مكّـة في خطر.. هل ستستيقظون؟!
يحيى المحطوري
نشرت صحيفة المسيرة بتاريخ ١٩/ ٦/ ٢٠١٨م مقالاً للكاتب يحيى المحطوري بعنوان “مكة في خطر” وقد رأت الصحيفةُ إعادةَ نشر المقال في ظل هرولة النظام السعودي لإعلان الولاء لإسرائيل واغلاق البيت الحرام في وجوه المصلين والمعتمرين.
(لم يلمحْ تلميحاً.. بل قالها صراحةً في مقابلة تلفزيونية عن كتابه المشهور “الطريق إلى مَكَّـة”.. الكاتبُ الصهيوني آفي ليبكن.. يقول إن أحداثَ الحرب الأخيرة مع اليمن ستدفعُ إسرائيلَ نحوَ السيطرةِ على شمال المملكة للإسراع في خطواتهم لاستكمال السيطرة على المقدسات والوصول إلى مَكَّـة والمدينة؛ لأنَّ الحوثيين يشكّلون خطراً على إسرائيل.. وقد يتمكّنون من حماية مَكَّـة والمدينة مستقبلاً..
في حديثٍ طويلٍ عن طموحات إسرائيل وما أنجزته خلال هذه المرحلة من تأريخها..
والمؤسفُ حقاً أن كُـلَّ الأحداث تشهدُ على نجاحِ إسرائيل في مُخَطّـطاتها التوسعية في المنطقة..
ومن المؤكّـد أن صفقةَ القرن ليست وليدةَ يومها، بل هي جزءٌ أساسٌ من مُخَطّـطات مدروسة للقضاء على الإسْـلَام واستعمار كُـلّ المنطقة.. وأن اليهود أنجزوا خطواتٍ مهمةً في تصفية القضية الفلسطينية.. واستكمال السيطرة على ما تبقى من القدس.. ويتجهون بقوة نحو الأَهْـدَاف الأُخْـرَى..
والأحداثُ الأخيرةُ في القدس وغزة تثبتُ أن إسرائيلَ تتحكّمُ في جميع الأنظمة العربية وتستخدمها كأداة قمع للشعوب وتكميم أفواهها.. ما أَدَّى إلى جمود الشعوب العربية واستكانتها عن اتخاذ أي موقف مع فلسطين كما كان يحدث سابقاً..
النظامُ السعوديُّ في طليعتها.. أَصْبَـحت علاقتُه بإسرائيل معلنةً ومستوى تحكم الصهاينة على قراره لم يسبق له مثيل وعلى مستوى كُـلّ التفاصيل.. ويسعون إلى تسريع خطواتهم وإزالة كُـلّ العوائق التي تقف أمامهم..
ولذلك فإنَّ الوعي المتصاعد والمتنامي في الشعب اليمني يشكل خطورة بالغة على اليهود.. وخُصُوْصاً أنه انعكس في الواقع مواقف شعبية فريدة مع قضايا الأُمَّـة.. وأخطر من ذلك انسجام الموقف الرسمي في صنعاء مع الإرادة الشعبية.. والأخطر ثبات الإرادة القتالية لدى الشعب اليمني في مواجهة المؤامرة الأمريكية والإسرائيلية في العدوان على اليمن.. وارتقاء مستوى أدائه العسكري وقدراته الحربية إلى مستويات متقدمة مقارنة مع بداية العدوان على اليمن قبل ثلاث سنوات ونصف.. والذي ظهر جليًّا في انكسار جحافل الغزو العالمية في زحوفاتها المستمرة على الحديدة وفشلها في اقتحامها منذ أَكْثَـر من ثلاثة أشهر..
وبالعودة إلى ما قاله الكاتب الصهيوني آفي ليبكن.. فإن تأمينَ البحر الأحمر أمام التحَـرّك الإسرائيلي نحو مَكَّـةَ هو الأمرُ الأهمُّ في هذه المرحلة..
وإضافة إلى كُـلّ المؤشرات التي تحصل في صفقة القرن.. فإن معركة الساحل الغربي في اليمن جزء أساسي من هذه الصورة وهي إسرائيلية بامتياز.. الأمر الذي يفسر كُـلّ هذه الحشود الهائلة والتحالف الكوني الذي يصر على إحراق كُـلّ أحذيته في هذه المعركة الخاسرة..
مَكَّـة في خطر.. وموسم الحج القادم كذلك.. ليس هذا قولي أنا.. بل هو كلامُ أعداء الأُمَّـة الذين يجاهرون به ويعملون بكل قوة على تحقيقه..
ما ذكرته هو توضيح بسيط على تصريح بسيط لكاتب واحد.. وهناك الكثير من الأقلام الصهيونية والغربية التي تحدثت عن هذه المواضيع قديماً وحديثاً..
فضلاً عن العقائد الدينية التي ينطلق منها اليهود في الصراع وحقائق دوافعهم الشيطانية التي أخبرنا بها القُـرْآنُ الكريم الذي عرض تأريخهم وكشف نواياهم وقدم رؤية استباقية عن مُخَطّـطاتهم وحذر منهم وهم لا يزالون بدوا..
فكيف ستكون خطورتهم على الأُمَّـة في هذا العصر الذي امتلكوا فيه الإمْكَـانيات الكبيرة لتحقيق مؤامراتهم الخبيثة للقضاء على العرب والمسلمين).