أرضُ الطفّ
وردة الرميمة
طافت السنواتُ وما زالت رمالُ الطفوف ترتوي من دماء الأحرار، ومرّت الأيّامُ وما زالت مرارةُ الوجع والجرح في قلوب العاشقين للحسين، كربلاءُ الأمس هي كربلاءُ اليوم، وَفي كُـلِّ عصرٍ يزيدُ وظلمٌ يواجهه الحُسينُ.
وإذا تأملنا في واقع ما تمر بهِ الأُمَّــة من ضلالٍ، نرى حقيقةَ نزيف الدم الطاهر، هي في البُعد عن المصدر الأولِ للهداية الذي وصّى به النبيُّ الأكرمُ “ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي”.
بالمقابل ماذا كانت النتيجة؟ أنْ يُقتلَ سبطُ المصطفى، وجميعُ أهل بيته في مجزرة كربلائية، لن ولم تحصلْ مثلها في تأريخ البشر، قُطع الرأسُ الشريف وسُبيت النساءُ وأميت الأطفالُ جوعاً وعطشاً في بلاد الإسْــلَام والمسلمين، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على الانحرافِ في المسار الإلهي.
كلُّ يومٍ عاشوراءُ، وكلُّ أرضٍ كربلاء، وكربلاءُ العصر في اليمن تعودُ من جديدٍ لنعيشَ مع الحُسين مآسيَ وذكرياتٍ.
حينما تحَرّك السيدُ حسين بدر الدين -سلامُ ربي عليه- بالمشروع القُــرْآني، وهو امتدادٌ للرسالة النبوية تحت شعار: “هيهاتَ منا الذلةُ”، من يومها وأبناءُ اليمن يعيشون على أرضٍ كأرضِ الطفّ مع الحُسين، يواجهون أحفادَ بني أُميَّة، وكلَّ من تحالف معهم من المتجبرين تحت راية الباطل أمريكا وإسرائيل.
وفي المقابل نرى رجالاً حسينيين تعلّموا من عاشوراءَ التضحيةَ والفداءَ، هم حُماةُ الدين والعِــزَّة والكرامة، ونساءً زينبياتٍ تعلَّمْنَ من زينب الإيْمَـانَ والصبرَ على المُصيبة والبلاء.
يرفعون شعار: “الموتُ لأمريكا، الموتُ لإسرائيل” بكلِّ عِــزَّةٍ وشموخٍ، ويُلقنون العدوَّ أشدَّ وأفتكَ الضربات الحيدرية وفي مواقفَ وبطولاتٍ أذهلت وأعجزت العالمَ، يستمدون التأييدَ الإلهيَّ من قول الله تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).