لليوم الثاني.. العدوان يمنع دخول قافلة “أممية” إلى مدينة الدريهمي المحاصرَة والأمم المتحدة صامتة
محافظ الحديدة: لم يكن للمرتزقة أن يمنعوا القافلة لولا تماهي الأمم المتحدة مع قوى العدوان
المسيرة | الحديدة
في إصرار منها على استمرار جريمة حصار مدينة الدريهمي، المستمرة منذ أكثر من عام، وفي تحَدٍّ واضح للأمم المتحدة، واصلت قوى العدوان على مدى اليومين الماضيين منعَ دخول قافلة إغاثة “أممية” إلى المدينة المحاصرة، ووصل الأمرُ، أمس الثلاثاء، إلى إطلاق النار على القافلة التي يرافقها عددٌ من المسؤولين الأمميين، وهو اعتداء ليس الأول من نوعه على الفرق الأممية في الحديدة، لكنه يؤكّـد مجدّداً على استمرار تعنُّت تحالف العدوان إزاء اتّفاق الحديدة، وتواطُؤ الأمم المتحدة معه في ذلك من خلال صمتها المطبق على انتهاكاته التي طالتها كما طالت الاتّفاق.
وأفادت مصادرُ محليةٌ لصحيفة المسيرة، بأن عناصر قوى العدوان منعوا أمس ولليوم الثاني على التوالي، دخولَ القافلة الغذائية التي ترعاها الأمم المتحدة، إلى مدينة الدريهمي، مشيرة إلى أن القافلة صارت على بُعد كيلو متر واحد فقط من المدينة.
وأوضحت المصادر أن طيران العدوان حلق بشكل مكثّـف في سماء المنطقة منذ أمس الأول، في محاولة لتخويف القائمين على القافلة وإرغامهم على العودة.
وأوضحت المصادرُ أن عناصرَ العدوّ أطلقوا النيران على القافلة، أمس؛ لمنعها من التقدم، بالرغم من وجود عدد من المسؤولين الأمميين فيها، وبينهم نائب رئيس بعثة برنامج الغذاء العالمي، ومسؤولة الحماية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ومسؤول الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية بالحديدة.
لكن الأمم المتحدة لم تُبدِ حتى الآن أي رد حول هذه الجريمة التي تعتبر انتهاكا واضحاً لاتّفاق السويد، كما تعتبر إقراراً فجًّا من تحالف العدوان بمسؤوليته عن المعاناة الإنسانية لسكان المدينة المحاصَرة منذ أكثر من عام.
وفي تعليق على ذلك، قال محافظ محافظة الحديدة، محمد عياش قحيم: “لم يكن المرتزِقة ليجرؤوا على منع قافلة الأمم المتحدة لولا تماهيها المريب مع قوى العدوان”، وأضاف: “نحذر من نتائج تمادي المجتمع الدولي في صمته إزاء ما يحدث لسكان مدينة الدريهمي المحاصرة من إبادة جماعية وتجويع ممنهج”.
وحمل قحيم الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة لصمتها إزاء هذه الجريمة “وما سيترتب عليها من كوارث تلحق بسكان الدريهمي المحاصَرين”.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها أعضاء الفرق الأممية إلى اعتداءات من قبل عناصر العدوان في محافظة الحديدة، إذ تكرّر الأمر كَثيراً مع أعضاء فرق إعادة التنسيق، كما تعرض مقر الأمم المتحدة نفسه للقصف قبل فترة، لكن المنظمة الدولية لم تُبدِ أي رد، وهو ما يعتبر إقراراً بالتواطؤ مع تحالف العدوان في انتهاكاته وجرائمه.
وتقع مدينة الدريهي تحت الحصار منذ أكثر من عام، من قبل قوى العدوان، وقد تسبب ذلك بوفاة العديد من المواطنين، وتفاقم المعاناة الإنسانية للسكان بشكل كبير، وسط صمت دولي وأممي مستمر.
ويعتبر منع دخول القافلة الأممية إلى مدينة الدريهمي، خرقاً واضحاً لاتّفاق السويد، ودليلاً على تواطؤ الأمم المتحدة مع قوى العدوان في تعطيل الاتّفاق، كما يعتبر نموذجاً للتواطؤ الأممي والدولي مع العدوان في الحصار المفروض على اليمن بأكمله، والذي من أبرز مظاهره اليوم استمرارُ احتجاز سفن النفط ومنعها من دخول ميناء الحديدة.