مبادراتُ صنعاء تقلقُ “تل أبيب”: نتنياهو يدعو لاستمرار العدوان

الحوثي: تصريحات “نتنياهو” تكشف شراكة “إسرائيل” مع تحالف العدوان

وزير الخارجية: “إسرائيل” تسعى لإجهاض جهود السلام والإدارة الأمريكية لا تريد تهدئةً في المنطقة

المسيرة | متابعات

معلِناً بشكل رسميٍّ عن حرص الكيان الصهيوني على استمرار العدوان على اليمن، أعاد رئيسُ الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مجدّداً، تكرير مزاعم “التدخل الإيراني”، مدعياً أن طهرانَ أدخلت صواريخَ لضرب “إسرائيل” من اليمن.. في تصريحاتٍ ضعيفةٍ في محتواها، لكن رسالتَها كانت واضحةً ومفادُها أن “تل أبيب” متخوفةٌ من التقدم في أية خطوات لوقف العدوان، خَاصَّةً في هذا التوقيت الذي يدور الحديثُ فيه عن “عملية السلام” بعد مبادرة الرئيس مهدي المشّاط، وهو الأمر الذي يكشف مدى استفادة الكيان الصهيوني من هذا العدوان، بل يؤكّـدُ على اشتراكها فيه؛ كونها تعطي الآن ما تعتبره “مبرّراتٍ” لاستمراره، وهي فضيحةٌ أُخرى لتحالف العدوان ومرتزِقته الذين بات تطبيعُهم مع الكيان الصهيوني يتكشّفُ بشكل متواصل وفاضح.

تصريحاتُ نتنياهو جاءت ركيكة ومتناقضة المحتوى، وكشفت زيفها بنفسها، إذ تحدث فيها أولاً عن “طموح” إيران لتطوير صواريخ دقيقة تضرِبُ إسرائيل، ثم قال بعدها: إن إيران قد “شرعت” في إدخال هذه الصواريخ إلى اليمن.

والواقعُ أن محتوى تلك التصريحات لم يكن هو ما أراد نتنياهو إيصاله، فهو يعلم أن إيران ليست أصلاً بحاجة إلى القدوم إلى اليمن؛ لكي تضرب إسرائيل، فحزب الله اللبناني بالقُرب من الكيان الصهيوني ويستطيعُ تنفيذ ضربات دقيقة وبالغة الأثر في أي وقت، كما أن مسألةَ “التدخّل الإيراني في اليمن” قد باتت أشبهَ بأُسطوانة مشروخة لم تعد تُجدِي نفعاً.

ما أراد نتنياهو إيصالَه هو موقفُ الكيان الصهيوني من العدوان على اليمن، وبالذات في هذه المرحلة التي يدور فيها الحديث عن “السلام” بعد مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشّاط التي لاقت ترحيباً دولياً وأممياً، وتم اعتبارها خطوةً إيجابيةً نحو وقف الحرب، وبالتالي فإن غرضَ تصريحات نتنياهو كان التأكيد على أن “تل أبيب” تعارِضُ وبشدة أيةَ خطوات لوقف العدوان، في إقرارٍ ضمنيٍّ باستفادتها الكبيرة من استمراره.

وفي هذا السياق، رَدَّ وزيرُ الخارجية بحكومة الإنقاذ، هشام شرف، أمس الثلاثاء، على تصريحات نتنياهو، مؤكّـداً أن “محورَ الشر الذي تقودُه أمريكا دفع العدوّ الإسرائيلي للحديث عن اليمن؛ لإجهاض الجهود المبذولة لإحلال السلام”، مُشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية لا تريد سلاماً ولا تهدئةً في المنطقة”.

وَأَضَــافَ شرف: “من يؤذي اليمن سنؤذيه وإنْ ظن أنه بعيدٌ عن متناولنا فسنطاله”.

تصريحاتُ نتنياهو أكّـدت أَيْـضاً على إدارة “تل أبيب” للعدوان على اليمن، فنتنياهو حاول في هذه التصريحات أن يختلق ما يعتبره “مبرّراً” لاستمرار العدوان على اليمن، وبالتالي فهو يعبّر عن الموقف الأمريكي أَيْـضاً، وبالضرورة موقف تحالف العدوان، وفي ذلك إقرارٌ آخرُ بأن حماية “أمن إسرائيل” أحدُ أهداف العدوان، إلى جانب كونه فضيحةً لتحالف العدوان ومرتزِقته.

هذا أَيْـضاً ما أكّـده عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، الذي ردّ على تصريحات نتنياهو، قائلا: إنها “رسالة لاستمرار العدوان على الشعب اليمني، خُصُوصاً أنها تزامنت مع حضورِ الوزيرِ الأمريكي”، وَأَضَــافَ أن “هذه التصريحاتِ تخدُمُ الوعي اليمني لتؤكّـد له ويزداد اطمئناناً بما يعلم جيِّدًا من شراكة إسرائيل الحقيقية في العدوان”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com