين والمدينة لم ينقطع وتحشيداتهم تجتمعُ على تخوم المدينة والحصار على المنافذ البحرية والبرية الإنْسَانية مستمر، بل أصبح الاتّفاق استراحةً لهم، بعد إعادة انتشار الجيش واللجان الشعبية وتسليم المواقع للقوات المحلية
يصفها مراقبون بأنها خطة عملية رسمتها دول العدوان للاستلاء على الحديدة بغطاءٍ أممي فعشرات الغارات وتدمير المنازل وقتل النساء والأطفال والحصار لا ينُمُّ إلّا على تصعيد مدروس؛ بهدفِ التهامها وإجبار اليمنين على الخضوع للأجندات الصهيوأمريكية.
نستطيع القول بأن هؤلاءِ لا ينفع معهم إلّا لغةٌ واحدة وهي القتال والتطهير من على وجه الدنيا فلم ينفعْ معهم السلمُ والسلام والذي يراهن على عامل الوقت بأن أبناء اليمن سيملّون بل كلما مر يومٌ صاروا أقوى بقوة الله، واعتمادنا عليه سبحانه، فالتصنيعُ يفاجئُهم بإنجازات جعلت العالَمَ يتيقنُ بأن في اليمن معجزاتِ الله تحقّق على أيدي المستضعفين، فالمجاهدون بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حاضرون للرد القاس ِوالمزلزل لدول العدوان، فالجنوح للسلم ليس معناه الاستسلام بل هو إعادة البوصلة لكثير من الناس بأننا مددنا يدنا للسلام لكن غطرستهم وعنجهيتهم وتماديهم في إهلاك الحرث والنسل رفضته، ونذكرهم بأن يدنا الأخرى قابضةٌ على الزناد، وما النصر إلّا من عند الله.