تدشين عام الدفاع الجوي: مؤشراتُ التحول الاستراتيجي القادم
الكشف عن أربع منظومات دفاعية جديدة اليوم خلال معرض “الشهيد عبدالعزيز المهرم”
اصطياد تجسُّسية في جيزان و “فاطر1” تجبر مقاتلات العدوان على مغادرة سماء “نهم”
“فرانس برس”: إسقاط الـ “تورنيدو” أثار قلق الرياض، وصنعاءُ قادرة على إسقاط المزيد
المسيرة | خاص
حدّدت القواتُ المسلحة موعدَ المفاجأة العسكريّة المرتقبة، معلنةً أن اليومَ الأحد سيكونُ افتتاح “معرِض الشهيد عَبدالعزيز المهرم” للصناعات الحربية اليمنية، والذي سيتم الكشفُ فيه عن “أربع منظومات دفاع جوي” محلية التصنيع والتطوير، إعلانٌ جاء بالتزامن مع عملية تصد نوعية نفّــذتها منظومةُ “فاطر1” الدفاعية، أمس السبت، تمكّنت خلالها من إجبار سربٍ من مقاتلات العدوّ على مغادرة سماء جبهة نهم، ويأتي ذلك كله بعد أيام من إسقاط مقاتلة “تورنيدو” الحربية التابعة للعدوان في محافظة الجوف، في عملية نوعية “أثارت قلق الرياض من الترسانة العسكريّة للجيش واللجان” بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، حيث تتظافر هذه المعطيات العملية لتؤكّـد أن ما سيتم الكشف عنه اليوم، سيشكل تدشيناً لمرحلة عسكريّة جديدة ونقلة نوعية في استراتيجيات المواجهة العسكريّة، ضمن خطة العام القتالي الجديد الذي سبق وأطلقت عليه القواتُ المسلحة اسم “عام الدفاع الجوي”.
في التفاصيل، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أمس، أنه سيتم اليوم الكشف عن أربع منظومات صاروخية للدفاع الجوي، خلال معرِضٍ جديد للصناعات الحربية اليمنية، أطلق عليه اسم “معرض الشهيد عَبدالعزيز المهرم”، ويأتي ذلك بعد أن كان سريع قد أعلن قبل أيام قليلة عن اقتراب موعد هذه المفاجأة، مُشيراً إلى أن بعضَ المنظومات التي سيتم الكشف عنها، دخلت الخدمة مؤخراً، وبعضُها سيدخُلُ الخدمةَ خلال الفترة القادمة.
هذا الإعلانُ جاء بعد عدة مؤشرات عملية على تعاظم قدرات الدفاع الجوي للقوات المسلحة، فمساءَ أمس، أعلن ناطق القوات المسلحة أيضاً، أن الدفاعات الجوية تمكّنت من التصدي “لتشكيل قتالي مكون من طائرات حربية سعودية وإماراتية” في سماء جبهة نهم التي تم تطهيرها مؤخراً.
وأوضح سريع أن العملية نفّــذت بعدد من صواريخ منظومة “فاطر1” الدفاعية التي سبق الكشف عنها خلال الفترة الماضية، مؤكّـداً أن صواريخ المنظومة تمكّنت من إجبار الطائرات المعادية على مغادرة الأجواء قبل أن تتمكّن من تنفيذ أية مهام عدائية.
إنجازٌ عسكريٌّ يأتي على مسار باتت ملامحه تتصدر المشهد تدريجيا خلال الفترات الماضية، فبالرغم من أن الدفاعات الجوية اليمنية قد تمكّنت خلال هذه الفترات من إسقاط عدد كبير من الطائرات الاستطلاعية والمقاتلة والمروحية، إلا أن المؤشرات الأخيرة تدلل على نقلة كبيرة إلى مستوىً أعلى من التأثير، قد تتمكّن فيه الدفاعاتُ الجويةُ من تحييد جزء كبير من القدرات الجوية للعدو، وهو ما سيشكل ضربة قاصمة عليه بالنظر إلى أن الغارات الجوية تمثل العمود الفقري لنشاطه العسكريّ.
من هذه المؤشرات، إلى جانب عملية التصدي، كان إسقاط مقاتلة “تورنيدو” الحربية الأوروبية قبل أيام، في محافظة الجوف، في عملية أكّـدت على أن تعاظم قدرات الدفاع الجوي وصل إلى مستوىً عالٍ يهدّد الترسانة الحربية الرئيسية التي يعتمد عليها تحالف العدوان، خَاصَّةً وأن المشاهدَ المصورةَ التي عرضها الإعلام الحربي للعملية، أظهرت دقةً عاليةً في التصويب وفاعلية كبيرة لصواريخ الدفاع الجوي اليمنية.
وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” في تقرير نشرته مؤخراً: إن إسقاطَ مقاتلة “تورنيدو” التابعة للسعودية، “أثار قلقاً كَبيراً لدى الرياض”.
ونقلت الوكالةُ الفرنسيةُ عن “بيكا فاسر” المحلِّلة في مؤسّسة “راند كوروبوريشن” قولها: إن قواتِ صنعاء بات لديها “القدرة على إسقاط المزيد من الطائرات مما سيؤثر على عمليات التحالف وكيفية تخطيطه لمهماته الجوية”، وأضافت أن قيام تحالف العدوان بضرب موقع حطام الطائرة (وهو ما تسبب بمجزرة كبيرة للمدنيين) جاء لخوفه من وقوع التكنولوجيا الحديثة للطائرة بأيدي “صنعاء”، مما قد يؤدي إلى زيادة قدرتها على استهداف طائرات “التحالف”.
هذه التصريحات أكّـدت على أن العدوّ بات يعيش ارتباكاً كَبيراً وخوفاً متواصلاً من تعاظم قدرات الدفاع الجوي اليمني؛ كون ذلك سيودي بكل ما تبقى من الاستراتيجيات العسكريّة لتحالف العدوان الذي أثبت فشلاً ذريعاً في كُـلّ شيء، وأثبت على طول مسار المعركة أن الطيران الحربي هو كُـلّ ما يمتلكه في الجانب العسكريّ، وبدونه لن يستطيع الصمود أسبوعاً واحداً، بحسب تعبير مجنَّدين بريطانيين يعملون في تجهيز المقاتلات الحربية التابعة للعدوان داخل القواعد السعودية.
وقد برز تطور قدرات الدفاعات الجوية اليمنية ميدانياً خلال الفترة الأخيرة من خلال العمليات الواسعة التي نفّــذتها القواتُ المسلحة، كعملية “نصر من الله” وعملية “البنيان المرصوص”، حيث أكّـدت القوات المسلحة أن المنظومات الدفاعية نفّــذت العشرات من عمليات التصدي لمقاتلات العدوّ خلال العمليتين، وأسهمت في تحييد نسبة كبيرة من قدرات سلاح الجو المعادي الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على سير المواجهات البرية لصالح الجيش واللجان.
ويمكن قراءة جميع هذه المؤشرات والمعطيات بشكل أوضح، في سياق إعلان القوات المسلحة عن أن العام القتالي الجاري هو “عام الدفاع الجوي”، الأمر الذي يؤكّـد أن التصنيع الحربي اليمني يمتلك الكثير من المفاجآت القادمة في هذا المجال.
وكان وزير الدفاع بحكومة الإنقاذ، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، قد أكّـد سابقاً في حوار صحفي مع صحيفة “المسيرة” أن قدرات الدفاع الجوي اليمني تمضي في مسار تطوير مستمرّ؛ بهَدَفِ الوصول إلى “تحييد كامل لسلاح الجو المعادي”، الأمر الذي أكّـد أَيْـضاً أن العام الحالي سيشهد مفاجآت كبيرة في هذا السياق.
إسقاطُ طائرة تجسُّس معادية في جيزان:
في سياق متصل، تمكّنت القوات المسلحة، أمس السبت، من إسقاط طائرة تجسُّس تابعة لتحالف العدوان في جبهة جيزان وراء الحدود، في عملية جديدة تضيف مؤشراً آخرَ على التطورات الحاصلة في مجال الدفاعات الجوية اليمنية.
وأفاد مصدر عسكريّ لصحيفة المسيرة بأن قواتِ الدفاع الجوي رصدت الطائرة التجسُّسية أثناء تحليقها في الأجواء شرق منطقة الخوبة في جيزان، فقامت باستهدافها بسلاح مناسب، أسقطها على الفور.
وكانت الفترة الماضية قد شهدت تزايدا ملحوظا في عدد الطائرات التجسُّسية المعادية التي تمكّنت قوات الجيش واللجان الشعبيّة من إسقاطها في عدة جبهات، وعلى رأسها جبهات الحدود، وكذا في الساحل الغربي.
وتتضمن الطائراتُ الاستطلاعية والتجسُّسية التي تمكّنت قواتُ الجيش واللجان من إسقاطها على مدى الفترات الماضية، أنواعاً حديثةً ومتطورةً تقوم بمهام قتالية، وتحلّق على مسافات شديدة الارتفاع مثل طائرة “سي إتش 4” الصينية التي تم إسقاطُ عدد منها في عدة جبهات.