من جديد.. بن همام
أميرة العراسي
تشهَــدُ اليمنُ مؤخراً ارتفاعاً جنونياً بأسعار المواد الغذائية من ناحية، ومن ناحية أخرى بالمشتقات النفطية، فما زالت السوقُ السوداءُ هي الآمر الناهي بذلك، وعدم وجود أدنى رقابة لبيع مادة البترول والتي تباع في معظم شوارع العاصمة دون خوف من الله أو حتى خجل، وكما أن هناك أمراء حروب يزدادون ثراءً من صفقات الأسلحة، فالحروب أيضاً تفرز لنا نوعاً آخر من التجار الذي تزيد ثروتهم من دماء ورزق البسطاء جداً من الشعوب، فالمواطن في ظل الحصار الجائر على اليمن وبسبب تدني الدخل للفرد لم يعد بإمكانه أن يتكفلَ بتوفير الضروريات لأسرته، فما بالك في حال وجود أحد من أفراد أسرته يحتاج لعلاج!.
يقف اليوم مئاتُ الآلاف من الأسر اليمنية في مواجهة العدوان وبطونهم تشكو الجوع ليل نهار، فما زال الجميع يصمد ولكن ماذا عن أطفالهم الذين يتضورون جوعاً، فإذا لم تمُت بالقصف السعودي اﻷمريكي فستموت جوعاً أَمَام أنظار العالم وصمته وأمام الوالدين وعجزهم عن توفير كسرة خبز لأطفالهم، في المقابل هناك من يشعرون بالتخمة في كافة أصقاع الأرض، وأخص هنا مرتزقة الرياض، ما زالوا يتنعمون بأموال شعب ضعيف لاحول له ولا قوة إلا بالله، ويأكلون أموالاً حراماً حصلوا عليها مقابل رؤوس مفجرة لأطفال، وبطون خاوية لنساء وأطفال وشيوخ وشباب، يشكون همهم وجوعهم وظلمهم لله، وما زال الوضعُ الاقتصادي يزداد سوءً يومآ بعد آخر وسعر الريال اليمني يهبط مقابل الدولار الذي أصبح ما يقارب اليوم بـ 262 ولم نشهد انفراجةً حقيقية قريبة حتى الآن، ولكن وبعد خبر عودة رجل الاقتصاد الأول محمد بن همام عاد الأمل للجميع فعاد الرجل إلى عمله في البنك المركزي ليقوم بواجبه الوطني والأخلاقي في اليمن وضرب بعرض الحائط بكل المزايدات المناطقية والمذهبية والسياسية، ولم يركع أَمَام الريال السعودي مثلما ركع غيره ممَّن سولت لهم أنفسهم وزاغت أبصارهم بحفنة قليلة كان مقابلها تراب الوطن، فقد اختار الرجل أن يركع لله ثم الوطن، فانتصر لوطنه وشعبه فقط، اليوم نعول كثيراً على مجهود الرجل في إنقاذ ما تبقى لنا من اقتصادِنا المحاصَر وتثبيت العُملة وإيجاد حلول اقتصادية تنعكسُ بشكل مباشر وأساسي في مصلحة المواطِن اليمني للمساعدة على النجاة من الموت المحقق؛ بسبب تدني الوضع الاقتصادي وتمكينه من المساعدة في النهوض من جديد لبناء يمن يستحقُّ منا أن نبذُلَ الغالي والرخيص من أجله ومن أجل أجيالنا القادمة.