آخر مستجدات التطبيع الصهيوني – الأعرابي
وسط هرولة معظم حكام العرب لبيع القضية الفلسطينية:
المسيرة: خاص
استمرت فضائحُ المهرولين من أعرابِ المشرق والمغرب، وبالتوازي مع تنامي ما يقدّمونه من التسهيلات الرسمية المتلازمة مع تصاعدِ ممارسات القمع الموجهة ضد الرافضين للتوجّـهات الاستسلامية الخانعة في البلدان، اللاهثة لإرضاء العدوّ الصهيوني ومنحه المزيد التنازلات التي -بلا شكٍّ- تمس بعقيدة ومشاعر المسلمين الأحرار في أرجاء المعمورة، فضلاً عن مواطني بلدانهم المغلوبة على أمرِها، كما هو حال أحد المواطنين البحرينيين والذي قام بإحراقِ العلم الإسرائيلي، رفضاً للتوجّـه الرسمي المقيت وإظهاراً للبراءة من أفعال الحكام المنافقين من آل عيسى وأشباههم، وانتهى به القمع الخليجي العاجل بأن حُكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، فيما يحظى بالحفاوة والترحيب الكبيرين المدون الإسرائيلي أليكس ليبشين والذي كتب -بعد قيامه بجولة في السعوديّة- مقالاً نشره موقعُ يديعوت العبري يقول فيه: السعوديّون ودودون، رجالاً ونساءً، عند دخولي المملكة بجواز سفر روسي، أوقفني عناصرُ من الشرطة السعوديّة لعدم وجود ختم على جواز السفر، يدلُّ على أنني جئت من قبرص بعد وصولي على متن طائرة، لكن أظهرت لهم جوازَ سفري الإسرائيلي، فابتسم لي رجالُ الشرطة السعوديّين، وقالوا لي: هذه المرة سوف تسافر هنا كإسرائيلي إن شاء اللهُ، والذين قابلتهم وعرفوا أنني إسرائيلي كانوا مهتمين وسعداء ببناءِ علاقاتٍ بين البلدين، وقالوا لي: “إن حلْمَنا هو المجيء إلى إسرائيل كسياح”!!.
ومن جهةٍ أُخرى، كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، يوم الأحد الماضي، أن طائرةً إسرائيلية حلقت لأول مرة في أجواء السودان، وذلك بعد لقاء رئيس وزراء العدوّ الإسرائيلي بالبرهان بنحو أسبوعين.
وبحسب الصحيفة، فإن طائرةً نفاثة إسرائيلية من طراز (M-ABGG) أقلعت بداية الأسبوع الماضي من الكيان، متوجّـهة إلى مطار كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو، وعادت نهاية الأسبوع إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي، بعدما مرّت عبر الأجواء السودانية.
وأوضحت الصحيفة أن البرهان أبلغ نتنياهو خلال لقائهما في مدينة عنتيبي الأوغندية، في 3 فبراير الجاري، أن بلادَه ستسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، باستثناء طائرات شركة “العال” (الناقل الرسمي الإسرائيلي).
وفي عدة حالات سابقة، مرّت طائراتٌ إسرائيليةٌ عبر أجواء السودان، لكنها اضطرت للتوقف في عمان أَو في وجهة أُخرى، حتى لا تسجل الرحلة؛ باعتبارها “رحلة إسرائيلية”، وفق المصدر ذاته.
وبحسب “يديعوت” فإن الطائرةَ النفاثة المذكورة لا تحمل رقمَ تصريحٍ إسرائيلي، لكن قاعدتها المسجلة هي في مطار بن غوريون.
وتشير بيانات بث الطائرة، إلى أنها أقلعت من إسرائيل إلى الكونغو، مساء الاثنين الماضي، في مسار مرَّ فوق قناة السويس، وإريتريا، وإثيوبيا، وكينيا وأوغندا، يستغرق نحو 7 ساعات.
وفي طريقِ العودة، حلّقت الطائرةُ الإسرائيلية في الأجواء السودانية، بمسار مرَّ عبر الكونغو، وإفريقيا الوسطى، والسودان، ومصر، وهو المسار الذي استغرق 5 ساعات ونصف الساعة.
وبالمقابل، علق الخائن البرهان على ذلك بقوله: إن تطبيعَ العلاقات بين إسرائيل والسودان، إسرائيل ستعملُ على إخراج السودان من قوائم ما تُسمى بالدول الداعمة للإرهاب، مؤكّـداً أنه سيجتمع قريباً بالرئيس الأمريكي ترامب.
وتماهياً مع الانزلاق الأعرابي الرسمي، أوقفت وزارةُ الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، خطيبَ مسجد ابن حزم بـ”وجدة”، وذلك بعد إلقائه خطبةً، الجمعة الماضي، كان موضوعها الخطة الأميركية في الشرق الأوسط أَو “صفقة القرن”.
وإلى الأردن، حيث أدان المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، “المؤتمر التطبيعي الشبابي” المقرّر عقدُه في عمان بتاريخ 24 فبراير الجاري، ولغاية الأول من مارس المقبل، للشباب بين 18 و35 عاماً تحت عنوان “رؤية المتوسط 2030″، داعياً للضغط على الحكومة الأردنية لمنع عقده.
ويشارك في المؤتمر التطبيعي الذي ينظمه الاتّحادُ الأوروبي، منظمات ومؤسّسات مجتمع مدني مختارة من الأردن ومصر وفلسطين وسوريا ولبنان والجاليات العربية، إضافةً لمشاركين من كيان الاحتلال.
وأكّـد المركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع، أن هذا المؤتمر مدانٌ لأهدافه التطبيعية التي من شأنها ضرب الثقافة العربية وتجميل الصورة الإجرامية لهذا المحتلّ.
وقال: نلفت نظر المتابعين أن الاحتلالَ الصهيوني يركّز على دورِ الشباب الإسرائيلي في التأهيل العسكريّ وممارسة الإجرام لقتل الفلسطينيين والاعتداء عليهم، ومصادرة أرضهم، وقتل الأطفال كما فعل ذلك مئاتٌ من المستوطنين.
ودعا المركز حركاتِ المقاطعة، وكلَّ الشرفاء والأحرار المناهضين للتطبيع، إلى الضغط بكلِّ الوسائل المتاحة على الحكومة الأردنية والقائمين على هذا المؤتمر، للحيلولة دون انعقاده والسعي لإفشاله، مؤكّـداً أن لا شرعيةَ للوجود الصهيوني على أرض فلسطين العربية.
وأخيراً فهذه النماذجُ القليلةُ جزء يسير من أحداث مشابهة خلال الأيّام الماضية منذُ مطلع فبراير الجاري ضمن سلسلة التحَرّكات الرامية لإثبات حسن السيرة الانبطاحية، وتأكيداً للسلوك النفاقي الرخيص، وما خفي من تفاصيل الخيانة والعمالة أعظمُ وأمرُّ بالتأكيد، إلّا أنه يمكن من خلال التمعن في النماذج الأخيرة المذكورة أعلاه، معرفةُ بعض الأسباب التي تدعو نتنياهو إلى نشر تغريدة مكتظة بالحماس، يومَ الأحد الماضي، يقول فيها: “تحت سطح الماء هناك عمليات كبيرة تُغيّر وجهَ الشرق الأوسط، وتضع إسرائيل في مكانة الدول العظمي إقليمياً ودولياً”، مع تأكيدِه على أن هناك فقط 3 دول عربية لا تتواصلُ بشكلٍ سري مع حكومة الاحتلال.