“السنّةُ النبوية” تواجه عيدَ ميلاد حبيبها!!

محسن علي الجمال

تظهَرُ الأصواتُ النشاز دوماً أمامَ كُـلِّ احتفالية بذكرى المولد النبوي الشريف في كُـلِّ عام؛ لتبرهنَ للجميع خطورةَ الغزو الثقافي والتضليل الرهيب الذي يتعرّض له أبناءُ الأمّتين العربيةِ والإسلاميةِ من قبَل الوهّابية السعوديّة، التي تزعُمُ ظلماً وبهتاناً وزوراً العملَ بالسُّنّةِ النبويةِ والالتزامَ بها، لتصلَ جرأتهم حدَّ استهداف رسول الله بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر.

وظلّت هذه الفئةُ السلطويةُ تعملُ على تدجين المجتمعات وتضليلهم واستهدافِ وعيهم وتزييفِ الحقائق لديهم، من خلال تركيزهم على بناءِ المساجد العملاقة في كافَّة الأحياء؛ لتكون محورَ الارتكاز للقضاء على تعاليم الإسلام والانتقاص من قيمه وأخلاقه ومبادئه وتعليماته وأوامره ونواهيه، وكذا لغسلِ العقول والأدمغة من خلال الخُطَبِ الرنّانة والعصماء لشدِّ انتباه المجتمع إليهم.

الخطورةُ بدأت في أوساط شعبنا منذُ وقتٍ مبكّرٍ، وظهر جليًّا لذوي العقول والأبصار حجمُ الحرب الثقافية والعقائدية الدخيلة والتضليل الرهيب لأبناء الإسلام من قبَل بعض المحسوبين عليه، في طليعتهم المسوخُ الوهابيون ومشايخُ البلاط الملكي، ليكون عيدُ ميلاد الحبيب عليه وآله أفضلُ الصلاة والسَّلام نموذجاً حيًّا نشهدُه جميعاً، فما بالكم ببقية ما جاء به نبيُّ الإسلام؟!.

ألا ترون أنهم أبعدونا عن الله ورسوله وأهل بيته، وقدّموا للأمة رموزاً أُخرى بديلة عنهم يشدّون الناسَ إليهم، واعتبروا مشايخَ الإسلام أهــمَّ من رسول الله وأهل بيته.

في عيد ميلادِ رسولِ الله وسراجِه المنير يستذكر المنزعجون –عندما يرون الاستعداداتِ الواسعة بمناسبة قدوم المولد النبوي الشريف- الضعفاءَ والمساكين وأصحابَ العوز والحاجة وضرورةَ الاهتمام بهم والالتفاتَ إليهم، لكنهم غائبون عنهم طوالَ العام، وما هذا الاستذكارُ إلا محاولة بائسة؛ لثني الناس عن هذه البهجة التي تعدُّ أفضلَ وأشرفَ وأهمَّ مناسبة وشعيرة دينية.

في مولد الرسول الأعظم -صلى اللهُ عليه وعلى آله- يجادلون بالباطل؛ ليدحضوا به الحقَّ، وتصدر الفتاوى المشينةُ والكريهةُ؛ باعتبار أنَّ مولدَ النبي بدعةٌ، وحين تتسلسلُ أعيادُ الاحتفالات الوطنية وميلاد الأمراء يرونها سنّةً حسنةً ويشيدون بها وما حقّقوه من إنجازات..

أمّا الاحتفالُ بالكريسمس فينفقون في سبيل إقامته ملايين الدولارات، ويقسّمون الهدايا المتنوعة بما فيها المشروب المحرّم؛ ليزيدَهم سعادةً وبهجةً، علاوةً على ذلك في ظلِّ الحرب الناعمة والثقافية التي تستهدفُ الشبابَ والفتيات يجعلون لما يسمى بعيد “الحبِّ” اهتماماً كبيراً أَيْـضاً، فأيُّ حُبٍّ أسمى من محبّة الله ورسوله؟!.

يتناسون تقاسمَ “التورتة” وقطع الحلوى والهدايا، التي تبلغ أسعارُها كبيرة في احتفالهم بعيد “الزواج” وغيرها من أعياد الباطل، عيد الأم والشجرة والعمال في سلسلة حلقات متصلة وهلمَّ جرًّا، الذي ما أنزل اللهُ بها من سلطان، وحين يحضر عيدُ ميلاد الرحمة المهداة والسراج المنير، تتعالى أصواتهم بالتبديع.

ومع تنامي الوعي اليمني، وتطلّعه الكبير لمعرفة الرسول ورسالته، وضرورة العودة إليه والارتباط به وبأهل بيته سفنِ النجاة؛ للتأسي والاقتداء بهم قولاً وعملاً، يعرف اليمنيون أنَّ كلَّ ذلك لاستهداف النبي وشخصه الكريم؛ لأنَّ من يدّعون العملَ بسُنته النبوية ها هو النبيُّ بشخصه وذاته في صدارة قائمة “النصع” لديهم.

فهل الكريسمس وميلاد الأمير والعيد الوطني أولى لديكم وأهمّ من الاحتفال والاحتفاء بعيد ميلاد النبي محمد –صلّى اللهُ عليه وعلى آله-، فأنصحكم بسرعة معرفة نبي الإسلام ومراجعة إسلامكم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com