أحرارُ محور المقاومة على قلب رجل واحد للثأر وإزالة الوجود الأمريكي من المنطقة
بحضور رسمي وشعبي كبير في مسيرة جماهيرية حاشدة:
عشراتُ الآلاف بصنعاء يحتشدون للتنديد بجريمة اغتيال سليماني والمهندس ويؤكّـدون:
المسيرة: صنعاء
خرج شعبُنا اليمني، أمس الاثنين، في مسيرةٍ جماهيرية غاضبة؛ تنديداً بالجريمة الأمريكية الإرهابية التي اغتالت الشهيدين القياديين اللواء قاسم سليماني، وأبو مهدي المهندس، معلنين الجهادَ والعملياتِ الاستشهادية التي وعد بها سيّدُ المقاومة لتطهير العراق وفلسطين والمنطقة برمتها من دنس التواجد الأمريكي الصهيوني.
وفي الفعاليةِ التي أُقيمت في باب اليمن بالعاصمة صنعاء، رفع المشاركون صورَ الشهيدين والشعارات واللافتات المؤكّـدة بأن دماءَ الشهيدين لن تذهبَ هدراً، وأن شعبَ الإِيْمَان والحكمة والمَدَد والنُّصرة جاهزٌ للردِّ والاستمرار في مواجهةِ الغطرسة الصهيوأمريكية وتحرير المقدّسات والشعوب والثروات العربية والإسلامية من سيطرة قوى الاستكبار العالمي وأدواتها الخونة والعملاء.
وبرغم غزارة الأمطار، توافد المحتجون إلى الساحة بالآلاف؛ للتأكيدِ على موقفهم الثابت من السياسة الأمريكية الاستعمارية وضرورة التحَرّك السريع والفوري لسحق قواعدها المنتشرة في المياه والشعوب العربية، تقدّمت الحشودُ بأصدق العزاء للشعبين الإيراني والعراقي والأمة في استشهاد المجاهدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهما.
وخلال المسيرة، قال وزيرُ الإعلام ضيف الله الشامي في كلمته: إن دماءَ الشهيد سليماني والشهيد المهندس هي دماءٌ من دماءِ الأمة، وهم شهداء الأمة كلها، مضيفاً أن الشعبَ اليمني يؤكّـد وقوفَه مع الأمة الإسلامية ضد الاستكبار الأمريكي والغطرسة الصهيونية.
وأشَارَ الشامي إلى أن دماءَ الشهيدين القائدين ليست إيرانيةً وعراقيةً، ولكنها دماءٌ تنتمي إلى الأمة وأحرار العالم، لافتاً إلى أن دماءَ جميع الشهداء ستتحوّل إلى صواريخ عابرة للقارات وأسلحة تدمر البوارج الأمريكية وتنهي التواجد الأمريكي في المنطقة.
وصدر بيانٌ عن المسيرة، أكّـد أن الشعبَ اليمنيَّ وهو يتصدّى للعدوان والحصار حاضرٌ بكلِّ قوة للوقوف إلى جانب أحرار الأمة في معركة الاستقلال ومواصلة مشروع التحرّر من قوى الهيمنة والاستكبار، مُشيراً إلى أن جريمةَ الاغتيال كشفت عن همجية أمريكا، وأنها محكومةٌ بمجموعة من العصابات والقتلة والمجرمين، وأن على أمريكا أن تتحمّلَ تداعيات جريمتها الوحشية وعواقب أفعالها النكراء.
وأكّـد البيانُ حقَّ الأمة في الردِّ على هذه الجريمة وكل الجرائم الأمريكية في المنطقة، مؤكّـداً أن ما بعد جريمة الثاني من يناير 2020م مرحلة جديدة، فإما العودةُ للقيم الإنسانية لتكون حاكمةً للعلاقات بين الدول والشعوب، أَو تستمرّ أمريكا في حكم العالم بقانون الغاب.
وشدّد البيانُ على التأكيد أن الأمةَ العربية والإسلامية مدعوةٌ في هذه المرحلة أكثر من أيِّ وقت مضى إلى استنهاض هممها وتفجير طاقاتها الإِيْمَانية الكامنة فيها للنهوض بمشروع تحرّرٍ إسلامي، والخلاص من سيطرة المستكبرين والمحتلّين.
وأشَارَ إلى أن تجسيدَ الوفاء لشهداء المقاومة هو العملُ بكلِّ السبل والوسائل المتاحة والمشروعة على إخراج القوات الأمريكية من المنطقة كهدفٍ مركزي واستراتيجي لجميع أحرار الأمة.
كما أكّـد البيان أن محورَ المقاومة يمثّل درعاً حصيناً للأمة، وانزعاجُ العدوّ الشديد عائد لما عليه هذا المحور من قوة تمكنت بفضل الله من إعاقة الكثير من خطط العدوّ وإفشال مؤامراته.
وفي ختام البيان جاء “أخيراً وليس آخراً نقول للأمريكان والصهاينة: آن الأوانُ لكم أن تحزموا حقائبكم وترحلوا، ونحنُ أمةٌ تفخر بشهدائها وتعتز بهم ولن تنسى مآثرهم ووقائعهم وسننتصر لدمائهم وستنتقم لهم”.
وفي ذات السياق، صرّح رئيسُ الهيئة العامة للزكاة الشيخ نزيه أبو نشطان لصحيفة “المسيرة” بأن الخروجَ المشرف لشعبنا اليمني يقول للعالم مقولته العظيمة بأنا من سيكسرُ الهيمنةَ العالمية والغطرسة الأمريكية والصهيونية، وأن دماءَ الشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي لن تذهبَ هدراً بعون الله سبحانه وتعالى.
وقال أبو نشطان: هنيئاً لهم الشهادةَ والفوزَ بفضل الله، والنصر للشعوب الحرة المقاومة والخزي والعار والهزيمة والذل لترامب ونتنياهو ولأحذيتهم من المرتزِقة والعملاء، مضيفاً: “كما أثمرت دماءُ الشهيد الصماد نصراً وعزةً وكرامةً ستثمر هذه الدماءُ نصراً وعزةً وكرامةً على مستوى المنطقة والعالم بأذن الله”.
بدوره، صرّح أمينُ العاصمة صنعاء حمود عباد، أن قوى الاستكبار العالمي التي تقودها أمريكا والكيانُ الصهيوني تريدُ من خلال هذه الجريمة الإرهابية إيصالَ رسالة إلى العالم، مفادُها أن من يقف ضد السياسة الأمريكية والصهيونية دمه مباح، ولكن هذه الرسالةَ ودماءَ الشهيدين القائدين -سلامُ الله عليهم- قلبت المعادلةَ وغيّرت المشهدَ اليوم، وها هي الشعوبُ وحركات المقاومة تتحَرّك لإنهاء التواجد الأمريكي والاحتلال الصهيوني في المنطقة والرد قادم لا محالة.
وأشَارَ أمينُ العاصمة عباد إلى أن خطَّ الشهادة هو خطُّ الأحرار وخط الثوار دائماً، مؤكّـداً أن دماءَ قيادات المقاومة التي قدّمت نظاماً جديداً وجيوشاً جديدة، تحوّلت بفضل الله إلى براكين غاضبة قادرة على تطهير الشعوب والمقدسات العربية والإسلامية من دنس الغزاة والمحتلّين.