حزبُ الله ينسِفُ ناقلةَ جند صهيونية بمن عليها.. والذعر يخيّمُ على أجواء “إسرائيل”
جيش العدوّ يعترف بالضربة ويطلب من سكان الأراضي المحتلّة دخول الملاجئ
المسيرة | متابعات
بعدَ أسبوعٍ من رسالة سماحة السيد حسن نصر الله، لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بأن “يقفَ على رِجْل ونصف” وهو ينتظرُ رَدَّ المقاومة الإسلامية على الاعتداء الصهيوني بالطائرات المسيّرة ضد الضاحية الجنوبية، أعلن حزبُ الله اللبناني، أمس الأحد، عن نجاحه في تدميرِ ناقلة جُنْــدٍ للعدو بضربة مسدّدة أسفرت عن مصرع وإصابة الجنود الصهاينة الذين كانوا على متنها.. ضربةٌ اعترف بها العدوّ وواجهها بارتباك عكَسَ مدى الذعر الذي يعيشُه في انتظار ردود المقاومة اللبنانية، حيث طلب من سكان الأراضي المحتلّة بمحاذاة الحدود مع لبنان على عمق 4 كيلو مترات أن يتوجّـهوا للملاجئ، فيما أعلن رداً مقتصراً على “مصادر النيران”، في موقفٍ ضعيفٍ وخائفٍ يعكِسُ خواءَ “العنتريات” التي ردّدها نتنياهو خلالَ الأيّام الماضية.
البيانُ الصادر عن حزب الله أعلن أن “مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر تمكّــنت من تدمير الآلية العسكرية عند طريق أفيفيم”، وأكّـد “مقتل وإصابة من كانوا في الآلية”، وترافق ذلك مع اعتراف الجيش الإسرائيلي بأن “صاروخاً مضادًّا للدبابات أُطلق من لبنان صوبَ أفيفيم”، وأن “قاعدةً عسكريةً تعرضت لاستهداف بعدةِ قذائفَ من طراز (كورنيت)” في المنطقة نفسها.
وأوضح الإعلامُ الحربي لحزب الله أن الآليةَ الصهيونيةَ المستهدَفة من نوع “وولف” وتَسَعُ لثمانية جنود.
ونقلت قناةُ الميادين الإخبارية عن “مصادرَ في المقاومة” أنه “تم استهدافُ ناقلة الجُنْد الإسرائيلية بشكلٍ مباشر”، وأن “طواقمَ الإجلاء التابعة للاحتلال كانت تحتَ مرأى ومرمى المقاومة لكنها لم تستهدفْها”.
وأظهر مقطعُ فيديو نشرته وسائلُ الإعلام الإسرائيلية، هروبَ عددٍ من جنود العدوِّ مذعورين من المنطقة التي شهدت استهداف ناقلة الجند.
وفيما طلب جيشُ العدوّ من سكان الأراضي المحتلّة بأن يتوجّـهوا للملاجئ على عمق 4 كيلو مترات من المناطق المحاذية للحدود اللبنانية، أعلن عن “الردِّ على مصادر النيران”، وهو الأمرُ الذي ترجمَ مدى الارتباك والذعر الإسرائيلي، حيث يمثل هذا التصرفُ انخفاضاً كَبيراً لسقف “العنتريات” الذي ظل رئيسُ وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يردّدُها طوال الأيّام الماضية.
العمليةُ أعادت إلى الواجهة كلامَ سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، قبل أسبوعٍ، حين قال: “على الجيش الإسرائيلي أن يقفَ على رِجْــل ونصف، وأن ينتظرَ رَدَّنا بعد أيام”، حيث مثّل موقفُ الكيان الصهيوني من استهداف الآلية العسكرية تجسيداً لتوصيف نصر الله، إذ أظهر أن جيشَ العدوّ ما زال مترقباً لمفاجآت المقاومة، وأنه لا يتجرّأ على أكثرَ من الإعلان على “الرد على مصادر النيران”، بعد أن حاول أن يظهرَ هو صاحب المبادرة في المعركة من خلال اعتدائه على الضاحية الجنوبية.
وسائلُ الإعلام الصهيونية أكّـدت أَيْـضاً أن مستشفياتِ الأراضي المحتلّة، تلقت بلاغاتٍ بضرورةِ الاستعداد لاستيعاب المصابين، في وقت ظلت هذه الوسائلُ تتحدث عن أن هذا ليس إلا بداية بسيطة للرد الذي أعلن عنه نصرُ الله في خطابه الأخير، وهو ما عَكَسَ أَيْـضاً حجمَ الذعر الذي سيطر على أجواءِ الكيان الصهيوني.
وكان السيدُ نصر الله قد أكّـد، أمس الأول، أن الردَّ على العدوّ الصهيوني أصبح بيدِ القادة الميدانيين، وأنه سيتم العملُ على إسقاط الطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية؛ ليعلمَ العدوّ أن “سماءَ لبنان لم تعد مستباحةً”.
الارتباكُ والذعرُ الذي أصاب “إسرائيل”، أمس، أعاد توجيهَ الأنظار أَيْـضاً إلى أهدافِ نتنياهو من العدوان الأخير بالطائرات المسيّرة على الضاحية الجنوبية، حيث كان يطمحُ لصُنعِ “دعايةٍ انتخابية” لنفسه من خلال ذلك، وهو ما أكّـدته عدةُ شخصيات سياسية “إسرائيلية”، إلا أن تداعياتِ ضربة حزب الله كشفت أن مسعى نتنياهو انقلب رأساً على عقب ليصبحَ “دعايةً مضادةً” تهدّدُ مستقبلَه في الانتخابات، جراءَ تزايُدِ حالة الذعر والترقُّب في الداخل الإسرائيلي.
وأفادت وسائلُ إعلام إسرائيلية، مساءَ أمس، بأن مكتبَ نتنياهو أصدر توجيهاً لوزرائه بعدم الإدلاء بأية تصريحات أَو إجراء أية مقابلات للحديث عن عملية المقاومة اللبنانية في الشمال، وهو ما يزيد التأكيد على مدى الذعر الذي أحدثته العملية، ومدى الارتباك والاهتزاز الذي أصاب نتنياهو على وجه الخصوص.
ولاحقاً، أصدر نتنياهو بياناً مرتبكاً حاوَلَ فيه التقليلَ من حجم العملية، مدعياً أنها لم تخلف أية إصابات، فيما كشفت زيفَه العديدُ من وسائل الإعلام العبرية التي أكّـدت سقوطَ قتلى وجرحى في صفوفِ جيش العدوّ ووصولِ بعض الجرحى إلى عددٍ من المستشفيات الإسرائيلية.
وأوضحت وسائلُ الإعلام الصهيونية أن مصور ومراسل قناة “كان” العبرية كانا شاهدَين على وصول جريحَين من جنود العدوّ إلى أحد المستشفيات، عبر طائرة مروحية.
وأضَافَ نتنياهو أن قواته “ستتشاورُ لاحقاً بخصوص ما سيحصل”، وهو اعترافٌ واضحٌ بالارتباك وسقوط الأوراق والحسابات الإسرائيلية السابقة.