ندوةٌ ثقافيةٌ بجامعة صنعاء تحت عنوان “البردوني.. عبقريةُ الزمان والمكان”
بحضور عددٍ من قيادات الدولة والمسؤولين:
المسيرة: خاص
بحضورِ قياداتِ ومسؤولي الدولة، نظّـمت جامعةُ صنعاء، أمس الأحد، ندوةً ثقافية بمناسبة الذكرى العشرين لرحيل المفكر والشاعر الأديب عبدالله البردوني، وذلك تحت عنوان “البردوني.. عبقرية الزمان والمكان”.
وفي الندوة التي حضرها عضوا المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ومحمد النعيمي، ووزيرا التعليم العالي والخدمة المدنية حسين حازب وإدريس الشرجبي، ونائبُ رئيس مجلس الشورى عبده محمد الجندي، رحّب رئيسُ جامعة صنعاء الأستاذ الدكتور القاسم محمد عباس بالحاضرين جميعاً، مؤكّـداً أنَّ البردوني هو الجامعُ لكل اليمنيين الأحرار، بمختلف توجّـهاتهم وانتماءاتهم.
وأشَارَ رئيسُ جامعة صنعاء إلى أنَّ الشاعرَ البردوني سيظل في ذاكرة الأدب والشعر اليمني، داعياً إلى إبراز المأثورات التي تركها البردوني، مؤكّـداً أن إحياءَ ذكراه العشرين يعتبر إطلاقاً لسيوفه الأدبية والشعرية مجدداً في وجه العملاء والخونة، الذين كشفهم في ذلك الزمان وتجلّت حقيقتهم اليوم.
بدوره، ألقى سلطان السامعي -عضوُ المجلس السياسي الأعلى-، كلمةً عبّر فيها عن شكره لجامعة صنعاء على احتضانها للندوة في حضرة البردوني، مؤكّـداً أن الشاعرَ البردوني يشكّلُ اليوم حالةً وطنيةً جامعةً كما شكلّها بالأمس، وسيظل مصاحباً لكل الوطنيين من أبناء اليمن من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه.
ودعا السامعي، وزارةَ الثقافة والمؤسّسات الثقافية، إلى الاهتمام بموروثات البردوني؛ ليعرف الأجيال ما انتجه عملاقُ التراث الفكري والأدبي العالمي، لافتاً إلى أهميّة أن يكون هناك احتفاءٌ خاصٌّ بهذا العملاق والشاعر الكبير.
وفي الندوة التي حضرها مستشارُ الرئاسة الدكتور عبدالعزيز التراب، ونائبُ وزير التعليم العالي علي شرف الدين، ونائبُ وزير الثقافة هدى أبلان، ألقى وزيرُ التعليم العالي حسين حازب كلمةً أشار فيها إلى أن البردوني ظاهرةٌ إبداعيةٌ كونيةٌ ويمنيةٌ على وجه الخصوص، مضيفاً “الشاعرُ البردوني بذل جُهداً مضاعفاً في التأصيل ليمنية اليمن في كُـلّ المجالات الثقافية والحضارية والتاريخية والسياسية، لدرجة أنه أصبح مرجِعاً مهماً في الشهادة على عصره “.
وأكّـد حازبُ على أهميّة الاحتفاء بذكرى رحيل الشاعر الكبير والأديب والفيلسوف عبدالله البردوني، داعياً إلى تخليد إبداعاته وما خلفه من ثروة فكرية وأدبية ومعرفية وثقافية، لافتاً إلى أنَّ قيادةَ وزارة التعليم العالي ستبذلُ الجهودَ الحثيثة في سبيل إخراج أعماله إلى النور، فيما تطرّق إلى أنَّ البردوني هو أولُ من تنبأ بهذا العدوان على اليمن، وهو أولُ من واجهه في ذلك العصر.
إلى ذلك، تناولت الندوة ورقتي عمل قدمهما الدكتورة ابتسام المتوكل رئيسة الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، والدكتور محمد ناصر طاهر، وأشَارَ فيها إلى أنَّ القيمةَ الكبيرة التي يتربع عليها ذلك المبصرُ الكبير في الوجدان الثقافي العربي والوطني بل والعالمي، جعلت من ذكرى رحيله محطةً لارتشاف الدروسِ السياسية والأدبية والفنية من موروثاته الشعرية البلاغية ذات الهدف العميق.
وأشارت الورقتان، إلى أن الأديبَ والمفكر البردوني كان يُعبر عن نفسه وعن تمرده في ذلك الظرف وتلك المرحلة، حتى في إطار المدرسة الشمسية، مشيرتين إلى أن الشاعرَ والمفكرَ البردوني كان الصوتَ الصفيَّ النقيَّ الصادحَ بالحرية والإنسانية.
كما استعرضت الورقتان جوانبَ نقديةً من فلسفة البردوني الأدبية والصور البلاغية الكبيرة، التي أسقطها على المواقفِ السياسية الماضية والحاضرة.
حضر الندوةَ عددٌ من أكاديميي جامعة صنعاء وعمداءِ الكليات ورؤساءِ المراكزِ وحشدٌ من الطلاب، فيما تخللها قصيدةٌ شعرية للشاعر القدير محمد منصور.