القوميون والناصريون الجدد
بقلم: صلاح القرشي
الذي يقرأُ ويتصفح صحيفة (الوحدوي الناصري) الذي يصدرها الناصريون الجدد، وكأن الشخص يقرأ صحيفة سعودية وهابية، أَوْ صحيفة ناطقه باسم الإخوان المسلمين (الإصلاح)، وكل ما تحتويه هذه الصحيفة يشيرُ إلى الاصطفاف الواضح ضد الوطن والتأييد وشرعنة العدوان السعودي الأمريكي وحلفائه.
وتفوح منها رائحة عفنة تنم عن الطائفية والمناطقية والولاء المحلي الضيق على حساب الولاء الـيَـمَـني والقومي الجامع، وبالمناسبة هذه الصحيفة تدّعي انها تمثل أَوْ ناطقة باسم القومية أَوْ الناصرية، طبعاً زوراً وبهتاناً.
وبالرغم من سماعنا قبل أيام أَوْ أسابيع قليلة قيام بعض فروع التنظيم الوحدوي الناصري في المحافظات بما فيها محافظه صنعاء بالتراجع عن هذه السياسة واعتبار الحرب على الـيَـمَـن عدواناً ودخول جيوش أجنبية إلى الأراضي الـيَـمَـنية بمثابة احتلال وجيوش غازيه ومحتله وصدر بيان بذلك.
لكننا نقول للقيادة (التنظيم الوحدوي الناصري) الناصريون الجدد: إن سياسة تبادل الأدوار، وسياسة وضع قدم هنا وقدم هناك، هي سياسة غير مجدية ولن تنطلي على أحد، وهي سياسة قديمة ومستهلكة، إذَا لم يتبع الأقوال بالأفعال ويتم تغير الخطاب الإعلامي والسياسي والاصطفاف مع الوطن وضد التدخل العسكري العدواني على الوطن. فهذه السياسة التي تمارسونها لا تنفع.
نقول لكم إن النضال يجب أن يكون نضالاً من أجل الوطن والـيَـمَـن كله، وليس من أجل مصلحة انتهازية شخصية ضيقة باسم الدفاع عن محافظه تعز والذي تتسترون خلفها عن خيانتكم وعمالتكم للسعودية والأمريكيين مقابل فتات من مال أَوْ سلطة موعودة بدون سيادة أَوْ قرار مستقل، وتفتحون أراضي الوطن للقوات أجنبية تحتله مهددين استقلاله ووحدته للخطر، وتتذرعون بحماية أَوْ الانتصار لمحافظه تعز أنتم والإخوان المسلمين.
هذه المحافظة الأبية الذي لم تكونوا تعيرونها أي اهتمام طوال كُلّ السنوات الماضية الذي قضيتموها تتسولون في أروقة النظام السابق عن ما يتصدق به رأس النظام لكم من مناصب أَوْ وظائف إدارية في السلطة.
طوال السنوات السابقة، لم تسيّروا ولا مظاهرة واحدة أَوْ تقيموا اعتصاماً واحداً، في محافظه تعز عن كُلّ ما كانت تعانيه من نقص المياه وانعدام الكثير من الخدمات، وسوء عدالة توزيع الثروة الوطنية والتهميش التي كانت تعانيه هذه المحافظة على كُلّ الصعد والمستويات، وتجاوز السكان الذين يقعون تحت خط الفقر لأكثر من 50 % وأهمها عدم المشاركة الفعلية والحقيقية في السلطة.
الآن فقط عندما تأثرت مصالحكم الشخصية وبدافع الانتهازية والتكسب والارتزاق، تذرعتم بالوقوف مع محافظه تعز بمنطق طائفي ومناطقي وفي الحقيقة لكي تداروا موقفكم الخياني مع العدوان السعودي الأمريكي على الوطن.
نقول (لقيادة التنظيم الوحدوي الناصري) وكل من وقف نفس موقفكم وعمل نفس أعمالكم: إن التأريخ سوف يسجل كُلّ ما فعلتموه ضد الوطن من تآمر على وحدته وحريته واستقلاله وسيادته وسلامة أراضيه، ابتداء من مشاركتكم الدنيئة في الدعوة والطلب من مجلس الأمن الدولي بوضع الـيَـمَـن تحت الفصل السابع مع (حكومة الوفاق الوطني) والانتهاء بوقوفكم المذل والانتهازي الرخيص مع العدوان الخارجي السعودي الأمريكي ضد الـيَـمَـن، وما يترتب عليه من مخاطر كبيرة على الـيَـمَـن من قتل شعبه وتهجيرهم وضرب البنى التحتية ومقدرات هذا الشعب واحتلال الأرض الـيَـمَـنية وحصار الشعب وتعريض وحده الوطن لمخاطر التقسيم والتفتت.