استخدامُ الدقيق المركّب ضرورةٌ وواجبٌ وطني
الدقيق الأبيض أسماه علماءُ التغذية بـ “السم الأبيض” لاستخلاصه من قمح وإضافات كيميائية خطيرة تؤدي لأمراض لم يُعرف من قبلُ
محاولات الفردية تتبّناها بعضُ المؤسّسات المحلية بضرورة استهلاك الحبوب البلدية وإدخالها ضمن التركيبة الأساسية في الخبز
الرغيف الوطني أو الدقيق المركب هو خلطة من الحبوب المحلية: القمح 50% والذرة ٢٠% والشعير ١٠% والذرة الشامية ٥% ومن بقية البقوليات ما يكمل 50 %
المسيرة| تقرير
الوصول إلى الرغيف الوطني هو البرنامجُ الوطنيُّ الأول في الساحة اليمنية وهو على رأس البرامج السيادية التي يجبُ أن يبدأها السياسيّون وأصحاب القرار في البلاد بما يحقّق الاكتفاء الذاتي أَو الأمن الغذائي خَاصَّةً في ظل العدوان والحصار على البلاد ورغم أن هناك عدداً من المحاولات الفردية أَو الجماعية تتبّناها بعضُ المؤسّسات المحلية ومنها المؤسّسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب ومؤسّسة بنيان ومؤسّسة قنوان وغيرها في ضرورة استهلاك الحبوب البلدية أَو إدخالها ضمن التركيبة الأَسَاسية في الخبز.
وللأسف أن هناك قلةَ وعي لدى المواطنين اليمنيين بأهميّة المحاصيل الزراعية البلدية التي اعتمد عليها آباؤهم وعاشوا لعشرات السنين وهم يستخدمون عدداً من أصناف الحبوب في أكلهم اليومي دون الحاجة إلى استيراد أي صنف من الخارج بل يؤكّـد لنا التاريخ أن اليمن كان مصدراً لاستيراد الحبوب إلى العالم، وهناك الكثير من الشواهد تؤكّـد لنا أن المعمرين اليمنيين لا يعرفون أكلَ الدقيق الأبيض الخالص الذي يُستخلَصُ من القمح مع إضافاتٍ كيميائية خطيرة على جسم الإنسان تؤدي لعدد من أمراض الخطيرة التي لا يعرفها اليمنيون من قبلُ..
وبالحديث عن الدقيق المركَّــب، نؤكّـد هذا البرنامج جاء تنفيذاً لتوجيهات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- عندما دعا عمومَ الشعب اليمني إلى الاهتمام بالمواسم الزراعية والمحاصيل الزراعية ومنها الذرة التي خصها بالذكر وهي المكون الأَسَاس في الدقيق المركب وهو عبارة عن خلطة من الحبوب المحلية ومنها القمح 50% و٢٠% ذرة ومن الشعير ١٠% ومن الذرة الشامية ٥% ومن بقية البقوليات ما يكمل الخمسين في المِئة، وذلك ما يمثل قيمة غذائية وصحية على جسم إنسان وهو مكونات الرغيف الوطني؛ لأَنَّ القمح وهو الدقيق الأبيض قد أطلق عليه علماء التغذية صفة السم الأبيض؛ لذلك نحاول إخراج هذا الدقيق المركب وتوصيله إلى كُـلّ منزل وإلى كُـلّ شخص يريد أن يحافظ على صحته..
يؤكّـد المهندس عادل المطهر أن هناك عدداً من التجارب وهي إحياء للدراسات وبحوث عدة، وآخر بحث اعتمدنا عليه هو بحث في أكاديمية ناصر في جامعة عدن وهذا البحث تم تغييبه؛ لأَنَّ سياسة الاكتفاء الذاتي للبلاد كانت ممنوعة والتزموا بالمصنع غير المعلَن ولا تريدها الدول المصدّرة للدقيق الأبيض ومنها أمريكا وغيرها، عندما كلفنا بالدراسات عن الدقيق المركّب وجدناها في البحوث والدراسات في هذا البحث، وهي البيانات الثانوية، بحثٌ متكاملٌ عن الدقيق المركب ومكوناته وآلياته وحتى التصميم للمصنع والوحدة إنتاجية التي تصنع الدقيق المركب.
ويقول: هناك العديد من التجارب نفّـذنا أول تجربة عملية بعد ورشة عمل مع كُـلّ المهتمين والجهات المعنية والاستهلاكية والقطاع العام والذي يستهلك قرابة ٦٠٠ ألف طن نستهلكُ في العام الهدف من البرنامج استهداف هذا القطاع في قيمة تقديرية نصف مليار دولار وهناك نجاح كبير وعظيم ومن هنا بدأ تطبيقها في القطاع الخاص..
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الدقيق المركب يدخل في كُـلّ ما تنتجُه ربة الأسرة في المعجنات والحلويات بأنواعها وتزيدها جودةً وقيمةً غذائية..
عندما نتحدَّثُ عن استيراد القمح نحن نضع أيدينا في محل الوجع من وجهة نظر الغرب أَو بعض المستفيدين في البلاد على حساب ملايين من أبناء الشعب اليمني، هؤلاء التجار لو فكروا ملياً وأرجعوا حساباتهم لعرفوا أن ملايين الدولارات من العُملة الصعبة تذهبُ لصالح المزارع الأمريكي أَو الأسترالي أَو الكندي، ويستكثرونها على المزارع اليمني، وهذه فرصة للقطاع الخاص وأصحاب الرأس المال الوطني وباستطاعتكم إيجاد الفائدة المركبة لكم وللشعب اليمني في تعزيز الأمن الغذائي وخلق نوع تنمية في البلاد، ونتمنى أن يكون للقطاع الخاص دورٌ الآن في التعزيز الاقتصاديّ في الدقيق المركب ويجب عليه ألا يخاف من غرق ولا من تأمين ولا غيرها.
ونحن نتمنى أن يتحقّق حلمنا بتغطية البلاد من الدقيق المركب البلدي ونوفر على البلاد استيراد ٣ ملايين طن من القمح أي ما قيمته ٢ مليار دولار سنوياً من المال العام المقتطع للمزارع الأمريكي أَو الكندي أَو الأسترالي وأن يكون هذا المبلغ للمزارع اليمني الذي سوف يتشجع بزراعة أكبر وسيكون هناك وفرٌ كبيرٌ وتشغيللإ للأيدي العاملة والإنتاج اليمني ونحن واثقون في قيادتنا.
ونُطمئِنُ الجميعَ أن القيمةَ الغذائيةَ للدقيق المركب لا تقدر بثمن ومهما ارتفعت سعر الذرة لن يكونَ ارتفاعُها أكبرَ من صحتنا وحياتنا التي هي أغلى من أكل السموم التي تدخل البلاد تحت أي مسمى والطبع ستتوسع المساحة الزراعية وسيبدأ المزارعون بالتنافس لتغطية الطلب بكثرة العرض، أَهَــمّ ما نطمح إليه هو توفير عشرات الملايين من الدولارات تحقيق الأمن الغذائي والعزة والكرامة لليمني حتى أمام العدوان والحصار تشغيل الأيدي العاطلة وغيرها من الأهداف التي يجب أن تتحقّق سريعاً..
هناك عددٌ من الدراسات العلمية في المجال الزراعي الغذائي، ومنها في استخدام تركيبة الدقيق المركب؛ لتقليص حجم الفجوة الغذائية من محاصيل الحبوب لا سيما القمح..
ويؤكّـد خُبراءُ اقتصاديّون أن اليمن تستوردُ كمياتٍ هائلةً وكبيرة جِـدًّا من القمح لتغطية الاحتياج اللازم لسد الفجوة الغذائية وَإذَا ما تم تطبيقُ الدقيق المركب فإن اليمن ستوفر مبالغ كبيرة من العُملة الصعبة جراء وقف الاستيراد أَو التقليل من الاستيراد وردم الفجوة الغذائية من محاصيل الحبوب البلدي.
كما يؤكّـد مختصون أن صناعة الخبز تأتي انطلاقاً من أهميّة الخبز المصنوع من القمح؛ باعتبَارِه سيدَ المائدة في الوجبات اليومية الغذائية في اليمن، فضلاً عن كونه المصدر َالرئيسي لطاقة المستهلك.. منوّهين بالمردود الاقتصاديّ لاستخدام الخبز المركب وأهميته في تخفيف أعباء اقتصاديّة على البلد؛ بسَببِ فاتورة الاستيراد من مادة القمح.
ويقول باحثون في مجال التغذية: إن الخبز الذي يحتوي في مكوناته الذرة الرفيعة يتميز بارتفاع المعادن والأملاح عن ذلك الخبز الذي يتكون فقط من دقيق القمح الأبيض الخالص، حَيْــثُ يحتوى الأول على مواد الحديد والفوسفور والبوتاسيوم والزنك بكميات 2ر5 ملجم / 100جم، 352 ملجم / 100جم، 277 ملجم / 100 جم، 3 ملجم / 100 جم بالمقارنة ما يحتويه الدقيق الأبيض الصافي على النحو 5ر1 ملجم / 100 جم، 90 ملجم / 100 جم، 130 ملجم / 100جم، 7ر0 ملجم / 100جم.
كما يوصي أخصائيون غذائيون بأهميّة تطبيق تجربة الدقيق المركب والتوعية بمضمونها وأهدافها وفوائدها من خلال تشجيع أصحاب المطاحن الوطنية والمخابز على استخدامها وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لهم وتمكينهم من إنشاء خط إنتاج في المواقع الإنتاجية لطحن الحبوب غير القمح من أجل إنتاج الدقيق المركب مع الأخذ في الاعتبار تحديد سعر مناسب للكيس الناتج من تقانة الدقيق المركب ليكون منافساً لسعر نفس الكيس من دقيق القمح الأبيض الخالص.
كما نود أن نشيرَ إلى أهميّة الدقيق المركب والاستفادة من تجارب البلدان السبّاقة إلى استخدام التقانة في صناعة رغيف الخبز لتلبية الاحتياج منه، خَاصَّةً وقت الأزمات والكوارث.
وبحسب خبراء الزراعة فإن منتجاتِ الدقيق المركب الناتج عن خليط من القمح مع الذرة أَو الحبوب الأُخرى لها قيمة غذائية عالية مقارنة بدقيق القمح الصافي؛ نتيجة لما تحتويه هذه التقانة من بذورٍ تتضمن مواداً مضادة للتأكسد إلى جانبِ احتوائِها على ألياف غذائية ذات نسبة عالية من الأملاح والمعادن تساعدُ على الهضم وخفض امتصاص الدهون، إلى جانب حماية القولون من الإصابة بالسرطان.
وتؤكّـد دراسات علمية في هذا الصدد أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمةً تحتوي على نسبة عالية من الألياف هم أقلُّ عُرضةً للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
يشار إلى أن مصر كانت من الدول العربية السباقة في استخدام تقانة الدقيق المركب، حَيْــثُ وزعت الدقيق المخلوط أَو المركب من القمح بنسبة 85 بالمِئة ودقيق الذرة بنسبة 20 بالمِئة، وكما استخدمت العراق هذه التقانة في عام 1990م أَثناءَ الحصار وكذا قبل الاعتماد على برنامج الغذاء مقابل النفط عام 1996م فلجأت إلى سياسَة الاعتماد الذاتي على النفس، حَيْــثُ وزّعت دقيقاً مخلوطاً من القمح والذرة والشعير للاستفادة من ذلك في تغطية الاحتياج من الخبز.
كما إن المكسيك هي الأُخرى استخدمت التقانةَ لتلبية احتياجات أكثر من 50 مليون نسمة يعتمدون بدرجة أَسَاسية على خُبز الذرة في توفير الأمن الغذائي.