الرحلةُ الأخيرةُ للقائد سليماني.. حمل القدسَ من سوريا إلى العراق ليصنعَ نقطة تحول جديدة
المسيرة| خاص
استشهد قائدُ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس وعددٌ من رِفاقِهما ليلَ الخميس/ الجمعة، في محيط مطار بغداد الدولي بعملية اغتيال نفّذتها مروحياتٌ أمريكيةٌ، في خطوة يجمعُ كثيرون على أن تداعياتها ستغيّرُ وجهَ المنطقة.
وأعلنت الولاياتُ المتحدة الأمريكية في بيان للبنتاجون مسؤوليتَها عن العملية، زاعمةً أنها جاءت كإجراءٍ دفاعي؛ لمنع هجمات يزعُمُ البيانُ أن الجنرال سليماني كان يخطّطُ لتنفيذِها ضد القوات الأمريكية في العراق.
العمليةُ أثارت الكثيرَ من التساؤلات حول الإجراءات الأمنية التي كان يتخذُها القائدان وكيف تمكّنت الولاياتُ المتحدة من الوصول إليهما.
غير أن التقاريرَ الموثوقةَ كشفت القائدين كانا يعتمدان على قواعد الاشتباك التي ترسخت في مواجهة المحور الصهيوأمريكي وبالتالي كانت تحَرّكاتهما شبه علنية وعادية.
وبحسب جريدة الأخبار اللبنانية فإن قائدَ فيلق القدس قاسم سليماني كان آتياً من دمشق، فخرج المهندس لاستقباله في المطار، وغادرا في «موكب» بسيط، مؤلف من سيارتين لا أكثر. استهدفتهما طائرات أمريكية، بعيد انطلاقهما من المطار، ليقضي كُـلّ من كان في السيارتين، وبينهم، إلى سليماني والمهندس، مسؤولُ التشريفات في الحشد الشعبي، محمد رضا الجابري، وعدد من أعضاء الحشد.
ويرى مراقبون أن اغتيالَ سليماني والمهندس لم يكن رداً على الجرائم الأمريكية وقيامها بقصف مواقع للحشد الشعبي فحسب، بل يعتبر التوجيه بعملية الاغتيال سعياً من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تثبيت قواعد اشتباك جديدة، إضافة إلى تقزيم قوى محور المقاومة في المنطقة.
واعتبر الكاتبُ حسن عليق أن “اغتيالَ سليماني والمهندس، ليس حدثاً عابراً. هو قرارٌ اتخذته الإدارةُ الأمريكيةُ بإشعال الإقليم، وفي أقلِّ تقدير، محاولة لإعادة الزمن إلى الوراء، ومحو النتائج التي أفرزها صمود محور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين، وسعي إلى المزيد من العدوان الذي يُراد منه تدمير كُـلّ المنجزات التراكمية لهذا المحور.
ومن دون أية «معلومة» من أي «مصدر موثوق» في المحور، يمكنُ توقُّعُ رد فعله. ثمة خطوطٌ حمراءُ أسقطها اغتيال سليماني تحديداً.. وبناءً على ذلك، ستدفع الولاياتُ المتحدة الثمنَ باهظاً. فالخطوطُ الحُمْرُ لا تسقُطُ من جانب واحد”.