الشعبُ اليمنيُّ يصوغ معادلةَ النصر المرتقب من موقع القوة

محمد زيد

الأحداثُ العسكريّةُ والسياسيةُ تتوالى تِباعاً في المشهد اليمني، بتأثيرٍ يصلُ إلى عمق الدول الكبرى، أحداثٌ صنعت معادلةَ ضغطٍ على السعودية وقصّرت من اليد الطُّولَى التي تمادت في استهداف المدنيين خُصُوصًا بعد عملية “نصرٌ من الله”.

ومما يفنّد ذلك ما صرّح به وليُّ العهد السعودي لبرنامج (ستون دقيقة) التابع لشبكة الـ BBC، وهو ما جعل الكثيرَ من المحلّلين السياسيين والخبراء العسكريّين يؤكّـدون أنَّ خمسةَ أعوام من الحرب على اليمن كانت كفيلةً بإخضاع أكبر قوة عسكريّة في الخليج، وإهانة ثالث جيش في التسليح العسكريّ عالمياً حسب معهد “ستوكهولم” للدراسات العسكريّة.

كلُّ هذه الأحداث المتسارعة التي تحقّقت في فترة وجيزة وبسرعة عالية، لم تأتِ من فراغٍ، فتتابعُ الهجمات العسكريّة اليمنية على الأراضي السعودية جويةً أكانت أم بريةً، كلُّها كان لها الدور الأكبر في إخضاع السعودية وتبيين حجمها الحقيقي في المعركة.

وفي خضمّ هذه الأحداث المزلزلة للعدوان، أعلن المجلسُ السياسيُّ بصنعاء مبادرةً تضمّنت وقفَ الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة على الأراضي السعودية، مقابلَ وقف الغارات الجوية على الأراضي اليمنية، بيد أنَّ المملكةَ تبدو مراوغةً وليست جادَّة، خُصُوصًا بعد غياب الردِّ الرسمي سعودياً على هذه المبادرة حتى اللحظة، ولم ترد السعوديةُ التحيّةَ بمثلها، في رسالة سعودية ظاهرها التعنّتُ وعدمُ الرغبة في السلام، وفي باطنها -حسب تسريبات إعلَامية- وجودُ مفاوضات يمنية سعودية مباشرة إلّا أنه لا يوجد تأكيدٌ لذلك.

في المشهدِ الأخير، بات الكثيرُ من الخبراء في حالة ترقّب وانتظار للرسالة التي سيعود بها هدهدُ اليمن، فيا ترى ماذا وجد في جعبة القوم، سلاماً أم ظلاماً؟!، وأياً يكن الردُّ السعوديُّ فالشعبُ اليمنيُّ ماضٍ يشُقُّ طريقَه إلى النصر بمنهجيةٍ محمديّةِ الانتماء وإباءٍ علويِّ الولاء، والعاقبةُ دائماً للمتّقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com