السعودية بدلاً عن استقبال حجاج بيت الله تستقبل الحفلات الغنائية ومصارعة الثيران!
المسيرة: خاص
يعلون من شأن الترفيه في بلاد الحرمين على ما سواه، فعوضاً عن استقبال حجاج بيت الله الحرام، تبدو الصورة في مملكة الحرمين أقربَ إلى لاس فيغاس منها إلى موطن قبلة المسلمين، فمن مسابقات لمصارعة الثيران وملاعبة القرود وخفة اليد إلى الاستعراضات الغنائية والحفلات لفرق عالمية وبميزانيات ضخمة قد تصلُ إلى مئات آلاف الدولارات!
حالةُ البذخ هذه يقابلها على المقلب الآخر ارتفاعٌ لأسعار البنزين وحديثٌ عن التقشف ودفعٌ بالوضع الاقتصادي السعودي إلى حافة الهاوية، فبحسب تحديث جديد لشركة أرامكو صدر اليوم أشارت فيه إلى أن أسعار البنزين ابتداءً من 14 يوليو 2019 قابلة للتغيير ارتفاعاً وانخفاضاً تبعاً للتغييرات في أسعار التصدير من المملكة إلى الأسواق العالمية، معللة هذه الإجراءات بأنها تأتي وفقاً لإجراءات حوكمة تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه المعتمدة.. إجراءاتُ تقشف في الداخل السعودي لا تضع حساباً على الإطلاق للمواطن الذي بات همُّ الحاكم في المقام الأول إلهاءَه تحت مسمى الترفيه.
ولأن ما تسمى هيئة الترفيه -بحسبِ شيخ الترفيه تركي آل الشيخ- تسعى لأَن تكون من أربع دول في آسيا في هذا المجال بل وَتنافس بمشاريعها اليابان وسنغافورة وهونغ كونغ متناسياً كلياً حالةَ التقشف المفروضة على الشعب السعودي.
يتحدَّثُ الرجلُ هنا جادًّا لا مازحاً، لكن من حَــقّ المستمع أن يسأل عن جوانبَ أكثر تنافسيةً تتجاهلها رؤية التحديث للمملكة ومنها أن السعودية احتلت المرتبة الرابعة والخامسين من حيث جودة التعليم وفق المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2017 متخلفة عشراتِ المراتب عن بعض دول الخليج المجاورة لها وليس عن سنغافورة أَو اليابان.. فعن أي تطور يتحدث أمراءُ ومشايخُ مملكة الترفيه إن كانت الدولةُ العائمةُ على بحر من النفط تعلنُ التقشفَ في قطاعاتها الواحد تلو الآخر.
لجوءُ آل سعود إلى افتتاح مراكز الترفيه الخليعة والمخلة يأتي في ظل بحث النظام عن مصادرَ أخرى للدخل، حتى وإن كان المصدر على حساب تدنيسِ أرض الحرمين والاستخفاف بالمقدسات، حيث يرى آل سعود والعلماء الوهّابيون التابعون لهم أن توفيرَ هذه الأجواء الترفيهية المخلة قد يعودُ بعائدٍ مالي من الدولارات التي يصرفها المترفون السعوديون خارجَ البلد؛ بحثاً عن هذه الأجواء الخليعة، وما أكثرهم!!.