بلاد الجائعين!!

 

هاشم طه المهدي

اليمنُ أكبر أزمة إنسانية، وأكبرُ مجاعة على مستوى العالم..

ولكن هل ستصدقون إن قلت لكم إن هذه الدولةَ التي يوجد فيها أكبر أزمة إنسانية ومجاعة في العالم، هي عبارةٌ عن جوهره ثمينة جداً تملك من بريق ولمعان الثروة ما يجعل دولَ الهيمنة تنظرُ إليها كنظرة القراصنة للكنز الثمين!!.

أضف الى ذلك موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يُطلُّ على عصب التجارة العالمية، كلُّ تلك المواصفات جعلت أعداءَها يتهافتون عليها بكلِّ شراسة وضراوة كتهافت الوحوش على فريستها، وجعلوا بعضَ المرتزقة والخونة جسرَ عبورٍ للهيمنة على كلِّ تلك الثروة، وَورقة لإذلال اليمن بأكمله.

سأسرد عليكم غيضاً من فيض كل ذلك النعيم، وأين يذهب؟!

ففي بلادِ الجائعين، هناك محافظات تسمى مأرب، وحضرموت، وشبوة، يقبع تحتها بحارٌ من النفط، ويشكل الإنتاج النفطي المفترض لتلك المحافظات منذُ بداية العدوان ما يزيدُ عن 120 مليون برميل نفط، تُقدّر بقيمة 12 تريليوناً، تم نهبُها وسرقتُها وبيعُها وإيداعُ عائداتها إلى الخارج من قبل المرتزِقة الذين يأكلون أموالَ اليمنيين ويتلاعبون بمحنتهم وجوعهم، بينما أصبحوا هم يحتلون المرتبةَ 11 بين الأجانب شراءً للمنازل في تركيا..

في بلادِ الجائعين، يوجد ميناء عدن والمخاء والحديدة والمكلا ونشطون وقشن سيحوت والضبة وبير علي وبلحاف ورضوم وذباب والخوخة والصليف ورأس عيسى والخوبة واللحية وميدي، كلُّها مطلةٌ على خطِّ الملاحة العالمي، وجلُّ تلك الموانئ تحت سيطرة دول العدوان ومرتزقتهم الذين عطلوا دورَها التجاري والاقتصادي وسعوا لتدميرها، وَواحدٌ منها تحت سيطرة أنصار الله ورقابة الأمم المتحدة..

وهذا مثالٌ واحدٌ لميناء المخاء من تقاريرهم، 140 مليار ريال سنوياً من ميناء المخاء، أي 700 مليار خلال 5 سنوات.

في بلاد الجائعين، توجد المنافذُ التي استغلها المرتزِقةُ كـ “منفذ حرض ومنفذ البقع ومنفذ علبين ومنفذ شحن ومنفذ صرفيت ومنفذ الوديعة”، تدرُّ عليهم مليارات الدولارات منذُ 5 سنوات.

وفي تقاريرَ صدرت من قبلهم تقول إن منفذَ الوديعة الذي يسيطر عليه هاشمُ الأحمر بتوجيهٍ من علي محسن، لم تسلم عائداتُه إلى بنك عدن طيلة 5 سنوات، والمقدّرة بـ (367) مليار ريال بما يُعادل 4.73 مليار ريال في السنة.

في بلادِ الجائعين، توجد المطاراتُ المعروفة دولياً كـ (مطار صنعاء الدولي -الذي أصبح حديقةً للمبعوث الأممي يذهب إليها متى شاء ويغادر منها متى أراد-، مطار عدن الدولي، مطار تعز الدولي، مطار الحديدة الدولي، مطار المكلا الدولي، مطار سيئون الدولي)، علماً أن بقيةَ المطارات المحلية يعبث بعائداتها مرتزِقةُ العدوان.

في بلادِ الجائعين، يوجد أكبرُ مخزون احتياطي من الذهب والفضة، الجرانيت والرخام والرصاص والزنك والتيتانيوم، الحديد وأحجار كريمة والجبس والإسمنت والملح الصخري، والتي مخزنها باطن هذه الأرض، ولم يستطع الإنسانُ اليمني استخراجَها والاستفادةَ منها؛ بسبَبِ فساد سياسة الحكومات السابقة وتدخل قوات الغزو على بلادنا..

أليست كارثةً أن يعيش الشعبُ اليمني جائعاً بدون راتب وهو يمتلك هذه الثروات الهائلة؟!..

اتركوا هذا الشعبَ الفقيرَ يعيش لنفسه، فأبناؤه هم من يعرفون كيف سيكون بناؤه، وهم المسؤولون عن مستقبلهم، وَخذوا مساعداتكم المكذوبة وابنوا بها قصوراً لكم على رمال صحاريكم أيها الرعاةُ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com