العمالة مراتب وأدوار
إسماعيل المحاقري
في الطريق نحو استجلاب المزيد من قوات الغزو والاحتلال إلى المحافظات الجنوبية حتى يتم بسط النفوذ عليها بالكامل ولإعطاء المبرر للأمريكان بالتدخل المباشر في اليمن هذا ما يمكن قراءته اليوم لا سيما بعد وصول قوات سودانية إلى مدينة عدن الرازحة تحت وطأة القاعدة والدول الغازية.
تلاشت كل الشعارات الداعية إلى ما اسموه الاستقلال وفك الارتباط وذابت معها قضية الجنوب ومظلومية ابناءه فبعد ثلاثة اشهر من مزاعم قوى الغزو والاحتلال تحريرها مدن الجنوب وتأمينها وصلت قوات سودانية غازية إلى عدن تقدر بالمئات في حين الشرعية المزعومة لم تعد بعد وما زالت شماعة وذريعة للسيطرة الكاملة على اليمن وتدمير ما تبقى من البنية التحتية، وتمكين القاعدة وأخواتها من مقدرات البلد.
المتحدث باسم العدوان وفي تعليقه على وصول هذه القوات قال إنها تمثل قيمة مضافة لقوات التحالف لإعادة ما اسماه بناء أجهزة الدولة وفرض الأمن ومكافحة الجريمة وهنا ما يكفي للتأكد على أن الجنوب يقف على أعتاب مشروع احتلال في المقام الأول وإلا أين هو الشعب اليمني الذي يقف إلى جانبهم حد زعمهم وأين ما اسموها المقاومة الجنوبية وفصائلها المختلفة وكذا أين الالاف من المجندين الجدد الذين تشرف عليهم دول الغزو من هذه المهمة.
هذا الحديث وهذا التصعيد وكونُه يكشف عن فشل السعودية والامارات في بسط نفوذهما على مدن الجنوب نتيجة الصراع القائم بين أدواتهما في الداخل – فهو يظهر حقيقة أن ابناء الجنوب ليسوا مؤتمنين لدى دول الغزو وليسوا محل ثقة رغم مساعدتهم دول الغزو من السيطرة على مدنهم وموانئهم الاستراتيجية وسلبت منهم الحق في اتخاذ القرارات والمواقف وهو ما بدا واضحا في حديث العسيري ذاته حين قال ان المجال مفتوح لاستقدام المزيد من المرتزقة الغزاة من مختلف الألوان والأجناس ليبدو هنا كيف باتت السعودية تنظر إلى مدن الجنوب الرازحة تحت وطأة القاعدة وأخواتها وهو ما قد يعطي المبرر للولايات المتحدة مستقبلا التواجد المباشر وفتح قواعد عسكرية لها تحت ذريعة محاربة ما يسمونه الإرهاب وهنا لا عزاء هنا للقيادات في الحراك الجنوبي الذين باركوا وأيدوا العدوان وانساقوا فيه وفعلا من يهن يسهل عليه الهوان.