الهُــوِيَّةُ الإِيمانية بين الثابت والمتغير وميلاد المرحلة الشامل (2)

منتصر الجلي

نتابع ما بدأنا الحديثَ عنه “الهُــوِيَّة الإِيْمَانية بين الثابت والمتغير وميلاد المرحلة الشاملة”، كنا قد استعرضنا الثابتَ والمتغيّرَ حول الهُــوِيَّة الإِيْمَانية حيثُ مثّل “الثابت” المجتمعَ اليمني، ومثل “المتغير” السلطة الحاكمة.

إذا ما استعرضنا الشِقَّ الآخر من العنوان “ميلاد المرحلة الشاملة” التي تُصوّر لنا ميلاد مرحلة متقدمة ذات أبعاد استراتيجية وأهداف مقننة تحمل الاستقلال المتكامل الذي ينشده الشعب اليمني منذ عقود بعد قيام الجمهورية.

هذه المرحلةُ المتصورة كانت مجرّد حلم يراود الشعبَ اليمنيَّ المتمسكَ بهُــوِيَّته، إذ قدّم التضحيات والشهداء خلال فترات متعاقبة من عهد الظالمين، وفي هذه المرحلة الناضجة من الصبر واليقين بنصر الله، جاءت الثورة السبتمبرية عام ٢٠١٤ على حكومةِ ما كان يسمى بالمبادرة الخليجية، تلك الحكومة التي تركت الشعبَ في وضع لا يُحسد عليه بين فكي العدوان الأمريكي السعودي، جاعلين من أنفسهم أداةً ومرتزِقة ملعونين في قلب كُـلّ يمني حر وشريف.

بالعودة لخطاب السيد عبدالملك -يحفظه الله- في خطابه الأخير بمناسبة عيد جمعة رجب الأغر، تحدّث -سلامُ الله عليه- حول الهُــوِيَّة بمقامها الرفيع المتأصل موجهاً للشعب عامة رسمياً للحكومة، وشعبياً أن تكون هُــوِيَّته الإِيْمَانية جذرية من الألف إلى الياء، شاملة كُـلَّ مفاصل الدولة واستراتيجياتها وآلياتها ونظمها، على جميع الجوانب على الصعيد التعليمي، الصمَّـادّ، والتنموي، والثقافي، والفكري، والاقتصادي، والإعلامي، والفنون وجاذبية الحياة اليمنية بكل حذافيرها.

إن العودةَ الشاملةَ للشعب اليمني للهُــوِيَّة الإِيْمَانية لهي عودةٌ تاريخيةٌ تدلُّ على عظمة وحكمة القيادة، فلم يسبق أن جاءت قيادة سابقة تحمل هذه البصيرةَ واستشراف المستقبل، تحمل مسؤوليةَ بناء المجتمع اليمني على أَسَاسٍ حضاري إسلامي وتحصنه من السقوطِ في حبالِ الحرب الناعمة، التي يشنُّها العدوانُ والدول الغربية الاستعمارية على مجتمعنا أخلاقياً وثقافياً وعبر مسارات عدوانية لإيقاعِ الشعبِ في مستنقع الضياع والتنحل عن صفاته القويمة ومبادئه التي تأصلت فيه زمناً طويلاً.

إن الهُــوِيَّةَ الإِيْمَانية كمفهوم عام قدّمه السيّدُ في خطابه هي القوة كُـلّ القوة، وهي في نفس الوقت المسؤولية التي تكون على عاتقنا في جميع مهام حياتنا وشؤوننا الوظيفية والشخصية والعملية، وقد بدأ كشيءٍ ملحوظ وكبير هذا المنحى يتخذ حيّزه الوجودي على طاولة الواقع عملياً، حيثُ شمل الجانب الصمَّـادّ الذي تمثل في تأسيس مبدأ الهُــوِيَّة لدى حكومة الإنقاذ والمجلس الصمَّـادّ الأعلى، ونتائج ذلك الإيجابية الذي وضع بصمته الوطنية والإيجابية على مستوى الدولةِ وإدارتها، وبالمثل الوزارات التي تكوّنت في ظلِّ أنصار الله والصمَّـادّ الأعلى وحكومة الإنقاذ صبغت بالهُــوِيَّة الإِيْمَانية وأثبت ذلك الميدانُ والمستجدات وخمس سنوات من العدوان، فوزارةُ الصحةِ نجحت في مهامها كذلك وزارتا الدفاع والداخلية مروراً بجميعِ الوزارات.

إننا أمام مجتمع حكومةً وشعباً يتسم بهُــوِيَّة واحدة، هي الهُــوِيَّة الإِيْمَانية الدينية العظيمة التي وُلدت من الثقافة القرآنية التي أسّس قوامَها الشهيدُ القائد السيد/ حسين بدرالدين الحوثي، كمرحلة فاصلة بين الحقِّ والباطل، ومرحلة نهض من خلالها الشعبُ اليمنيُّ نهضةً إِيْمَانيةً صناعية فكرية علمية عالمية يتابع مسارَها رجلُ المرحلة ومنقذ اليمن ومنجيه السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي، مسار له نبوءته التاريخية بفاتح يفتح اللهُ على يديه كما فتحت خيبر على يد جدِّه الإمام علي -عليهم السلامُ-.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com