الرئيس المشّاط يوجّه وزيرَ الصحة والمعنيين بالتحرّك للحديدة وإنقاذ المواطنين من الأوبئة الفتاكة
بعد أن تجاوز ضحايا حمى الضنك في مديرية الجراحي أكثر من 40 حالة في أسوأ كارثة صحية
المسيرة| الحديدة:
وجّه الرئيسُ مهدي المشّاط –رئيس المجلس السياسي الأعلى-، أمس الأحد، وزير الصحة العامة والسكان وكل المعنيين في الوزارة بالتحَرّك الفوري إلى محافظة الحديدة، للوقوف أمام تهديدات أوبئة حمى الضنك والملاريا التي تهدد حياة المئات من أبناء مديرية الجراحي، جراء استمرار العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي الذي تسبب في أكبر كارثة صحية تشهدها البلد، وسط أنباء عن وصول عدد ضحايا حمى الضنك في الجراحي أكثر من 40 حالة.
وتزداد المعاناة يوماً بعد آخر جراء تفشي الأمراض والأوبئة خَاصَّة حمى الضنك والملاريا التي حصدت أرواح الكثير من المواطنين خَاصَّة الأطفال في الحديدة ومحافظات صعدة، حجة، وريمة في ظل مخاوفَ من عودة موجة جديدة للكوليرا رغم الجهود المبذولة من وزارة الصحة وشركائها في الحد من انتشار تلك الأمراض والأوبئة، حيث اجتاحت خلال اليومين الماضيين وباء حمى الضنك والملاريا مديرية الجراحي بالحديدة، ما زاد من معاناة أبنائها، خَاصَّةً في ظل تصعيد العدوان وتداعياته التي تسببت في تدهور الوضع الصحي وانعدام الأدوية.
ووجّهت وزارة الصحة العامة وَالسكان هيئةَ مستشفى الثورة العام بالحديدة، بإرسال فريقين طبيين إلى مديرية الجراحي يتولى الأول تشخيص ومعالجة حالات الإصابة بمرض حمى الضنك والملاريا والثاني التقصّي عن النواقل المسبِّبة للمرض.
وحسبَ نتائج الفريق الطبي المكون من الهيئة ومركَز طب المناطق الحارَّة والأمراض المعدية تم فحص وتشخيص 407 حالات، حيث ظهرت النتائج الإيجابية لحمى الضنك بنسبة 23.81 %، والملاريا 28.57%.
وأوضحت النتائجُ أن نسبةَ المصابين بالضنك والملاريا بلغت 52.38 % من الحالات التي تم فحصُها وتشخيصُها، ونسبة الحالات التي حدثت لها مضاعفات نزفية 4.76 % والمضاعفات الرئوية 4.76 %، فيما وصلت حالاتُ سوء التغذية مصحوباً بحمى الضنك إلى 4.76 %.
وبيّن تقرير الفريق الطبي أن نسبةَ حالات المضاعفات التي تمت إحالتُها إلى مدينة الحديدة ومدينة زبيد بلغت 14.29 % جميعُهم أطفالٌ ما دون الخامسة، فيما أثبتت نتائجُ عمل فريق التقصي عن النواقل المسببة للمرض أن مؤشرَ المنازل المصابة بناقل الضنك كانت 100 %، والأواني الحافظة للمياه بنسبة 96 %.
وتُعتبَرُ المياهُ الراكـدة والأواني المفتوحة وإطارات السيارات التي تتجمع فيها المياه بؤرةً لتكوُّن البعوض الناقل لحمى الملاريا والضنك.
وفي تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” قال الدكتور يوسف الحاضري –الناطق الرسمي لوزارة الصحة ومدير عام التثقيف الصحي-: إن الوزارة تقومَ بأنشطة مستمرّة في هذا الجانب، ففي جانب المكافحة تقوم بالرش الضبابي وبالرش الأثر الباقي على جدران البيوت، وَأَيْـضاً تقوم بعملية توزيع مئات الآلاف من الناموسيات المشبعة بالمبيدات للبعوض، كما ان الوزارةَ تقومُ بأنشطة التوعية والتثقيف المجتمعي عبر الوسائل المتاحة كالقنوات والإذاعات ووسائل التواصل الاجتماعي وَأَيْـضاً عبر المتطوعات في الجانب التثقيفي وَأَيْـضاً بالتنسيق مع القطاعات الأُخرى.
وأشَارَ الحاضري إلى أنه تم إطلاقُ التنسيق بين القطاعات المختلفة في الدولة والمنظمات في مكافحة مصادر توالد البعوض الناقل للملاريا والضنك، فالمشكلة التي تؤدي لانتشار البعوض هي مشتركة بين جميع القطاعات ولا يمكن للوزارة وحيدة ان تكافحَه، بل يجب على وزارات الزراعة والمياه والإنشاءات والتربية والإعلام والأوقاف والمجالس المحلية والمنظمات والمجتمع كاملاً ان يتشاركوا في ردم بؤر تكاثر البعوض ومنع تكوّن بؤر جديدة والتخلص أَيْـضاً من بعض الأشياء التي تؤدي إلى تكاثر البعوض وَأَيْـضاً تحسين السلوك المجتمعي في هذه الجوانب والوقاية من البعوض من خلال الاستخدام الامثل للناموسيات.
يُذكر أن العام 2018م شهد وضعاً كارثياً بالنسبة للطفولة في اليمن جراء استمرار العدوان والحصار وتفشي الأوبئة والأمراض، حيث سجلت وزارة الصحة، إصابة 203 آلاف و297 طفلاً بمرض الملاريا، احتلت محافظة الحديدة المرتبة الأولى تليها محافظتا حجة وتعز، فيما يتوفى طفل كُـلّ عشر دقائق؛ بسبب سوء التغذية أَو أمراض أُخرى حسب تقرير الأمم المتحدة الذي أصدرته في سبتمبر 2018م.
وفي العام ذاته، بلغت إصاباتُ حمى الضنك ثلاثة آلاف و813 حالة، حيث شكّلت الحديدة وتعز وأبين أعلى نسبة مَرضية بهذا الوباء، وبلغت حالاتُ التهابات السحايا ألفاً وَ847 حالةً أكثرُها من محافظة تعز وأمانة العاصمة.
ومنذُ ما يقارِبُ خمس سنوات يتعرض أبناء اليمن لعدوان ظالم وتدمير ممنهج للبنى التحتية بما فيها القطاع الصحي الذي استهدفه تحالفُ العدوان، ما خلف وضعاً صحياً كارثياً أجبر المواطن على العيش بتوجس؛ خوفاً من الموت قصفاً أَو فتكاً بالأمراض.