عندما تعترض حكومةُ المرتزقة: “سقطرى ليست إماراتية.. بل سعوديّة”!
المسيرة | ضرار الطيب
في الوقت الذي تحاولُ فيه حكومةُ المرتزِقة أن ترفعَ صوتَها بالاعتراضِ على المطامع الإماراتية في سقطرى، فإنها تصمُتُ بشكل مخزٍ عن كُــــلّ ما تتعرض له من إذلال وتجاوز واضح من قبل الاحتلال الإماراتي في بقية محافظات الجنوب..
تناقضٌ فاضحٌ يكشف أن موقفَ حكومة المرتزِقة فيما يخص سقطرى، يأتي فقط في إطار خدمة رغبات السعوديّة التي تريد أن تقتطع سقطرى لنفسها، وبالتالي فإنه موقف يهدفُ لتكريس الاحتلال السعوديّ بدل الاحتلال الإماراتي وليس لذلك الموقف أية علاقة بالذرائع الأُخْــرَى التي تحاول حكومة المرتزِقة التذرع بها من قبيل “الحفاظ على السيادة والشرعية”.
الأسبوعَ الماضي نقلت وكالةُ رويترز للأنباء عن مصادرَ في حكومة المرتزِقة، اعتراضَها على وصول مليشيات “انفصالية” تابعة للاحتلال الإماراتي إلى سقطرى، فيما كان وزير داخلية المرتزِقة المدعو أحمد الميسري قد حاول “انتقادَ” التحَــرّكات الإماراتية في سقطرى قبل أيام.
اعتراضاتٌ تغلفت بذرائع “الحفاظ على السيادة والشرعية” إلا أنها تتناقض تَمَاماً مع مواقف حكومة المرتزِقة إزاء يقوم به الاحتلال الإماراتي في المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها محافظة الضالع التي شهدت الأسبوع الماضي فضيحةً مدوية حين أرسلت حكومة الفارّ هادي قُــــوَّات مما يسمى “الحماية الرئاسية” للمشاركة في المعارك هناك، فقامت مليشيات مرتزِقة الإمارات قامت باستهداف عناصر تلك القُــــوَّات والاشتباك معهم، كما قام الطيران الإماراتي بقصفهم، وأجبروهم على التراجع والانسحاب صاغرين.
وعلى عكس موقفها مما يحدُثُ في سقطرى، لم تُبدِ حكومةُ المرتزِقة أيةَ اعتراضات أَو “انتقادات” إزاء ما قامت به المليشيات “الانفصالية” التابعة للإمارات في الضالع، مثلما لم تعترض من قبل على سجون الإمارات السرية وقيامها باغتيال قيادات محسوبة على سلطة الفارّ هادي في عدن وغيرها طوال السنوات الماضية.
هذا الانفصامُ المخزي والهزلي في مواقف حكومة المرتزِقة من الاحتلال الإماراتي ومليشياته، يكشف أن تلك المواقف بعيدة كُــــلَّ البُعد عن ذرائع “السيادة” وَ”الشرعية” وغيرها، وإنما هي مواقف مدفوعة بالرغبة السعوديّة الواضحة في إزاحة النفوذ الإماراتي من سقطرى واستبداله بنفوذ الرياض، وهي رغبة ترجمتها السعوديّة بوضوح في أَكْثَــر من مناسبة كان من أبرزها ما حدث العام الماضي حينما اعترضت حكومة المرتزِقة على وجود قُــــوَّات إماراتية في سقطرى، فقامت الرياض بإرسال قُــــوَّاتها إلى هناك بذريعة “تهدئة الأوضاع”.
وما حدث في الضالع الأسبوع الماضي من استهداف للقُــــوَّات التابعة لحكومة الفارّ هادي من قبل مرتزِقة الإمارات، لم يكن هو الحدثَ الأولَ الذي يكشف طريقة تعامل الاحتلال الإماراتي مع سلطة المرتزِقة، فمؤخّراً ظهر المرتزِق عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي التابع للإمارات، في مقابلة مع قناة “أبو ظبي” وصرح بوضوح أنه لن يكون هناك أيُّ دور قادم في الجنوب لحزب الإصلاح، الذي يمثل حكومة الفارّ هادي.
تصريحُ المرتزِق الزبيدي كان إعلاناً واضحاً عن عزم الإمارات على تصفية وجود حكومة المرتزِقة تَمَاماً، وهو إعلانٌ يأتي ضمن حرب معلنة وواضحة يشنها الاحتلال الإماراتي على سلطة الفارّ هادي في مختلف المحافظات المحتلّة، في إطار سعيه لتثبيت سيطرته الخَاصَّة على تلك المناطق.
حكومةُ المرتزِقة أَيْـضاً لم تعترضْ على تصريحات الزبيدي أَيْـضاً كما لم تعترض على ما حدث لها من قبل مليشيات الاحتلال الإماراتي في الضالع، وهو ما يزيد من التأكيد على أن موقفها من تحَــرّكات الإمارات في سقطرى ليس لها معنى إلا الوقوف إلى جانب الرياض في التنافس السعوديّ الإماراتي للسيطرة على الأرخبيل.