السيد القائد وكلمتُه القيِّمة الجامعة الثرية المنظومة الإيمَانيَّة المتكاملة في مواجهة التحديات (2 – 4)

مطهر يحيى شرف الدين

جمع فأوعى، وأبان الطريقَ الحَقَّ، وقال قولاً إيْمَـانياً خالصاً لا ينكره إلا جاحد، ولا يفقههُ إلا نافذ البصيرة وثاقب الرأي، ترجم معنى عبارة “الإيْمَـان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل”، وكيف يمكن أن يكون للعمل وللتحَرّك أثرٌ إيجابيٌّ على مستوى الفرد والمجتمع والأمَّة في مواجهة التحديات، وكذلك أثر قيمة الجانب الروحي العملي الذي يحمل القيمَ الإيْمَـانيةَ والغيرة والحمية على الدين والأخلاق والقيم، وأكّـد على أن سببَ الأزمات والمعاناة والمشاكل المتراكمة التي تواجه الأمَّة الإسلاميةَ هو عدم الثقة بالله سبحانه وَالابتعاد عن الإيْمَـان بما تحمله الكلمةُ من معنى، وبما تحمله من قيم ومبادئ ومسؤوليات دينية وأخلاقية والتزامات عملية.

بعد أن أشار السيّدُ القائدُ عبدالملك الحوثي -يحفظه الله- إلى جملةٍ من الأخطار وَالتحدّيات العسكريّة والاقتصادية التي تواجه اليمن والأمَّة الإسلامية وحجم الاستهداف المباشر وغير المباشر للإسلام والمسلمين، تحدّث عن افتقادِ الأمَّة إلى المنظومة الإيْمَـانية المتكاملة بما فيها من الحالة المعنوية التي يسودها السكينةُ والاطمئنانُ بفضل الله ورحمته ومنِّه وكرمه ووعده الصادق لعباده؛ ولذلك ولكي نثقُ بالله وبوعدِه ولكي تترسّخ لدينا المنظومة الإيْمَـانية يجب علينا أن نتدبّرَ القرآنَ الكريمَ ونقرأه بتمعُّن وإدراك عميق لمضمونه ودلالاته.

قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)، الحثُّ على تدبُّر القرآن فيه دلالاتٌ عظيمةٌ وفوائدُ جمَّة تصلُ بالإنسان إلى الفوز برضا الله والنجاة من عذابه، والتيسير في نيل أسباب العيش الكريمة.

فلو تدبّرنا الآياتِ الدالة على رحمةِ الله بعبادِه لما وُجد شقي ولما وُجد عميل أَو مرتزِق أَو منافق، ولو تدبَّرنا القرآنَ الكريمَ وعملنا به وتحَرّكنا وفق توجيهات الله لعباده لما وجدت الأزمات والمشاكل التي تعاني منها الأمَّة، ولما وجدت حتى الأخطار والتحدّيات التي تواجه المسلمين، قال جلَّ شأنُه: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)، وقال سبحانه: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ).

وقد وضَّح السيّدُ القائد في كلمته بشكلٍ تفصيلي عونَ الله وتوفيقه لعباده بقوله: يأتي في القرآن الكريم الحديث الواسع عما يعنيه الانتماء الصادق وما يُمثّله من علاقة بالله سبحانه، من صلة برعايته بهدايته بتوفيقه بمعيته، فاللهُ جلَّ شأنُه مع المؤمنين يهديهم وهو وليُّهم، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا).

اللهُ سبحانه يتولى المؤمنين برعايته بتوفيقه بمعونته بنصره بتأييده برعايته الشاملة بألطافه الكبيرة، ومع كُـلِّ ذلك نرى البعضَ في واقعنا يعيشون في أجواء يسودها الإحباطُ والبؤسُ والمعاناة والانكسار والهزيمة النفسية؛ نتيجةً للوضع الذي نعيشه اليوم، وقد تلاشت أَو انعدمت لديهم القيمُ الإيْمَـانيةُ وضعف لديهم مستوى الثقة بالله والتوكل عليه وذلك؛ بسَببِ الابتعادِ عن الله وعدم التدبُّر في كلامه سبحانه والعمل به؛ ولذلك يذكّرنا السيدُ القائدُ بقول الله سبحانه: (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ)، وبقوله تعالى: (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).

التحدّيات الخارجية والأخطار المحدقة بالأمَّة الإسلامية، ومنها الخطر الإسرائيلي وخطر الحظر الاقتصادي وخطر الحصار، يؤكّـد السيّدُ القائد مرةً أُخرى كيفية مواجهة الأمَّة لتلك التحديات، وذلك بحاجتها إلى دافعِ العمل والتحَرّك بأمل ورجاء وبإحساس بالمسؤولية في كُـلِّ مناحي الحياة، معتبراً ذلك جزءاً من المنظومة الإيْمَـانية المتكاملة ولافتاً إلى حاجةِ الأمَّة لدافع النهضة الحضارية للأُمَّـة، حتى لا تبقى أسيرة ورهينة للتحكم والضغوطات الأجنبية الاستكبارية العالمية الطامعة التي تنظرُ إلى الشعوب العربية بمنظار الاحتقار والكسل والفتور.

ولذلك يحثُّ السيّدُ القائدُ على وجوبِ العمل الصالح ووجوب تحمّل المسؤولية أمام الله سبحانه، وعدم التفريط بها وعواقب التقصير والتكاسل، وأننا سنجازى ونؤاخذ إن لم نعمل أَو نقوم بتحمُّل المسؤوليات والالتزامات، والتي يكون دافعها الروح العملية التي تعرف وتقدِّر قيمةَ العمل في هذه الحياة، قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).

كما يُحذّر السيّدُ القائدُ من أن نكون أُمَّـةً مستضعفةً أَو ذليلةً؛ لأَنَّ ذلك يتنافى مع المبادئ الإيْمَـانية بمحتواها وعناصرها المادية والمعنوية الساعية أَسَاساً إلى إيجادِ حضارة تتجه بالأمَّة إلى أن تكون قويةً في عتادها وعدتها واقتصادها، فتصبح أُمَّـة منتجة تنتج كُـلَّ احتياجاتها الإنسانية وتحقّق لنفسها الاكتفاءَ الذاتي دون الحاجة إلى أعدائها المفسدين الضالين المضلين المنحرفين، الذين لعبوا دوراً سلبياً وتخريبياً يستهدفُ مقومات وعوامل النهوض في داخل الأمَّة العربية والإسلامية، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com