شهاداتُ ضحايا عصابة المدعو قشيرة تؤكّــد قيامَه بعمليات قتل وابتزاز ومحاولات اغتصاب

لم تكن قضيةُ المدعو مجاهد قشيرة ستحظى بهذا الاهتمام لو أن البلاد لا تعيشُ في ظل عدوان فشلت رهاناته الأمنية كما العسكرية والذي يسعى دوماً لتوظيف كُـــلّ ما يخدم تشويه المدافعين عن الوطن خلال الفترة الماضية التي تزدحم بجرائم السحل والذبح وقتل الأسرى وتشويه الجثث على أيادي مرتزِقته وجنوده ومناصريه إلّا أن العبث بجثة قشيرة وتوثيق ذلك مثّل مادةً دسمةً لإعلامه التائه بفشل عجزه العسكري الذي استغل هذه الحدثَ بشكل كبير، مستنِداً إلى طبيعة الفعل الشنيع الذي أدانته وزارة الداخلية وتبرأت منه ووعدت بملاحقة مرتكبيه ومحاسبتهم مؤكّــدة أنهم لن يفلتوا من العقاب، وعليه كان لا بد من التواجد في مكان الحدث لمعرفة الذي جرى من الجهات المعنية بمديرية ريدة وشهود العيان الذين سردوا لصحيفة المسيرة تفاصيلَ الحادثة.

 

 أوامر قهرية عديدة بالقبض على العصابة

عن حقيقة هذه العصابة، قال مدير أمن مديرية ريدة الرائد دارس الجيش: “إن هذه العصابة قامت بارتكاب العديد من الجرائم، منها القتل والابتزاز وإرهاب الناس في المحلات وَالأسواق، إضَافَة إلى أن هذه العصابة متهمة بقضايا حرابة وتقطع وسرقة، ومنها على سبيل المثال قتل المواطن أيمن الشباني، ومنذ سنوات قتلت أيضاً مواطناً آخرَ في المدرسة، وقامت بتهديد المواطن مجاهد الرطاس وابتزازه وكذلك تورط هذه العصابة بقضايا سرقة سيارات وغيرها، حَيْــثُ أنه صدر بحق هذه العصابة أوامرُ قهرية من النيابة بالقبض على أفرادها من محافظة عمران وكذلك من صنعاء وَأيضاً حجة”.

من جانبه، أضاف مشرف عام مديرية ريدة صلاح محمد أحمد القحوم: مجاهد قشيرة هو زعيم عصابة حرابة قامت بعدة جرائم منها سرق سيارات منها القتل.

بدأ بهذه الجرائم بوقت طويل، أعتقد منذ ما قبل ثورة 21 سبتمبر من قبل ثورة 2011م وعليه عدة أوامر قهرية أول ما وصلت قبل حوالي سنة وسبعة أشهر منذ أن تم تعييني مشرفا عاما لمديرية ريدة، بعد أحداث عفاش ـ جاء الينا أحدُ المواطنين وطلب منا إنصافه من مجاهد قشيرة، حَيْــثُ تحدث بأن قشيرة ساقه إلى منطقة مظلمة في منتصف الليل وكان يريد اغتصابه، فبدأت من وقتها أسأل عن هذا الشخص مجاهد قشيرة، ما كنت أعرفه، فاجتمعت أنا ومدير الأمن ومدير البحث واستفسرت عن مجاهد قشيرة فأتوني بكم من الأوراق والأوامر القهرية عن أعمال الحرابة والقتل والعديد من الجرائم بحق المدعو قشيرة، وكان ملاحقاً باستمرار، وهذا ينفي ما يقولُه البعضُ بأن قشيرة ينتمي إلى أنصار الله، حتى أنه عندما وصل أنصار الله مديرية ريدة قام بقتل أحد رجال الأمن أثناء تأمينه من يصرف السلال الغذائية، وقد كان ملاحقاً من قبل أنصار الله باستمرار”.

وأردف قائلاً: “تقدروا أن تتواصلوا بعمليات حجة للتأكّــد من ذلك، وقد أرسلوا لنا عدة برقيات وعدة اتصالات ويسألون لماذا لم تم ضبطه من قبلنا، وحقيقة أننا عندما كنا نحاول القبض عليه يخبرونا بأنه في الجبهات، حتى أننا لم نبقِ ولا جبهة لا في الساحل ولا في البيضاء ولا في الحدود ولا في الجوف إلّا وَبلّغنا كُـــلّ مشرف، نستفسر عن مجاهد قشيرة، وما حصلنا له أي وجود فيها، وإنما كان يستخدم ذلك من أجل أن يختفيَ عن الأنظار.

ونوّه إلى أن كُـــلّ الناس يعرفون علاقتَه ببعض النافذين حتى أن “القاعدة” استغلته واستمالته وقامت بتفعيله للقيام بأعمال تخريبية حسب تأكيدات القحوم، مشيراً إلى أن قشيرة مجرم خطير له علاقة بعصابة واستطاع أن يزرع له عناصرَ داخل الأمن، بحيث أنه كُـــلّ ما قامت الأجهزة الأمنية برصد تحركاته ومتابعته كان يفلت منها.

 

عمليةُ ضبط العصابة

يسرد الرائد دارس الجيش، الذي حدث يوم عملية ضبط المدعو قشيرة بقوله إنه “في يوم العملية كنت بصنعاءَ وتم إبلاغي من العمليات بالذهاب إلى منطقة ذيبين كتعزيز للأمن هناك، قمت بالتواصل مع بعض الأفراد وأثناء وصولنا إلى أمام البريد كانت العصابة قد حضّرت لكمين بغرض استهدافنا وتم إطلاق علينا النار هناك، واشتبكنا معهم، وبعدها لاذت العصابة بالفرار بعد أن سقط ضحايا من رجال الأمن وعملنا على حصار العصابة وإجبار أفرادها على العودة إلى ريدة، حَيْــثُ عملت الأجهزة الأمنية على حصار المنازل التي كان يختبئون فيها حتى الصباح ورفض زعيم العصابة تسليم نفسه للأجهزة الأمنية، وأثناء التفاوض معه قال إنه لن يسلم نفسه إلّا بحضور الشيخ محمد الشتوي، والذي لبّى هذا الطلب بعد التواصل معه وعند وصول الشيخ الشتوي في العاشرة صباحاً أطلق المدعو قشيرة النارَ مباشرةً وقتل الشتوي، وهذا الأمر أثار حفيظةَ المواطنين وكذلك أبناء قبيلة الشيخ الشتوي؛ كون هذا الأمر يعد عيباً أسود في العرف القبلي؛ لأَنَّه قتل الوساطة ولهذا شارك بعض المواطنين المتضررين من ممارسات هذه العصابة وكذلك أتباع الشيخ الشتوي في هذه العملية، حَيْــثُ قامت الأجهزة الأمنية على الفور باللجوء للقوة للقضاء على زعيم هذه العصابة وأثناء عملية المداهمة التي تعاون فيها بعض المواطنين وأبناء القبائل تمكّنت الأجهزة الأمنية من قتله”.

بينما صرح مشرف المديرية صلاح القحوم “إنه عندما جاءت الحملة لملاحقته بدأنا التواصل بمدير الأمن، ومدير الأمن قام برصده رصداً دقيقاً، وقد بدأ يمسك بعض الخيوط، إلّا أن قشيرة أحس بالخطورة، فقام بالاعتداء على مدير الأمن، إذ نصب له كميناً وحاول قتله.

وأشار إلى أن مدير الأمن كان مرتباً لعملية القبض على قشيرة، بالتعاون معنا لضبطه بأقل خسارة، فاستبق -أي مجاهد قشيرة- العملية قبل وقوعها، حَيْــثُ قام بالاعتداء على مدير الأمن، بعدها حاصرنا المنطقة وخرجت حملة من عمران، بالإضَافَة إلى الناس الشرفاء والذين قدهم موجوعين من قبل هذا الشخص، وقمنا بمحاصرة المديرية من مختلف الاتجاهات. الأمر الذي أدى بقشيرة لعجزه عن الهرب، حَيْــثُ طوق الناس على بيته، فبدأت الوساطات يعني على أساس أنه يسلم نفسه بأقل الخسائر، فهو رفض أنه يسلم نفسه إلا للشيخ محمد الشتوي والشيخ محمد الجيش، فجاء الشيخ محمد الشتوي والشيخ محمد الجيش، وبالطبع الشيخ الشتوي كان مصمماً أنه إذا سلّم نفسَه بحضرته لن يسلمه للسلطة إلا إذا هو مدان وعندما تقدم الشيخ محمد الشتوي إليه قتله على الفور، حَيْــثُ قنصه في رأسه”.

 

أهالي الضحايا يعبثون بالجثة والأمن يتدخل

وأفاد القحوم في حديثه أنه “عندما قُتل الشيخ محمد الشتوي، تستطيع أن تقول إن رجال الأمن فقدت السيطرةَ على الناس، الناس ثاروا بشكل كبير، حَيْــثُ قاموا بذلك الفعل؛ لأَنَّ ما فعله بحقهم قشيرة من جرائمَ كانت كبيرة في نظرهم، ولولا رجال الأمن أنهم أحرقوه سيما الذين قد ارتكب بحقهم الجرائم كالقتل غيرها”.

ونوّه إلى أن ما حدث من عبث بالجثة ما هو إلّا مجرد دقيقة، أثناء انشغال رجال الأمن بملاحقة بقية العناصر، وعند انتهى رجال الأمن من ملاحقة بقية العناصر رأوا الناس يعبثون بالجثة فسارعوا إلى إنهاء ذلك العبث وأخذوا الجثة.

أما الرائد الجيش فقد قال “أثناء انشغالنا بملاحقة ومطاردة بقية أفراد العصابة حدثت عمليةُ العبث بالجثة؛ كون الأمور خرجت عن سيطرتنا واندفع الناس ليروا ما الذي حدث ولولا أن الأجهزة الأمنية تدخلت لكان الأهالي قاموا بحرق الجثة نتيجة حالة القهر من أعمال قشيرة، حَيْــثُ تم أخذُ الجثة من قبل الأجهزة الأمنية إلى المحافظة، حَيْــثُ لا تزال هاك حتى اليوم ومسألة العبث بالجثة أمر نرفضُه، ولا يمكن لأجهزة الأمن التعامل بهذه الطريقة البشعة ولا يبرّرها ما ارتكبه المدعو قشيرة”.

 

الأمن يضبُطُ مَن عبث بالجثة ووثّقها

في تعقيب على مستجدات الحادثة من الناحية الأمنية قال دارس الجيش: إن الأجهزة الأمنية تمكّنت من القبض على بعضِ المتورطين بالعبث بالجثة، إضَافَةً إلى من وثّق وصوّر الجثة، حَيْــثُ اتضح بأن الأمر لم يكن عفوياً؛ لأَنَّ من قام بتوثيق ما حدث للمدعو قشيرة أحد خلايا حزب الإصلاح وله ارتباطٌ بقنوات العدوان ويعملُ ضمن شبكة ترصد للأهداف منذ وقت ولا تزال التحقيقاتُ جاريةً.

 

زعيمُ عصابة وبلطجي

كانت العملية الأمنية بالنسبة للمواطنين الذين تضرّروا من جرائم العصابة التي كان يقودُها قشيرة إنجازاً كَبيراً تستحق الشكر والثناء عليها الأجهزة الأمنية، حَيْــثُ أفاد المواطن مجاهد رطاس وهو أحد الضحايا “بأن مجاهد قشيرة مجرم بالدرجة الأولى مُعتدٍ على الناس وأنا من ضمن المعتدى عليهم، وقام بالاعتداء عليّ وأنا في صالون الحلاقة وضربني بالبندق، وهناك الكثيرُ ممن اعتدى عليهم هذا المجرم”. مضيفاً بأن أحداً من أولاده كان يعمل في بيع القات وأثناء ذلك يحضر المدعو قشيرة يأخذ القات عليه ويأخذ الفلوس ويعتدي عليه.

ويؤكّــد أن قشيرة في كُـــلّ مرة كان يفلت فيها من العدالة يعود ويعاود الإجرام أكثر فأكثر حتى أنه جاء إلى بيتي ولم أكن موجوداً فيها وسأل عني وعندما رد أولادي بأني غير موجود قال هذا المجرم بأنه سيهد البيت فوق رؤوسنا.

.

قشيرة ينتحلُ صفةً أمنيةً ويرتكب جريمة

استناداً إلى أقوال الشهود وأهالي الضحايا يتبيّن أن قشيرة زعيمُ عصابةٍ لم تكن بسيطةً حتى أنه تمكّن من انتحال صفة الأجهزة الأمنية أثناء ارتكابِه الجرائمَ، حَيْــثُ قال الشيخ صالح الشباني: “إن عصابة إجرامية يتزعمها مجاهد قشيرة قاموا باختطاف ولده أيمن من داخل بقالته دون وجه حق تحت مسمى أن قشيرة يمثل إحدى الجهات الأمنية، حَيْــثُ أخذوه إلى مكان بعيد وضربوه ضرباً مبرحاً وفي مغرب ذلك اليوم أعادوه إلى أمام البقالة، أسعفناه على الفور إلى المستشفى، إلّا أنه حالتَه الصحية تدهورت حتى فارَقَ الحياة ولا تزال الجثة في الثلاجة، حَيْــثُ شكَرَ اللجانَ الشعبية والجيش مترحماً على أرواح الشهداء وكل مَن ساهم في القضاء على هذه العصابة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com