قبائل اليمن تضع قواعد وثيقة لتعزيز عوامل الصمود في وجه العدوان ومناصرة قضايا الأمة المصيرية
المسيرة: صنعاء
مع استمرار العدوان على اليمن، تواصِلُ القبيلةُ اليمنية الأصيلة تسطيرَ أروع المواقف المشرفة والتأريخية في سبيل الذود عن الدين والوطن، مؤكّدةً حضورَها الدائم والمتجدد في الدفاع عن اليمن أرضاً وإنساناً، وفي إطار سيرها على خط المواجهة لمؤامرات العدو، عقدت قبائلُ اليمن الأبية أمس الأحد في العاصمة صنعاء لقاءً قبلياً موسّعاً لتدشين البرنامج التنفيذي لوثيقة الشرف القبلي.
وحضر اللقاء القبلي الموسّع الذي نظّمه مجلس التلاحم الشعبي القبلي، رئيسُ مجلس الشورى محمد حسين العيدروس وعدد من أعضاء مجلسَي الشورى والنواب ونائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات محمود الجنيد وعدد من الوزراء ونوابهم والوكلاء وقيادات السلطات المحلية وحشود غفيرة من قبائل اليمن الأبية، إذ عبر رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام في كلمة ترحيبية عن التقدير والشكر لكل من ساهم في الترتيب والتجهيز لإنجاح اللقاء الذي يضُمُّ مشايخَ وحكماء ووجهاء اليمن، مشيداً بما يسطره رجال الرجال في جبهات العزة والإباء من ملاحمَ بطولية فداء للوطن، منوّهاً في الوقت نفسه بدور قائد الثورة وحكومة الإنقاذ والعاملين في المؤسّسات الحكومية والتشريعية والنيابية والرقابية في مواجهة العدوان.
وأكّــد الشيخ رسام أن القبيلة اليمنية أتت من كُلّ حدب وصوب لإثبات موقف صريح وصارم في وجه العدوان وأمام مجريات الأحداث وتدشين إجراءات التنفيذية لوثيقة الشرف القبلية التي وقّع عليها ملايينُ الشعب من الأحرار والأخيار رسميين وشعبيين ومن كُــلّ فئات المجتمع قبل سنتين.
من جانبه، استعرض محافظُ عدن رئيسُ فرع مجلس التلاحم القبلي بالمحافظة طارق سلّام، قواعدَ تفصيليةً لبنود وثيقة الشرَف القبلي والتي تؤكّــد التمسك بالقيم الدين الإسلامي الحنيف والقواعد الحميدة لأسلاف وأعراف الأجداد، والثبات في مواجهة العدوان واعتبار من يبغي أو يبتغي ظلما أو فسادا أو شقاقا بين الناس أو يثبت منه أي تعاون أو تعامل مع العدوان، أسود الوجه ومن تستر عليه أو ساعده بأية طريقة عائب خائب مثله.
وفي اللقاء صوت الحاضرون على القواعد التفصيلية لبنود وثيقة الشرف القبلي والموافقة على جميع بنودها وأقروها بالإجماع.
إلى ذلك أكّــدت قبائلُ اليمن في بيان صادر عن اللقاء البدء الفوري بتنفيذ وثيقة الشرف القبلية ببنودها التسعة، معربة عن الأمل في تعاون مؤسسات الدولة في هذا الجانب.
وأهاب البيان بقبائل اليمن أهميّة ترسيخ القيم والمبادئ والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة المنسجمة مع الشريعة الإسلامية الغراء والحفاظ على الهُوية الحضارية العريقة للشعب اليمني.
وأدانت قبائلُ اليمن في البيان ما تقومُ به قوى العدوان والاحتلال من ممارسات ومساعي لكسر ناموس وكرامة اليمنيين من خلال الانتهاكات اللا أخلاقية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال، مشدّدةً على الاستمرار في دعم ومساندة القوات المسلحة واللجان الشعبية وتقدير تضحياتها في مواجهة العدوان والذود عن حياض الوطن.
وأعلن البيانُ الرفضَ القاطعَ لدعوات العدوان ومخطّطاتهم الهدامة الداعية إلى الفتنة والاقتتال وقطع الطرق والأعمال التخريبية وإثارة النعرات العنصرية والطائفية والمناطقية والمذهبية، مؤكّــداً وقوف قبائل اليمن صفاً واحداً في مواجهة العدوان وإفشال مخطّطاته.
وحذّرت قبائلُ اليمن كُــلَّ مَن تسول له نفسُه زعزعةَ الأمن والسلم الداخلي أو الساعي لتجنيد الشباب مع العدو، داعيةً المغرّر بهم الموالين لدول العدوان تحكيم العقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب وحضن الوطن والاستفادة من قرار العفو العام قبل أن تتخذ القبائل الإجراءات الرادعة بحقهم حسب الأسلاف والأعراف وبنود وثيقة الشرف القبلي.
وأكّــد البيانُ حَـقّ الشعب اليمني في اتّخاذ الإجراءات القانونية في ملاحقة مجرمي الحرب الذين ارتكبوا المجازر ودمروا البنية التحتية من منشآت مدنية وعسكرية وتعويض الضحايا وجبر الضرر وبما يصون الحقوق وإعادة الإعمار.
كما أكّــدت قبائل اليمن على وحدة أراضي الجمهورية اليمنية ورفض مشاريع التفتيت والتجزئة تحت أية مسميات.. مجددة مساندتها لأبناء محافظة المهرة الرافضين للاحتلال السعوديّ.
ورفضت قبائل اليمن نهبَ الثروات وتعطيل الموانئ والمنشآت والمرافق الحيوية والسيطرة على الجزر اليمنية وتحويلها لقواعد وثكنات عسكرية من قبل قوى العدوان ومرتزقته.
وأكّــد البيانُ التزامَ قبائل اليمن بخيار الدفاع عن الوطن والحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السيادة الوطنية والتأكيد على خطورة الحرب الإعلامية والنفسية والناعمة التي تمارسها قوى العدوان وأهميّة الحذر واليقظة والوعي في مواجهتها.
وأعلن البيان تمسك قبائل اليمن بقضايا الأمة العربية والإسلامية وفي المقدمة القضية الفلسطينية ورفض محاولة التطبيع مع العدو الإسرائيلي واستنكار ما حدث من خيانة وزراء خارجية بعض الحكومات العربية في مؤتمر وارسو في بولندا وعلى رأسهم المدعو اليماني ممثل الفارّ هادي وما سبقها من خيانات.
واختتم البيان تأكيد قبائل اليمن “على خيار السلام المشرف لا الاستسلام والتفاهم والمصالحات الداخلية وحل النزاعات والخلافات وتوحيد الصفوف في مواجهة العدوان والحفاظ على الأمن والاستقرار والكرامة والسيادة الوطنية”.