الخونة مهزومون عسكرياً وأخلاقياً .. بقلم/ هاشم أحمد شرف الدين
يراودُ خونةَ الوطن شعورٌ دائمٌ بأن أنصار الله يفتكون بأعدائهم مرتين، الأولى بالسلاح، والثانية بحسن الأخلاق، لا سيما مع الأسرى والجرحى في ميادين المواجهة، ولهذا فالخونة كما يشتغلون على استنزاف أنصار الله عسكرياً يشتغلون أَيْـضاً على تشويه صورتهم الحسَنة التي لمسها الجميعُ في أَكْثَــرَ من موقف.
لم تكد تمر 24 ساعة على المبادرة الإنْسَانية الجديدة التي أطلقها رئيسُ اللجنة الثورية العليا عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي -بشأن تسهيل عودة بعضِ اليمنيين ممن انضمّوا إلى العدوان ثم أصبحوا محتجزين لا يستطيعون العودةَ إلى اليمن- حتى دَسَّ الخونة بعضَ الأوغاد؛ للتمثيل بجثة أحد المجرمين المطلوبين لقوى الأمن.
وبالرغم من أن أنصارَ الله ليسوا طرفاً في الحادث -لكون المواجَهة دارت بين رجال الأمن وبين المجموعة الإجرامية- إلا أن الخونة كانوا بالطبع متأهبين تَمَاماً؛ لتوظيف الحادثة المعدة سلفاً لإقران أنصار الله بداعش والقاعدة، في محاولة بائسة لهز تلك الصورة الجميلة لأنصار الله في تعاملهم الإنْسَاني والقرآني مع أعدائهم في الميادين.
لن يكونَ صعباً رَدُّ حملة الخونة بمجرد المقارنة بين التعايش الجميل لأطياف المجتمع اليمني في المناطق تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى، وبين القتل والتهجير على الهُوية على يد الغزاة والخونة في المناطق المحتلّة.
وعلى قاعدة المثل العربي “رمتني بدائها وانسلت” يُسقِطُ الخونةُ إجرامَهم ووحشيتهم وداعشيتهم على أنصار الله، متناسين مشاهدَ إعدامهم لأسرى الجيش واللجان الشعبيّة بطرق وحشية، إما بتقييدهم ورمي القنابل عليهم، أَو إحراقهم، أَو تقطيع أطرافهم، أَو دفنهم أحياءً.
لكن الشعبَ اليمني لن ينسى في المقابل مشاهدَ الفيديو الكثيرة جِــدًّا التي توضح عظمة ورقي وشهامة أنصار الله في تعاملهم مع الأسرى والجرحى، ولن ينسى هو وشعب نجد والحجاز والمجتمع الدولي المبادرات الإنْسَانية العديدة التي يقدمُها أنصارُ الله، ومن بينها إطلاق الأسير السعودي المريض دون مقابل أَو شروط، ومن قبله غيره كثير.
وكما عجز خونةُ الوطن عن هزيمة أنصار الله عسكرياً فهم أَكْثَــرُ عجزاً عن هزيمتهم في الميدان الأخلاقي، فلا يمكن أن يقبلَ شعبُ اليمن الواعي صراخَ خائن يقتُلُ ويُعينُ الغزاةَ على قتل أبناء شعبه يومياً وبأشد أنواع الأسلحة خطورة التي تمزق أجساد الأطفال والنساء والرجال ثم يأتي ليدين حادثة أنتجها هو ليوظفَها في تشويه أحرار الوطن المدافعين عنه وعن شعبهم، الوطنيين الباذلين أرواحهم ودماءهم وأعضاءهم وأموالهم.
وكما يحقّــق أنصار الله انتصارات عسكرية سيواصلون انتصاراتهم الأخلاقية حتى وإن كان هناك تصعيد من جانب العدو الغازي أَو الخائن.