إفراط رهيب للمرتزقة.. الإعلان عن أول حالة إصابة مؤكّـدة بكورونا في حضرموت

 

المسيرة- أحمد داوود

طرَقَ فيروسُ كورونا، أمس الجمعة، أبوابَ اليمن، ليتم الإعلان عبر حكومة المرتزِقة عن إصابة رجل ستيني يعملُ في ميناء الشحر بهذا الوباء، لتسجل أول حالة إصابة في اليمن وفي المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي والسعودي.

ويأتي انتقالُ “الكورونا” إلى حضرموت في ظل الإجراءات المتقاعسة لحكومة المرتزِقة للحد من انتشاره في البلاد، بالإضافة إلى المحاولات المتكرّرة للعدو السعودي لنقل الوباء إلى اليمن بشتى الطرق ومنها تكثيف الرحلات الجوية عبر المطارات اليمنية وخَاصَّة مطار الريان الذي تم افتتاحُه قريباً لأول مرة في اليمن منذ بدء العدوان قبل خمس سنوات.

وتكمُنُ المخاطرُ في أن حكومة المرتزِقة تتعامل مع الوباء بكل برود، الأمر الذي يعرض المواطنين اليمنيين في المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي والإماراتي للخطر الكبير في سرعة انتشار الوباء في صفوفهم، لا سيما أن الفيروس كما هو معروف ينتشر بشكل سريع وتقف الكثير من دول العالم ومنها دول عظمى في التصدي له ومكافحته.

وخلال أكثر من شهر تتخذ حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء ووزارة الصحة إجراءات حازمة ووقائية؛ للحد من انتشار الوباء إلى اليمن، وطالما حذرت صنعاء باستمرار من المحاولات الإجرامية للعدو السعودي في نقل الوباء إلى البلاد عن طريق المنافذ البرية والجوية، لكن حكومة المرتزِقة التي لا تمتلك أي قرار لم تكن تصغي لأي شيء.

ويقول وكيل وزارة الصحة الدكتور محمد المنصور: إن ما تم الإعلان عنه من قبل الجهات التابعة لقوى العدوان من رصد حالة مصابة بفيروس كورونا في حضرموت أمر مؤسف ولا بد من إغلاق المنافذ بشكل تام”.

ويضيف الدكتور المنصور في اتصال مع المسيرة “حذرنا منذ وقت مبكر من خطورة عدم إغلاق المنافذ من قبل قوى العدوان وما زال التهاون منهم مستمرا”، مؤكّـداً أن المسارعة لاتِّخاذ قرارات إجرائية وسريعة بات ضرورياً وأولها إغلاق المنافذ ومنع مظاهر التجمعات، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة لم يعد يهمها إلا إحصاء الحالات، ومعنيون بإجراءات صارمة لمواجهة تعمد نشر الفيروس في اليمن.

ويتابع بالقول: “نراهن على الله في إعانة الشعب”، داعيًا الشعب اليمني أن يهتم في الأخذ بجد بتعليمات وتوجيهات وزارة الصحة.

ولأول مرة منذ بدء العدوان تعرض السلطات الرسمية في صنعاء مبادرتها لحكومة المرتزِقة للعمل سوياً لمواجهة هذا الوباء؛ باعتبَار أن الضرر سيعم الجميع ولن يقتصر على منطقة بعينها، غير أن المرتزِقة رفضوا التعامل أَو التجاوب مع مقترحات صنعاء حتى اللحظة.

ويقول نائب وزير الخارجية حسين العزي: إن المرتزِقة يرفضون التعاون وتوحيد الجهود في مكافحة وباء كورونا ويمتنعون حتى من تزويدنا بكشوفات أسماء القادمين.

ويؤكّـد العزي أن المرتزِقة تجردوا من كُـلّ القيم والأخلاق، موجهاً رسالته مباشرة إلى الشرفاء في المناطق المحتلّة لاستنهاض دورهم في فرض التدابير الاحترازية وخُصُوصاً في المنافذ والأمل في الله وفيهم كبير.

وفي السياق، ومع الإعلان عن أول حالة إصابة بكورونا في حضرموت، ناشد مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حكومة الإنقاذ الوطني بإغلاق تام للمنافذ ومنع أي شخص قادم من المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية.

وطالب الناشطون حكومة الإنقاذ بصنعاء بإغلاق كافة المنافذ إغلاقا تاما، وفرض إجراءات رادعة لكل من يحاول المرور عبر طرق تهريب؛ كونه سيتسبب بانتشار الكارثة في اليمن.

وقبل يوم من إعلان حالة إصابة بكورونا في حضرموت، قال أمين عام المجلس الوطني لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية عبد المحسن طاووس: إن السعودية تقومُ بترحيل موبوئين، مؤكّـداً أن الأجهزةَ الأمنية تبذل جهوداً كبيرة لضبط وترتيب استقبالهم.

وقال طاووس في اتصال مع المسيرة: إن اليمن المحاصر لا ينقصه فيروس كورونا فلسنا الصين، لافتاً إلى أن تحالف العدوان يكرس الحصار ولا يسمح بدخول المساعدات البسيطة إلا ليقال: إن المطار مفتوح.

وَأَضَـافَ طاووس أن “منظمة الصحة لم تقدم إلا 30 جهاز فحص حرارة وبدلات محدودة، ويشترطون أن يكون هناك حالات مصابة حتى يرسلوا المساعدات”.

وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد دعا في خطاب له المرتزِقة إلى أن يكونوا على حذر، فقد يتم الاعتماد عليهم لنشر الكورونا في مناطقهم وإيصالهم إلى اليمن.

وقال قائد الثورة: إن ذلك إن حدث فهذا سيكون “إفراطًا رهيبًا في الغباء وخسارة فادحة لهم”.

وأشَارَ السيد عبد الملك إلى أن الأوبئة قد تأتي بسَببِ خللٍ في تعامل البشر مع الطبيعة، بحيث أن الخطأ البشري قد يترتب عليه أضرار كبيرة”، مضيفاً أن الأوبئة والأمراض قد تأتي أَيْـضاً؛ بسَببِ العمل الممنهج والمقصود لنشر الضرر كالحرب البيولوجية في استخدام الفيروسات لنشر الأوبئة بمجتمعات معينة.

ويعاني اليمن من تدهور كبير في القطاع الصحي؛ بسَببِ العدوان والحصار الأمريكي السعودي المستمر على بلادنا منذ خمس سنوات.

وتقول منظمة أطباء بلا حدود إن هذا الانهيارَ يجعلُ الاستجابةَ الفعالة للمرض شبهَ مستحيلة بالموارد الموجودة في البلاد، مشيرة إلى أنه يجب أن يستورد اليمن المزيد من معدات الوقاية الشخصية والأدوات التي تسمح بإجراء الاختبارات اللازمة، لتزويد نظام الصحة بالإمدَادات اللازمة.

وأوضحت أنه على الرغم من النقص العالمي في معدات الوقاية الشخصية والاختبارات اللازمة، يجب أن لا توضعَ على الهامش بلدانٌ مثل اليمن عند تقسيم المخزونات، مضيفة أنه يتعين على جميع البلدان القيام بدورها في تسهيل تنقّل العاملين في المجال الإنساني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com