مجلة “ذي انترناشنال انترست” الأمريكية: سياسة واشنطن في اليمن منافقة وخطيرة
المسيرة | متابعات
أكّـدت مجلةُ “ذي انترناشنال انترست” الأمريكية، أن الولايات المتحدة تمارِسُ سياسةً “منافقةً” في اليمن، من خلال دعمها للتحالف السعودي الإماراتي الذي يرتكب مختلفَ أنواع الجرائم والانتهاكات في اليمن، مشيرةً إلى أن ذلك الدعمَ الأمريكي أسهم أيضاً في تقوية الجماعات المتطرفة التي يستخدمها “التحالف” في اليمن، حيث أصبحت الكثير من تلك الجماعات تمتلك العديدَ من الأسلحة الأمريكية.
وتحت عنوان “سياسة واشنطن في اليمن منافقة وخطيرة” نشرت المجلة تقريراً مطولاً أعده “دوغ باندو” تناول العديدَ من الجوانب التي دعمت فيها الولايات المتحدة تحالف العدوان لتدمير اليمن.
وقالت المجلة: إن واشنطن تدعمُ “ملكيتين ذات استبدادية مُطلقة” وهما السعودية والإمارات، مشيرة إلى أن “السعوديين والإماراتيين باتوا الآن أكثرَ القوى المثيرة للاضطراب وزعزعةً للاستقرار في الخليج الفارسي”، وأن تدخلهم العسكري في اليمن خلق “صراعا طائفيا خطيرا” إلى جانب “وحشيتهم اللافتة للأنظار، حيثُ قصفوا المُدن والمدنيين، بما في ذلك المستشفيات والأسواق والجنازات والمساكن وأكثر من ذلك، وقتلوا عشرات الآلاف من غير المقاتلين”.
وأضافت أن الإماراتِ أنشأت معتقلاتٍ للتعذيب “في حضرة موظفين أمريكيين”، مشيرة إلى أن منظمة العفو الدولية أبلغت عن “قصص مفصلة عن الاحتجاز تحت تهديد السلاح، والتعذيب بالصدمات الكهربائية، والإغراق بالمياه والتعليق من السقف والإهانة الجنسية والحبس الانفرادي لفترات طويلة والظروف القاسية وعدم تقديم ما يكفي من الطعام والماء للسجناء” في تلك المعتقلات.
وأكّدت المجلةُ أن التحالفَ السعودي الإماراتي وحكومة هادي “الشرعية بالاسم فقط” يساعدون تنظيم القاعدة الذي يفترض به أن يكون أحد “أعداء أمريكا”، مشيرة إلى تحقيق وكالة أسوشيتد برس الذي نشر العام الماضي والذي كشف أن “التحالف قام بتجنيد أعضاء من القاعدة وأبرم صفقات سرية مع مقاتلي التنظيم” إلى جانب أن “الميليشيات المدعومة من التحالف تقوم بتجنيد متشددي القاعدة أو أولئك الذين كانوا أعضاءً في الآونة الأخيرة، لأنهم يعتبرون مقاتلين استثنائيين”.
وفي هذا السياق أيضاً تطرق التقرير إلى أن الإمارات “تمول كتائبَ أبي العباس المرتبطة بالقاعدة والتي صنفت واشنطن مؤسسها بأنه إرهابي” مشيرة غلى أن “السلفي عدنان زريق يدير قوة وحشية يدعمها هادي، والداعم الأعلى لزريق هو تنظيم القاعدة وقد شوهد مرات عدة مع مسؤولي القاعدة”.
وقالت المجلة: إن العلاقة “الوثيقة” بين تنظيم القاعدة وتحالف العدوان، “لا ينبغي أن تفاجئ أحداً”، مشيرة إلى أن “الرياض أنفقت الرياض عشرات المليارات من الدولارات لدعم الوهابية الأصولية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليمن”
ونقلت التقريرُ عن منظمة العفو الدولية أن “حلفاءَ واشنطن يقومون و بتهور بتزويد الجماعات المتطرفة في اليمن، حيث أصبحت الإمارات قناةً رئيسية للمركبات المدرعة وأنظمة المدافع والبنادق والمسدسات والمدافع الرشاشة التي يتم تحويلها بشكل غير قانوني إلى ميليشيات غير مسؤولة متهمة بارتكاب جرائم حرب وغيرها من الانتهاكات الخطيرة”.
كما أشار التقرير إلى تحقيق “سي إن إن” الذي كشف أن “السعوديةَ وشركاءَها في التحالف نقلوا أسلحةً أمريكية الصنع إلى شخصيات مرتبطة بالقاعدة، وميليشيات سلفية متشددة، وفصائل أخرى تشعل الحرب في اليمن”.
ونقلت المجلة عن مايكل هورتون من مؤسسة جيمستاون قوله: إن “الحربَ الإماراتية على القاعدة مجرد مهزلة”، مشيراً إلى أنه بات من المستحيل التفريق بين عناصر التنظيم والمليشيات التابعة للتحالف.
وانتقدت المجلة تجاهل الإدارة الأمريكية لكل ذلك، حيث نقلت عن الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية قوله: “إن وقف دعم الولايات المتحدة للتحالف من شأنه أن يقضي على النفوذ الذي يجب ان نستمر في التأثير عليه”.
وردت المجلة على كلام فوتيل بالقول: “ماذا؟ تأثير؟ إن “حلفاء” أمريكا يواصلون ذبح المدنيين واستخدام أساليب التعذيب، ومساعدة تنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المتطرفة ناهيك عن نقل الأسلحة الأمريكية إلى أعداء أمريكا”.
وفي ختام التقرير أكّدت المجلة أن “سياسة واشنطن منافقة وخطيرة” وأنه “ليس لدى الولايات المتحدة سبب للمشاركة في الحرب على اليمن”.
ونقلت عن دانييل لاريسون، المحافظ الأمريكي قوله: “في الوقت الذي يبالغ فيه مسؤولو الإدارة في محاصرة وصول شحنات الأسلحة الإيرانية المزعومة إلى اليمن، فإن الأسلحة الأمريكية الصنع التابعة لحكومتهم قد وصلت إلى حلفاء القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية”.
هذا التقريرُ يضافُ إلى العشرات من التقارير التي نشرتها وكالات ووسائل إعلام أميركية وغير أمريكية على مدى الفترة الماضية، والتي أكّدت جميعُها أن جميعَ ما يرتكبه تحالف العدوان يحظَى برعاية ومباركة أمريكية واضحة، بما في ذلك العلاقات الوثيقة مع تنظيم القاعدة، وهو ما يكشف حقيقة العدوان على اليمن وأهدافه الخبيثة، ويكشف زيف ادعاءات الولايات المتحدة وتحالف العدوان في “محاربة الإرهاب”.