اليمنيون يخوضون حرباً وطنية عظمى
بقلم/ حمود أحمد مثنى
ما يحدُثُ في الـيَـمَـن حربٌ وطنيةٌ شاملة، بل سأطلق عليها حرباً وطنية عظمى ضد اعتداء وإجرام تحالف دولي ومرتزقة من مختلف العالم بتخطيط وقيادة العدو السعودي، هي الأولى في تأريخنا غطت كُلّ الرقعة الجغرافية للـيَـمَـن بتعرضها للقصف والتدمير لم تتعرض له أية دوله في العالم منذ الحرب العالمية الثانية من حيث الكثافة النيرانية وعدد الطلعات الجوية والمدة الزمنية، فتوقع شهداء ومصابين وتدمير المنازل والمؤسسات والبُنى الخدمية في كُلّ الـيَـمَـن، وهي الحرب الأولى التي سفكت دماء الـيَـمَـنيين في الجبل والسهل والوادي والصحراء والساحل والجزر، وَهي حرب بين الحضارة والبداوة، فقد استهدَفَ العدو السعودي الصحراوي أول سد عظيم في تأريخ الإنْسَـانية واستهداف للمساجد القديمة والقلاع والحصون القديمة منها حصن أسعد الكامل وقلعة القاهرة وبراقش المدينة العبقرية وَالأولى في الجزيرة العربية إن لم تكن في العالم نعم هي حرب وطنية كبرى وعلى المنبطحين والبغال تحت أي اسم قومي أَوْ ديني أَوْ علماني أَوْ ليبرالي أَوْ برجماتي لن يستطيعوا مهما استخدموا من وسائل التزييف والخداع والتضليل أن يغالطوا الحقائق والوقائع، وبالتالي استهدافها يعد إحدى التنبيهات لهم بعد دماء وصراخ وصيحات أَطْفَالنا ونسائنا، الفرصة ما زالت مناسبة للرجوع عن غبائهم وحماقتهم وجرمهم وحقدهم ضد الإنْسَـان والزمان؛ لأن (الحرب مستمرة) أما إذَا انتهت فلا توبة ولا أعذار.
قد يختلق السياسي أعذاراً لموقفه لكن حقيقة دافعه الأول هو المال الذي يجعل السياسي يرتهن للأعداء ولا يهتز قلبه أَوْ يتعكر مزاجه أَوْ يُؤنبه ضميره الإنْسَـاني أمام مشاهد صراخ ودماء أبناء وطنه ومنجزات شعبه، إذاً السياسي يمحق ويخرب الأُمُــوْر بمصلحته الشخصية أَوْ بمصالح الموظف لديهم على عكس المثقف الذي يعالج الأُمُــوْر كما يعالج الطبيب الجسد العليل.. ويظهر لنا ذلك الفعل الإيجابي من المثقفين في الأحداث الكبرى التي تمر بها الشعوب، لكن ماذا حدث لبعض المثقفين لماذا التزموا الصمت والحيادية في زمن الأحداث التي لا تقبل الصمت أَوْ الحياد؟!، أعتقد أن هناك أزمة لدى المثقف لا أعتقد أنها مالية! ربما هي نفسية أَوْ ذهنية أَوْ في البنى الفكرية؟.
ومن ينشط ويظهر هذه الأَيَّـام في صف العدوان هم 1- الموظف السياسي 2- المتدين المبرر 3-المفتي لصالح العدو 4- والإعلامي المزيف للحقائق5- الناشط الحقوقي الذي يدافع عن حق العدو في الاعتداء.
وهؤلاء يقومون بإرباك كُلّ ما يمكن أن يؤدي إلى التوافق والتقارب والوصول إلى حل يحقن دماء الـيَـمَـنين ويمنع الاحتراب؛ لأن مصالحَهم المادية وغير المادية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باستمرار الحرب وإراقة الدماء ولا يمكن إقناع (المتدين السياسي) أَوْ (السياسي بانتمائه القومي المناطقي ولا السياسي اليساري الموهوم) لا بالمنطق ولا بالواجب الوطني ولا بقواعد العقل العلمي ولا بالعيب المجتمعي ولا بالحرام الديني حتى قتل وصابة عشرات الالف من الأَطْفَال والنساء من قبل العدو لم تتأثر مشاعرهم بل زادوا عتواً ونفوراً (إذاً الوسيلة الوحيدة لإقناعهم تنفيذ القانون والقضاء).
وامام فشل النخب (السياسيين بأحزابهم والمثقفين بهيئاتهم وعلماء الدين بمذاهبهم) كان رد فعل الشعب الـيَـمَـني طبيعي فكان على القبائل الـيَـمَـنية أن تتصدر الموقف وتصيغ وثيقة الشرف القبلي المتضمنة تحمل المسؤولية في حماية الأرض والعرض والتصدي للغزاة أصحاب أكبر مخزون مالي هائل وَالمكدس في بنوك الغرب والعالم والذي يقدر بثلاثة آلاف مليار دولار لإغواء الحكومات والإعلام بهدف تنفيذ جريمة العصر في القيام حرب شامله على الـيَـمَـن لتمزيقها ونهب ثرواتها واركاع شعبها، ولو وزعت تلك الثروة على العالمين لما وجد فقير من البشر في الأرض أَوْ جائع من الحيوانات في الغابة.