السيدة الزهراء هي الحصنُ المنيعُ لحماية المرأة المسلمة من مؤامرات الأعداء الهدّامة
مديرة التأهيل للمرأة والطفل بوزارة الأوقاف والإرشاد في حوار لصحيفة المسيرة:
من بين الكتابات والقصص وما بين التفاصيلِ والحروفِ، يحاول البعضُ هناك أن يصفَ تلك العظمةَ والبهاءَ، ويحاول البعضُ الآخرُ هنا أن يلتقط بعضاً من المواقف والمآسي، بينما البعض الآخر يُفضّل أن يحتفظَ بها في زاوية معينة ويسردها في فصل واحد، إنها البتولُ الزهراءُ سيدة النساء وصفوة الحرائر، الحوراء، الحكيمة الصابرة، العالمة البارعة، سيدتي ومولاتي فاطمة كوثر المصطفى، وزوج علي المرتضى.
ومن بين هذه السطور التي لن ترتقيَ لمقام تلك الشخصية المشرقة على الكون بنور سماتها وصفاتها والحاضرة بقوة في كُـلِّ المواقف المشرفة، ومع الأريج الفاطمي والمَـرْأَة المسلمة نستعرض جزءاً من تلك الدروس، تلك المدرسة العظيمة التي تجلت دروسُها واضحة المعالم في مواقف المَـرْأَة المسلمة في هذا الزمان، من خلال حوار أجرته صحيفةُ المسيرة مع الأُستاذة هناء المهدي-مديرة إدارة التدريب والتأهيل للمَـرْأَة والطفل بوزارة الأوقاف والإرشاد-، والذي تحدّثت فيه عن أهميّة اقتداء المرأة بسيدة نساء العالمين لمواجهة الأخطار المحدقة التي ينصبُها الأعداءُ للإيقاع بالمرأة وتدمير المجتمع.
وأشارت المهدي إلى الأساليب التي انتهجها الأعداءُ لإبعاد المرأة المسلمة عن القُدوة الحقيقية، مستعرضةً عدداً من الجوانب نوردها في نص الحوار التالي:
حاورتها: أمل المطهر
– بدايةً أُستاذتنا الفاضلة في ذكرى مولد الطهر مولد سيدة نساء العالمين هلّا حدثتنا مَن هي الزهراء؟
بدايةً أشكركم لإتاحة الفرصة للحديث في هذا الصرح الشامخ، صحيفة المسيرة الغالية على قلوبنا، وبالنسبة لسؤالكم، بالرغم من أن الإجابةَ عنه تحتاج إلى مجلدات لكنني سأختصرُ بقولي:
هي فاطمة البتول الزهراء.
هي بنت سيد البشرية جمعاء، بِضعة رسول الله المصطفى المختار وأُمُّها خديجة الكبرى عليها السلامُ.
هي زوجُ علي الكرار.
وأُمُّ الحسنين الأطهار.
هي سيدةُ نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، هي القُدوة والأُسوة لجميع النساء المسلمات، هي المخرجُ والنجاة والعزة والمنعة لكل الحرائر المؤمنات، هي من اقترن حبُّها وغضبها بحب الله وغضبه، هي كان يقوم والدها من مكانه حينما تدخل، ويجلسها مكانه في إشارةٍ لعظمتها عند الله.
– من المعروف أن أعداء الرسالة المحمدية شنوا حملة تعتيم وإخفاء لسيرة هذه السيدة العظيمة؛ بغرض أبعاد المَـرْأَة المسلمة عنها، هلا شرحتم لنا أبعادَ هذا التحَرّك على شخصية المَـرْأَة المسلمة؟
بالفعل لقد عمل أعداءُ الأمة المسلمة على إخفاء ذكرها عليها السلام بشتى الوسائل والأساليب؛ بغرضِ إبعاد المرأة المسلمة عن القُدوة الحقيقية عن أَسَاس المنهج الحق، فهم يعرفون أن فاطمةَ الزهراء لو اقتدت بها النساءُ لما بقي وجودٌ للأعداء.
لذلك فقد ركزوا كُـلَّ جهودهم على كيفية جعل المرأة بعيدة كُـلّ البعد عن قُدوتها ودينها وعفتها وشرفها.
وضعوا لها عناوينَ مزيفة باسم التمدن والحضارة والتقدم والديمقراطية.
أظهروا جزءاً يسيراً من شخصية السيدة فاطمة، وأشغلوا المرأَة المسلمة بقدوات سيئة بعيدة عن الله والدين، وقد تأثرت النساءُ المؤمناتُ بهذا التحَرّك على مرَّ العصور، واستطاع العدوّ أن يبعدَها عن دينها ويسلخها من هٌويتها ومبادئها، لتكون مسلمةً بالاسم فقط، بينما الأعمال عكس ذلك تماماً؛ وهذا بسبَبِ البُعد عن شخصية الزهراء والجهل بها.
لكن بالنسبة للنساء في اليمن خَاصَّة، فقد استخدم الأعداء وسيلة الحرب الناعمة التي تدخل لكل بيت بشعور أو بدون شعور.
الحرب الهدامة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولكن هيهات هيهات أن تستسلم حرائرُ اليمن لأي غزو مهما كانت الوسيلة؛ لأَنَّهن متمسكات بقدوتهن وسيدتهن البتول الزهراء، ومنتهجات بنهجها الذي شكل لهن الوقايةَ من أي اختراق أَو هجوم فكري وثقافي.
– برأيكم كيف عكست المَـرْأَة اليمنية شخصية السيدة فاطمة الزهراء في واقعها؟
لقد عكست المرأةُ اليمنية الشخصية العظيمة للسيدة الطاهرة فاطمة البتول الزهراء، بواقعها العملي، في صبر وجهاد وتضحية وفداء وبذل وعطاء؛ لذلك حاربوها بعنفٍ على مدى خمس أعوام، واستهدفوها في كُـلّ مكان؛ لأَنَّهم رأوا في نساء اليمن شخصية الزهراء بإيمانها ووعيها بدعمها لزوجها، ومساندتها لأبيها، بتربيتها لأبنائها الذين يكبرون وهم ليوث كاسرة في وجه المعتدين، بتوعيتها لأبناء مجتمعها، كُـلّ تحَرّكات المَـرْأَة اليمنية كانت الزهراء حاضرة بقوة؛ لذلك علم العدوُّ أنه مهزوم لا محالة أمام رجال نساؤهم فاطميات الولاء وها هم يحاولون من جهة أُخرى.
ويركزون على شيء اسمه حرية المرأة وحقوقها الضائعة المزعومة في نظريتهم، علهم يضعفوا بأسَ نسائنا ولكن دون جدوى.
– كيف تصفين العلاقة بين السيدة فاطمة الزهراء والمَـرْأَة المسلمة؟
بإذن الله إن العلاقةَ بين المرأة المسلمة وبين السيدة الزهراء، هي علاقةُ البنت بأمها، فهي سلامُ الله عليها القُدوةُ وهي أَسَاس المنهج هي الحصن المنيع للمرأة المسلمة.
وتجلى هذا واضحاً في واقعنا اليمني، وجدنا كيف أن المرأة اليمنية شريكةٌ في الجهاد بل أَسَاسية، حيثُ تدفع برجالها إلى الجبهات وتساهم بالإنفاق وإعداد القوافل المعينة للمجاهدين.
نصرة للدين وابتغاءَ الأجر من رب العالمين، المَـرْأَة تبحث عن عزتها وكرامتها في جوار السيدة فاطمة، ومن خلالها تبحث عما يقوي صلتها بخالقها، فتبحث كيف كانت الزهراءُ تفعل، وهكذا؛ لذلك المرأة المسلمة التي تشربت المنهجَ المحمديَّ الأصيلَ تربطها علاقة محبة وولاء واقتداء وشوق للقاء بالسيدة فاطمة الزهراء.
– ما دوركم في إظهار شخصية السيدة فاطمة الزهراء في أوساط المجتمع؟
بالنسبة لدورنا في إظهار شخصيتها وسيرتها الشريفة عليها السلامُ، فالدور والمسؤولية كبيرة، أَوَّلاً علينا أن ننتهجَ منهجَها ونحذوَ حذوَها لنمثِّلَ شخصيتَها العظيمةَ خيرَ تمثيل.
نسعى دائماً لإحياء ذكراها وسيرتها العطرة في كُـلِّ المواقف والمواضع، وإحياء كافة الفعاليات المتعلقة بها سلامُ الله عليها؛ لتتضح الصورةُ للجميع بعد أن غيبت عن أمة محمد -صلواتُ الله عليه وعلى آله- بشكل مقصود من قبل أعداء الرسالة الإسلامية.
– برأيكم هل يقوم الجانب الإعلامي بدوره بالشكل المطلوب في إيصال منهجية ودروس الزهراء عليها السلام؟
بالنسبة للجانب الإعلامي ودوره، فإنه من وجهة نظري لا يزال ضعيفاً نوعاً ما.
وأعتقد أنه يجب على كُـلِّ الجوانب الإعلامية، أن تهتم بهذه الشخصية العظيمة، وأن تُخصّص مساحة لتوضيح سيرتها الشريفة وشرح منهجها الزاكي، كدروس تعود بالنفع على المجتمع المسلم ككل..
– كلمة أخيرة لمن توجّـهونها؟
أولاً: على هذا الاهتمام بسيدتنا وأمنا البتول الزهراء، لكم مني كُـلُّ الشكر والتقدير ومن الله تعالى الأجر الوفير.
ثانياً: نسأل اللهَ تعالى أن نكون عند حسن ظن البتول الزهراء سلامٌ الله عليها، وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها.
ونسأل اللهَ أن يوفقَنا لننهجَ نهجها ونسيرَ بسيرتها؛ لنكونَ كما يريد لنا اللهُ عز وجل أن نكونَ.
وأوجه النصيحة لك امرأة مسلمة، أن تكونَ عند قدر تحمّل المسؤولية في تربية أبنائها وبناتها، وأن تدرسَ سيرة السيدة الزهراء، لتكون لها قُدوة ومنهجاً، فتنجح في مهامها وترقى بأسرتها بالشكل الإيماني المطلوب.
علينا جميعاً كأمهات أن نلتزمَ بالهُوية الإيمانية التي بها نفوز ونرقى ونسعد، وبدونها يكون التيه والضلال والضياع.
نسأل اللهَ أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، ولما ينفعنا دنيا ودين، وصلّى اللهُ وسلّم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطاهرين.