طلاب وأكاديميو اليمن يحتشدون في ساحة جامعة صنعاء لإحياء ذكرى المولد النبوي
في فعالية حاشدة حضرها آلاف الطلاب والأكاديميين والمسؤولين والوزراء:
الوزير حازب للمسيرة: للسيد عبدالملك كُـلُّ الشكر والتقدير وإطلالتُه شرّفتنا وأكّـدت للأعداء اهتمامَه الكبيرَ بالشباب
نائب رئيس جامعة صنعاء: كلمة قائد الثورة خلال الفعالية سدّت الطريقَ أمام مؤامرات الأعداء الساعين لإفساد الشباب
المسيرة: نوح جلاس
في سياقِ الاحتفالات الشعبيّة التي يُحْيي بها أحرارُ الشعب اليمني ذكرى المولد النبوي الشريف، أقامت الجامعات اليمنية، أمس الأحد، فعاليةً جماهيريةً حاشدة حضرها الآلافُ من الطلاب والأكاديميين وعدد من الوزراء والمسؤولين وقيادات الدولة.
وفي الفعالية التي نظمتها وزارة التعليم العالي، بالتعاون مع جامعة صنعاء والجامعات الأهلية وملتقى الطالب الجامعي، بساحة جامعة صنعاء، أطل قائدُ المسيرة القرآنية قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بكلمة مباشرة تطرق فيها إلى أهميّة الاحتفاء بالمولد النبوي، مُشيراً إلى خطورة الحرب الناعمة في إفساد الشباب.
وأكّـد قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أزكى الصلاة وأتم التسليم، تعتبر محطةً للتعبئة الإيمانية واستلهام الدروس والعبر التي قدمها الرسول الأعظم للأمة.
وقال قائد الثورة: إنَّ من توفيق الله لشعبنا العزيز أنه في مقدمة الأمة في الاهتمام بالمناسبة العزيز والمجيدة، مُشيراً إلى أن شعبنا العزيز قد جعل من هذه المناسبة العزيز محطةً للتعبير عن ولائه للرسول الأكرم ومحطةً للاعتراف بنعمة الله على المسلمين والبشرية ومحطة تنويرية تعيد الأمة إلى خط الأصالة وعناصر القوة.
وأكّـد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: ‘‘إن أعظمَ وأحوج نعمة من نعم الله هي نعمة الهدى’’، منوّهاً إلى أن ‘‘انفصال البشرية عن التعليمات الإلهية حالة جاهلية تنتج عنها الأزمات والمحن والمعاناة’’، مضيفاً ‘‘تصل نسب الانتحار في الغرب إلى نسب كبيرة ومفجعة؛ نتيجةَ الشعور بالضياع’’.
وشدّد قائدُ الثورة على ضرورة معرفة نسبة ما حُرِّف من الدين وكُذب على رسول الله، ومعرفة الجانب المغيب من أسس الدين، مؤكّـداً أن هذين أمران في غاية الأهميّة.
وجدّد التأكيدَ على أن ‘‘الحفاظ على الأصالة والهُوية الإيمانية من أهم ما يجب أن نهتم به في هذه المناسبة وما بعدها’’، متبعاً ‘‘معنيون أن نركزَ على أصالة هُويتنا الإيمانية، فنحن في مواجهة الحرب الناعمة تستهدفُ إبعادنا عن الهُوية الإسلامية’’.
وأكّـد قائد الثورة أن ‘‘الحرب الناعمة تتحَرّك لاستهداف الأمة بالكثير من الوسائل بشقَّيها الثقافي والإفسادي’’، مُشيراً إلى أن ‘‘الغفلة والتباسط من أخطر ما يتهدد الإنسان عندما يفقد العزمَ واليقظة’’.
وأشَارَ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن ‘‘الحربَ الناعمةَ هي حربُ إغواء وتضليلٍ أثرُها في الحياة الشقاء’’، منوّهاً إلى أن ‘‘أخطر ما يتهدد الشباب والشابات في عصرنا الحاضر هو الانفلاتُ والفراغ، ومواجهة هذا الخطر بتعزيز الارتباط بالقرآن والرسول’’.
وتطرق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى عدد من الجوانب، تستعرضُها صحيفة المسيرة في نص كلمته صـ6و7.
وفي خضم الفعالية التي حضرها عددٌ من الوزراء ونوابهم وأعضاءٌ من مجلسَي النواب والشورى ورئيسُ جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس ورئيسُ مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام ورئيسُ الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، ورؤساء ونواب ومنتسبو الجامعات الحكومية والأهلية والأكاديميين وحشدٌ من الطلاب والطالبات من مختلف الجامعات، أشار وزيرُ التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب إلى أن الاحتفاءَ بذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين من أعظم المناسبات التي تحتفل بها الأمةُ الإسلامية؛ للتذكير بأخلاق وصفات معلّم البشرية ومخرجها من الظلمات إلى النور، والسير على نهجه.
وأكّـد أن كُتُبَ السيرة المتفق عليها تؤكّـدُ احتفالَ الدنيا سمائها وأرضها بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، وانطفأت نارُ كسرى ليلةَ مولده، وأُضيئت قصورُ صنعاء، لافتاً إلى أن حدث ميلاده غيّر مجرى التاريخ البشري.
وأوضح الوزير حازب أن الكونَ كله احتفل وابتهج بقدوم مولد النور والرحمة والعدالة والهداية؛ إيذاناً بميلاد عهد جديد يشع فيه الخير ويظهرُ فيه الحقُّ على الباطل وينتصرُ الخيرُ على الشر ويتم فيه تحريرُ البشرية من الاستعباد إلى طاعة العباد.
وتطرق إلى الانتصارات المحقّقة في ميادين العزة والبطولة وفي المقدمة “عملية نصر من الله بمراحلها المختلفة”، وكذا الانتصارات الداخلية؛ تنفيذاً للشعار الذي أطلقه الرئيس الصمّاد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” وآخرها تدشين رئيس المجلس السياسي الأعلى الإجراءات التنفيذية لمكافحة الفساد في مختلف مؤسّسات الدولة.
وقال: “إن الاحتفاءَ بالمولد النبوي في ظل الظروف الراهنة رسالةٌ للعدوان باستمرار أبناء الشعب اليمني على النهج المحمدي وقبائل جُرهُم والأوس والخزرج التي ناصرت نبيَّ الله إبراهيم عليه السلام والرسول الكريم نصرته يومَ حاصره قومُه وأخرجوه من مكة.
ونوّه إلى دور اليمنيين عبر التاريخ في نشر تعاليم الإسلام إلى أرجاء المعمورة من خلال الأخلاق والقيم وتعاليم الدين السمحاء، مُشيراً إلى الدلالاتِ والمعاني التي تحملُها هذ الذكرى الدينية في قلوب اليمنيين منذ عشرات ومئات السنين.
وفي السياق، أكّـد الوزير حازب في تصريحات خَاصَّة لصحيفة المسيرة أن إحياء المولد النبوي هو إحياء للحق في وجه الباطل وإحياء الخير في وجه الشر.
وعن إطلالة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي المباشرة، قال الوزير حازب: “للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كُـلُّ الشكر والتقرير على كرمه ومشاركته في هذه الفعالية وقد تشرفنا كثيراً بإطلالته”، مضيفاً “إطلالة قائد المسيرة القرآنية عبدالملك الحوثي في هذه الفعالية تُعتبَرُ رسالةً للأعداء وللجميع بأن قيادة المسيرة تعمل في حسابها الاهتمامَ بالشباب الذين يعتبرون عماد الأمة”.
من جانبه، أشاد رئيسُ اللجنة الإشرافية العليا للاحتفال بالمولد النبوي نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي يحيى شرف الدين بتفاعل قيادات ومنتسبي الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية ومشاركتها في هذه المناسبة الدينية؛ تجسيداً وتعظيماً لنبي الرحمة المهداة انطلاقاً من قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
واعتبر تنظيمَ الجامعات اليمنية احتفاليةً هي الأولى من في تاريخ الجامعات اليمنية والأهلية ابتهاجاً وفرحاً بمولد النور الذي أضاء به اللهُ العالمين وتعكسُ تمسك اليمنيين بالمنهج القرآني والسيرة النبوية العطرة.
ولفت شرف الدين إلى أهميّة التمسك بالرسول الأعظم من منطلق القرآن الكريم حتى لا تنزلقَ الأمةُ في الانحراف الأخلاقي أَو التحريف الديني، مؤكّـداً أن الأكاديميين ومنتسبي الجامعات ماضون على درب الشهداء الذين قدموا أرواحَهم فداءً للوطن وأمنه واستقراره.
ودعا الجميع إلى استشعار المسئولية في المساهمة في بناء ونهضة الوطن، منوّهاً إلى دور كُـلّ من ساهم وشارك في إنجاح هذا الحفل، ابتداءً باللجنة العليا للاحتفالات والجامعات الحكومية والأهلية وملتقى الطالب الجامعي والمشاركين من اللجان التنظيمية والخدمية وغيرها.
وفي هذا الصدد، أشارت الدكتورة نجيبة مطهر -نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا-، إلى أن الاحتفاءَ بالمولد النبوي بهذا الحشد يدلل على اجتياح الوعي الإيماني كافة شرائح الشعب اليمني.
وأكّـدت نائبُ رئيس الجامعة أن إطلالة قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وتقديمه هدياً عن الحرب الناعمة يسُدُّ الطريقَ أمام الأعداء الساعين إلى إفساد الشباب وتضييع الأجيال.
ونوّهت إلى أن جامعة صنعاء طلاباً وأكاديميين سيكونون في طليعة شرائح الشعب؛ تصدياً لكل مؤامرات العدوان.
تخلل الفعالية تقديمُ أوبريت (مولد خير الخلق) لفرقة ملتقى الطالب الجامعي، برئاسة المجاهد جبران العصيمي.