رد غير مباشر على مبادرة “الأسرى السودانيين” وصنعاء تنتظر موافقةً رسمية
عضو “لجنة الأسرى” أحمد أبو حمراء لصحيفة المسيرة:
– قدمنا المبادرة رسمياً وحتى الآن لم يتلق “الصليب الأحمر” أيَّ رد من الخرطوم
– لدينا آلية وإجراءات للتنفيذ وسنعمل مع اللجنة الدولية إذَا تم قبول المبادرة
المسيرة | خاص
جاء أول رد -غير مباشر- من النظام السوادني على مبادرة “صنعاء” لإجراء صفقة تبادل للأسرى السودانيين، مؤكّـداً “التعاطي الجدي” مع المبادرة، لكن ذلك الرد زعم أن المبادرةَ “لم تتبلور بشكل رسمي”، فيما أكّـدت اللجنةُ الوطنية لشؤون الأسرى، لصحيفة المسيرة، أن المبادرةَ قُدّمت بشكل رسمي، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأنها بانتظار موافقة رسمية من الحكومة السودانية لبدء تنفيذ الآلية المعدة للتبادل، مؤملة أن تتحقّق “الجدية” التي تحدّث عنها الردُّ السوداني إلى نتائج إيجابية، سيكون أول المستفيدين منها هم الأسرى السودانيين الذين لم تسأل عنهم حكومتهم، ولا تحالف العدوان الذي استخدمهم ميدانياً.
الرد السوادني جاء في تصريحات أدلى بها الناطقُ الرسمي للقوات المسلحة السودانية، العميد عامر حسن، لقناة الجزيرة، حيث قال: “نتعاطى بجدية مع مبادرة إطلاق سراح أسرى سودانيين”، لكنه زعم في الوقت ذاته أن المبادرةَ “لم تتبلور بشكل رسمي”، ولم تقدم للحكومة السودانية، مُشيراً إلى أن الجهاتِ المختصة بالجيش السوداني شرعت بدراسة المبادرة والتنسيق مع تحالف العدوان.
ويُعتبر هذا أول رد سوداني على المبادرة التي أعلن عنها رئيسُ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، عبد القادر المرتضى، الخميس الماضي، حيث صرح بأنه تم إبلاغُ السلطات السودانية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بأن هناك أسرى سودانيين، “وأننا جاهزون لإجراء تفاوض معهم على صفقة تبادل”.
وتعليقاً على تصريحات ناطق الجيش السوداني بخصوص هذه المبادرة، أكّـد عضوُ اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى، أحمد أبو حمراء، في حديث خاص لصحيفة “المسيرة”، أن المبادرةَ قدمت من صنعاء بشكل رسمي للحكومة السودانية عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وأن اللجنةَ أوصلت المبادرةَ إلى سلطات الخرطوم.
وأضاف “أبو حمراء” أن السلطات السودانية حتى الآن لم تبلغ اللجنة الدولية بأي رد رسمي حول المبادرة، مُشيراً إلى أن صنعاء لديها آلية معدة وترتيبات وإجراءات للتفاوض حول عملية التبادل، في حال وافقت الحكومةُ السودانية على تنفيذ المبادرة.
وأوضح “أبو حمراء” أن المبادرةَ قُدمت بشكل أحادي من قبل صنعاء، وأنه لا الحكومة السودانية ولا حتى تحالف العدوان، سألوا عن الأسرى السودانيين، أَو قدموا أيَّ عروض للإفراج عنهم.
وأضاف أن لجنةَ شؤون الأسرى سعت أَيْـضاً إلى فتح قنوات أُخرى لدفع أهالي الأسرى السودانيين للضغط على حكومتهم، للعمل على الإفراج عن هؤلاء الأسرى ضمن عمليات تبادل، وهو ما يلتقي مع جزء من كلام ناطق الجيش السوداني الذي أوضح أن “أهالي الأسرى أبلغوا الحكومة السودانية بالمبادرة”.
وأكّـد أبو حمراء أنه في حال وافقت السودان على المبادرة، فإنه سيتم العملُ بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للبدء في الإجراءات.
يمكن التقاطُ إشارات إيجابية من تصريح ناطق الجيش السوداني بخصوص التعاطي الجدي مع المبادرة، لكن لا يمكن اعتبارُها موافقةً سودانية رسمية حتى الآن، وبالنظر إلى التجارب العديدة السابقة مع تحالف العدوان في ملف الأسرى بالذات، فإن هناك احتمالات كثيرة لعرقلة الأمر من قبل السعودية والإمارات.