دماءُ سليماني والمهندس فتحت أبواب الجحيمَ على أمريكا وقواتها بالمنطقة.. والرد الإيراني قادمٌ لا محالة

زين العابدين عثمان

في خضم تداعيات الضربة الجوية الغادرة والإرهابية التي نفّذتها الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأحمق ترامب لتصفية الفريق الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والقائد أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، فإن المؤكّـداتِ تُشير إلى أن أمريكا بهذه العملية الغادرة قد ارتكبت أكبرَ خطأ استراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي، وفتحت على نفسها أبوابَ الجحيم، وفاتورة انتقام كارثية باتت تستعد لها إيران بكلِّ وحداتها العسكرية والاستراتيجية الضاربة لأخذ الثأرَ والقِصاص.

إننا وفي هذا السياقِ نرى بأن ترامب بالفعل قد وضع أمريكا هذه المرة على حافةِ الهاوية، وضحى بها بتوقيعه صك اغتيال سليماني والمهندس، وقد لبى نزوات إسرائيل على حساب أرواح عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين، أما في الجهة المقابلة فالقيادةُ في إيران تتحضر لردة فعل انتقامية غير مسبوقة (لا تتوقعها أمريكا ولا تستطيع صدها)، وذلك تحت وتيرة من المطالب التي لا تتوقف عند شعب إيران فقط، إنما قيادات وشعوب محور المقاومة الإسلامية في الشرق الأوسط، فالجميعُ اليومَ يطالبون بإنزال أقسى الضربات الساحقة على غطرسة أمريكا الإجرامية والدموية وكسر ذراعها بالمنطقة.

لذلك فالردُّ حتميٌّ لا نقاشَ فيه، والكلُّ في حالة ترقب شديد خصوصاً إدارةَ ترامب نفسها التي بدت تترقب المستجدات على درجة عالية من القلق والتخبط، حيثُ بدأت في العمل على محاولة تهدئه قيادة إيران وقهقرة غضبها بتحريك الوساطات الإقليمية والدولية كروسيا وفرنسا وقطر وغيرها، وذلك لتخفيف فاتورة الانتقام، وقد بعثت أَيْـضاً، أمس السبت، طلباً تحكي فيه استعدادَ أمريكا رفعَ بعضِ العقوبات الاقتصادية على إيران، شرط أن يكونَ سقفُ انتقام إيران بمستوى سليماني، وهذا يدلُّ على الرعب والقلق الذي أصبح سيدَ الموقف بالداخل الأمريكي..

 

الردُّ الإيراني طبيعته وسيناريوهاته:

بالنسبةِ لطبيعة رد إيران والذي يحاول الجميعُ تخيله وافتراضه، فإنَّ حجمَ التحضيرات والاستعدادات للقوات الإيرانية ومستوى قدراتها العسكرية وطبيعة ما صرح به المسؤولون الإيرانيون، توحي بأن الردَّ سيكون استراتيجياً ومدمّراً لا يتقيد بحدود الجغرافيا ولا يتوقف عند أسوأ الاحتمالات، فإيران لن تكون لوحدها في عملية الرد، إنما سيكون محور المقاومة بكلِّه حاضراً وموجوداً أَيْـضاً وهذه هي الجزئية المهمة، أما عن طبيعة الأهداف التي قد يتم اختيارُها للانتقام، فهناك أكثرُ من 36 قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط تعج بأكثر من 50 ألف جندي أمريكي، على رأسها المنتشرة في العراق والكويت وقطر والسعودية والبحرين، وهناك مضيق هرمز الذي يمرُّ منه عددٌ كبيرٌ من المدمرات والسفن البحرية الأمريكية، وكلُّها تحت مطرقة الاستهداف في أية لحظة.

لذا في الأخيرِ لا نستطيعُ أن نتوقعَ ما سيحدثُ ولكن ندرك حصراً أن أمريكا ستدفع ثمناً باهضاً جِـدًّا، وسيكون ردُّ إيران في المكان والزمان المناسب، أما عن دماء سليماني والمهندس التي سفكت في العراق، بلا شك أنها شفرةُ نهاية الوجود الأمريكي من العراق أولاً، ومن المنطقة ثانياً، وهذا ما سيحصل بعون الله تعالى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com