حمّى الضنك يجتاح مخيمات النازحين في عبس حجة ومحيطها بفعل حدة العدوان والحصار
المسيرة: تقرير : جبران سهيل
ما أن يشعُرَ المواطنُ اليمنيُّ بالاطمئنان نوعاً ما؛ نتيجةَ المعاناة التي أنتجها العدوانُ السعودي الأمريكي والحصار الجائر وحجز سفن الدواء والغذاء والمشتقات النفطية والأوبئة التي تظهرُ تباعاً، حتى يعودَ القلقُ من جديد وتعودُ المخاوفُ والتحدياتُ والمعاناة الشديدة مع تكرار العدوان لأعماله الإجرامية والتعسفية.
وبعدَ توقُّفٍ ملحوظٍ لجائحة الكوليرا وما خلّفت من أحزان وأوجاع والتي فتكت بأرواح الكثير من المواطنين، ها هي جائحةٌ أُخرى ومرضٌ جديدٌ يحُطُّ رحالَه بأرض تهامة، إنه مرض {حمى الضنك} الذي ينتشر بسُرعة قصوى بمناطق ومديريات تهامة خَاصَّة المناطق التي بها العشرات من مخيمات النازحين على طول الخط الدولي من حرض وُصُولاً إلى محافظة الحديدة.
تلك المناطقُ التي فر أهلُها منها؛ نتيجةَ القصف العشوائي للعدوان ومرتزِقته، تاركين بيوتَهم وقُراهم في مديريات حرض وحيران وميدي لتشهد مديرية عبس خَاصَّة حركةَ نزوح كبيرة وكثافة سكانية لم تشهدها من قبلُ.
منظمةُ أطباء بلا حدود بمديرية عبس تشير إلى أكثر من عشرة آلاف حالة في المديرية تعرضوا للإصابة بهذا المرض، والرقم في زيادة متسارعة، هذا ويقدم مستشفى أطباء بلا حدود في مديرية عبس محافظة حجة خدماته للمواطنين ولم يتم إغلاقه مطلقاً، كما أشاعت ذلك عددٌ من المواقع والقنوات التابعة للعدوان، ولكن وحسب تقارير ميدانية أجرتها صحيفة المسيرة وجدت أن هناك قصوراً في علاج حالات حمى الضنك بعدد من المرافق العامة أَو الممولة من المنظمات ولم يجد المترددون العناية اللازمة وعدم إعطاء المرضى المغذياتِ والسوائلَ والاكتفاء بإعطائهم حبوباً مهدئةً للحمى فقط.
غالبيةُ المصابين يتلقون العلاج في عيادات خَاصَّة تعجُّ بمئات المرضى وتكاليف باهظة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنين نتيجة العدوان الهمجي والجائر الذي شارف على عامه الخامس.
بدورها، أطلقت الهيئةُ الوطنية للإغاثة الإنسانية ومواجهة الكوارث بمحافظة حجة نداءَ استغاثة دعت فيه جميعَ المنظمات ذات العلاقة إلى سُرعة تقديم خطط وتدخلات عاجلة لمواجهة هذا الوباء وتقديم العون للنازحين والفئات المهمشة والفقيرة ونشر الوعي داخل تلك المناطق لتجنب الإصابة بهذه الأوبئة وتقليص حالات الإصابة حتى السيطرة على هذه الجائحة التي تفتك بآلاف الفقراء والنازحين والساكنين في عدد من مديريات تهامة.