إن اللهَ موهنُ كيد المعتدين

 

مرتضى الجرموزي

ومع حلولِ ذكرى العدوان السعودي على اليمن، يقابله احتفاء شعب الحكمة والإِيْمَان بالذكرى الخامسة للصمود اليمني، في وجه آلة الحرب الأمريكية القذرة.

وبما أن العدوَّ أحكم حصارَه ويُحاكيه بالأسلاك الشائكة براً بحراً وجواً، وحرم أبناءَ اليمن أبسطَ مقومات الحياة، قد كان المجتمعُ اليمنيُّ المجاهدُ بقيادته الثورية والسياسية والعسكريّة والأمنية حاضراً وبقوة وفي الوقت الذي يجب أن تكون الرجال، فقد توافد اليمانيون أحراراً إلى جبهاتِ القتال دعماً وإسناداً ورفداً بالسلاح والعتاد والرجال الأحرار، الذين يتسابقون منذُ خمس سنوات إلى ميادينِ النزال ومجابهة الظالمين والمعتدين، وبفضل الله تجاوز الشعبُ اليمنيُّ مربعَ الخطر الذي كان يتهدده ويتوعده بالطمس والإخفاء القسري، أَو بقائه في بيت الطاعة السعودي الأمريكي، وهو ما لا يقبله اليمنيون مهما كانت العواقب والتحدّيات.

تغلّب على الصعاب وقهر المستحيلَ وتجاوز العراقيلَ وداس على الأشواك، وعانق السماءَ صموداً وثباتاً منقطع النظير، وأصبح يضاهي الدولَ المنتجةَ للصناعات العسكريّة الصاروخية والجوية، ليصبحَ اليوم حديث العالم وبفضل الله تحسّن وضعُه بنسبة 100%، وهو اليوم يواجه العدوان مكتفياً ذاتياً من العتاد الحربي الذي رأى العالمُ تأثيرَه على الساحة السعودية والإماراتية، وعن قريب ستعيش إسرائيلُ نفسَ السم الذي تُسقي منه إخوتنا في فلسطين، وكما أعلنها تهديداً صادق الوعد والقول السديد السيّد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -سلامُ الله عليه-، أنّه وفي حالة تمادي الكيان الإسرائيلي واستمرارية عربدته في المنطقة، فلن يفلتَ من العقاب والرد اليمني، والذي باستطاعته وبقوة الله تسوية الأراضي المحتلّة بالأرض العربية ومحو إسرائيل من الوجود الافتراضي الذي ما كان لو لم تكن السعودية بقرة حلوباً ودرّاً مرضعاً.

وبالعودةِ للحديثِ عن الأسلاك الشائكة والحصار الخانق الذي تفرضه قوى العدوان على شعبِ الحكمة والإِيْمَان، فهو لم ولن يؤثرَ سلباً على شعب يعشق التحدّي حتى وإن كان هناك أوجاع وتأثيرات، فهي لن تجديَ النظام السعودي وحلفاء جريرة حربه نفعاً من أن نخنعَ ونرفعَ الرايةَ البيضاء إيذاناً بالاستسلام، فنحنُ بالله وبالعروة أوثق ولن تستطيعَ أيُّ قوة مهما كانت إذلالَ شعبنا اليمني الذي يحتفل اليوم بالذكرى الخامسة من الصمود اليمني ليقطع اليوم المسلك الأول من العام السادس الذي سيكون بعون الله عام الانتصار والغلبة على تحالف العدوان وأقزامه في الخليج الفارسي ومرتزِقة الداخل.

إن اللهَ موهن كيد الكافرين، وموهن كيد المعتدين، وكاسر كبريائهم وغطرستهم، وهو جلَّ سبحانه من يمدّ مجاهدينا بنصره وتأييده، فمن اعتمد على الله أعانه ومن ركن بركنه الحصين أيده ونصره، ولا يمكن لأية قوة أن تتغلبَ عليك، فثق بالله وسر بنوره على صراطه المستقيم ليهديكَ إلى الفلاح والنجاح والانتصار على الأعداء.

خمسة أعوام مضت وعام سادس حلَّ ضيفاً علينا، وقد لزم الأمرُ أن نستقبلَه بحفاوة وشحذ الهمم ومواصلة شق طريق الجهاد والاستشهاد، حتى نلقى الله وهو راضٍ عنّا، إما شهداء في سبيله أَو منتصرين لسبيله، وليس لنا إلّا واحدة من هاتين الحسنيين.

ونحنُ إذ نخوض غمارَ العام السادس من العدوان، ونتصدّى له بكلِّ السبل، سنخوض في نفس الوقت العام السادس من الصمود والثبات الذي يرتقي به الإنسانُ اليمنيُّ عاماً بعد آخر، وهو الذي كان يعيش على بقايا فتات الأعراب، بفعل دناءة وانحطاط النظام البائد عفاشياً، ليصبحَ اليمن اليوم في ظلِّ الحرب والحصار يمن المجد يمن الصمود يمن الصواريخ والطائرات المسيّرة، التي جعلت العدوّ يرعوي في بعض غاراته، بل إنه خفضها إلى أرقام غير متوقعة، ولم يعد بمقدوره المناورة والعربدة بطائراته في سماء اليمن.

وبإذن الله لن تكون سماءُ اليمن مسرحاً لطائرات العدوان، وسيكون العام السادس تتويجاً لخمسة أعوام من الصمود والجهاد في وجه العدوان السعودي البغيض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com