دُفِــنا ملتصقَين.. وظلت جريمة إغلاق المطار .. بقلم/ نجيب الأشموري
عبدالخالق وعبدالرحيم لم يسعفهما ما حَلَّ بهما من محنة أن يتحركَ العالم لإنقاذ حياتهما القصيرة جداً، فارَقَا الحياةَ كآلاف الأطفال برصاصةِ القاتل الصامت، الحصار..
كانت زيارة قصيرة جداً، لكنها ذكّرت مَن نسي أن هنالك الملايينَ من الأطفال في اليمن يعانون من الحرمان الذي تصنعُه وحشيةٌ سعودية أمريكية، ووفق إحصاءات رسمية ومنظمات دولية، فإن أضعافاً مضاعفةً من ضحايا الأطفال تحديداً قتلهم الحصارُ، مقارنةً بجرائم القصف العشوائي للطيران.
النظامُ الصحيُّ في اليمن أجهد بما فيه الكفاية، فأربع سنوات من الحصار الجائر يعد بقاء بعض الخدمات أمراً بالغ التعقيد، بينما الأمم المتحدة تكتفي بوصف ما يجري بأسوأ مأساة تستهدفُ البشريةَ في هذا العصر، ولا شيء غير الكلام تقوم به الأمم المتحدة.
رأسان وجذعٌ واحدٌ.. عبدالخالق وعبدالرحيم وُوريا الثرى ولم تدفن معهما جريمة إغلاق مطار صنعاء في وجه الحالات الحرجة، يعاقب العدوانُ شعباً بأكمله؛ لأَنَّه اختار أن يعيشَ كريماً، وقد اختارها كذلك رغمَ الضريبة المكلفة، فهل يحتاجُ العالَمُ إلى وفاة آلاف الأطفال؛ كي يصحوَ ضميرُهم؟!!
يكفي لصحوة الضمير أنَّةُ طفل لا إزهاق روحه..، ولا عزاءَ لمَن مات ضميرُه.