حقيقةُ الصراع على اليمن.. ثلاثةُ محاور وجغرافيا ثابتة
جغرافية اليمن الجاذبة وجزره المتناثرة المهمة وعُمقه التراثي وخيراته الوفيرة.. هي أسباب منطقية لجلب الأعداء إليه
المسيرة – الدكتور عبد العزيز بن حبتور*
يتماهى المحور التركيّ- القطريّ بشكلٍ كُلي أَو جزئي مع المحور السعودي- الإماراتي في إطار المشاريع الخارجية للسيطرة على المنطقة وإخضاع اليمن، خُصُوصاً إذَا ما أدركنا أنَّ تركيا جزءٌ من حِلف الناتو وذراعها الخشنة في المنطقة، وأنَّ قطر يتمركز فيها أكبر معسكرٍ للأول.
جغرافيا اليمن وأطماع المحتلّ
إنَّ عبقرية الجغرافيا عادةً ما تكون ذات نفع وفائدة لسُكانها ومواطنيها، لكن في بعض الأمكنة، وربما الأزمنة، قد تكون مصدر قلق لسكانها ومرتاديها، ومصدر أطماع وشهوة للطامعين في التوسع والتوغل، وحتى الاحتلال. واليمن كان، ولا يزال، واحداً من تلك الأوطان في العالم، والتي اشرأبّت نحوها العديد من عيون القادة الطامعين في العالم على مدار حركة التاريخ المكتوب، وألهبت مشاعرهم وطموحاتهم ونرجسيّتهم؛ لكي يتمدّدوا على تلك الشواطئ الدافئة، ويستمتعوا بتوابلها وعِطرها ولُبانها ومساحيق أدويتها في غابر الزمان.
أمَّا هندسة تضاريسها الجغرافية وموقعها الجيوستراتيجي، فهي الأُخرى خاصية ثابتة في إغراء الأعداء لغزو اليمن، وسردية التاريخ عامرة بمغامرات هؤلاء الغُزاة، بدءاً بطلائع جنود الإسكندر الأكبر، ومُرورًا بالعديد من المحتلّين الأُورُوبيين والآسيويين والأفارقة، وليس انتهاء بالغدر والعدوان الأَعْرَابي الذي سام اليمن عذاباً وقتلاً وحصاراً من أقصاه إلى أقصاه، بأسلحته الفتاكة المستوردة حديثاً من واشنطن وباريس ولندن ومدريد وبرلين وأوتاوا، وحتى روما. هؤلاء وبقيَّة الغرب الرأسمالي المتوحش هُم من يُغذون الماكينة العسكرية العدوانية لدولتي العدوان السّعودية والإمارات، الذي استمر مُنذ العام 2015م وحتى كتابة هذه الأسطر في منتصف العام 2020م.
إنَّ جغرافية اليمن الجاذبة، وجزره المتناثرة المهمة، وعُمقه التراثي، وخيراته الوفيرة، هي أسباب منطقية لجلب الأعداء إليه، لكن، وعلى مدار التاريخ، كان العامل الداخلي وتفكّك القوى الداخلية في اليمن من بين الأسباب التي سهَّلت دخولَ المحتلّ، والشواهد عديدة في تلك السردية المُحزنة على اليمنيين جميعاً.
كلّ هذه العوامل والعناصر والمميّزات سهَّلت العديد من المشاريع للقوى الخارجية الدولية والإقليمية التي تتنازع النفوذ في المنطقة، وخُصُوصاً في اليمن السعيد.
دعونا نستعرض تلك المشاريع التي لم ولن تهدأ إلا بتحقيق جزء أَو كُـلّ طموحاتها في اليمن أَو تنشأ قوة يمنية تستطيع بمفردها أن تقود البلاد.
أولاً: المحور السعودي- الإماراتي الذي يدَّعي أنَّه يُمثِّل طموحات العرب السُنَّة والعالم السُنِّي في المنطقة والعالم. هذا المحور يُعد مُكَّوناً أصيلاً للمحور الأمريكي- الأُورُوبي الغربي، الذي حدّد برنامجه وخططه بوضوح من خلال اتّفاقية سايكس بيكو الاستعمارية البريطانية- الفرنسية (1916م)، ومع إعلان وزير خارجية بريطانيا السيد آرثر جيمس بلفور في العام (1917م) الوعد البريطاني لتخصيص جزء مِن أرض فلسطين العربية للمستوطنين اليهود.
هذا المحور لم يتغيّر في مؤامراته تجاه المنطقة، ولَم يتبدل في سياساته، ولَم يُغير حتى مُفرداته، ولا زال يُطبق خططه الاستراتيجية، وآخرها التطبيق التدريجي لما سُمي بـ”صفقة القرن”؛ بهَدفِ تصفية القضية الفلسطينية برمتها. والدول الخليجية (العربية) الثرية هي من ستُمول مالياً “صفقة القرن” المُذلَّة؛ بهَدفِ التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي.
ثانياً: المحور التركيّ- القطريّ بامتداداته في المنطقة لحركة الإخوان المسلمين. هؤلاء لديهم أحلام إعادة الدولة الطورانية التركية، بعباءةٍ حديثة لا تشبه العمامة العثمانية في الشكل قط، وإنَّما بالبدلة الأُورُوبية الأنيقة وربطة العنق العالمية من ماركات “غوتشي” و”فرزاتشي”.
هذا المحورُ يتماهى بشكلٍ كُلي أَو جزئي مع المحور الأول، وتتقاطع مصالحه كَثيراً مع سياسات المحور الأول، وخُصُوصاً إذَا ما أدركنا أنَّ تركيا جزءٌ من حِلف الناتو وذراعُها الخشنةُ في المنطقة، وأنَّ دولةَ قطر يتمركز فيها أكبرُ معسكرٍ لقوات المارينز التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت حركة الإخوان المسلمين الأداة المباشرة في تنفيذ مخطّط ما سُمِّي بـ”الربيع العربي”، الذي دمّـر الدول العربية المحيطة بـ”دويلة إسرائيل”؛ بهَدفِ إضعاف الموقف العربي المقاوم للعدوّ الصّهيوني.
ثالثاً: محور رُوسيا- الصين– إيران. مع ازدياد الضغط من قِبَلِ الولايات المتحدة واستخدام نفوذها المالي والعسكري والسياسي على مستوى العالم، فرضت عقوبات جائرة على هذا المحور، ومعظمها عقوبات اقتصادية ومالية، مُسلَّطةً على دوله سوط الدولار والبورصة الوهمية للنفط وتكنولوجيا المعلومات مع تقنياتها، هذا الوضع الشاذ مارسته أمريكا بصلفٍ تجاه هذا المحور الذي تشكَّل بِشكلٍ تدريجي؛ للحفاظ على مصالحه ومواقعه الاقتصادية.
رابعاً: محور المقاومة للعدوّ الصهيونيّ والهيمنة الأمريكية. هذا المحور تشكَّل مع ازدياد تغوُّل العدوّ الصهيوني في تعذيب وتشريد وقتل أهلنا في فلسطين المحتلّة ولبنان وسوريا، و”إسرائيل” هي الدويلة الوحيدة في العالم المحْمِّية والمسنودة من دون شروط من قِبَلِ الولايات المتحدة الأمريكية.
تقودُ الجمهوريةُ الإسلامية الإيرانية مِحورَ المُقاومة في المنطقة مع كُـلٍّ من بغداد، ودمشق، وبيروت، وغزة وفلسطين كلها، وصنعاء.
هذا المحور حقّق في زمنٍ قياسي ما لم يتحقّق لعقودٍ من التحضير والمواجهة.
وبفضل هذا التلاحم والتضامن لِدُول المقاومة، صمدت سوريا العروبة في وجه التآمر العالمي ضدَّها، للأسف، وتم تمويل هذا التآمر بأموال عربية من دول الخليج “العربي”، التي صرفت مئات المليارات لإسقاط النظام الوطني العروبي في دمشق، بعدما تحرّر لبنان من احتلال العدوّ الإسرائيلي الصهيوني، وصمدت المقاومة الجهادية في فلسطين (حماس، الجهاد الإسلامي، الجبهة الشعبيّة، والديمقراطية)، وصمد اليمن العظيم في مواجهة عُدوانٍ سعودي- إماراتي استمرّ للعام السادس للعدوان.
في الحسابات السياسيَّة، تظهر بين حينٍ وآخر بعض التقاطعات والتناقضات في المواقف والآراء، ويحدث كذلك تداخل محسوب وغيره بين مواقف المحاور أعلاه، لكنَّ الثابت في المعادلة الجيوستراتيجية أنَّه بحساب النتائج النهائية للحروب والأحداث الكُبرى، كالحرب على اليمن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان، تكون النتيجة مبنية على قواعد احتساب المحاور الأربعة دون سواه.
أمَّا ما يحدث في الحرب العدوانية على اليمن على وجه الخصوص، فهو لعنةُ الجغرافيا والتاريخ والاقتصاد معاً، لتجتمع وتكون عناصر ضاغطة على واقع الحال في الحالة اليمنية، من خلال التجاور الطبيعي بسياساته غير الطبيعية مع الجيران الأشقاء، وبإرادَة تاريخية موغلة في التاريخ، الذي لم يصنعْه اليمني اليوم، بل هو ميراثٌ جميل تحول لدى بعض الجيران إلى كابوسٍ يؤرق ثقافة مُركَّب النقص لديهم، وحجم الثراء الفاحش حَــدّ التخمة، والذي وصلوا إليه باكتشاف ثروة نفطية وغازيَّة في الأرض. للأسف، لم يتعاملوا معها سِوى بغريزة البذخ الفاضح، ما حولهم إلى أدوات ضدَّ مصالح الأُمَّــة العربية برُمَّتها.
هذا هو واقعُ الحال في الحالة اليمنية مع جيرانها، فالحربُ الموجهة ضدَّ اليمن هي تحصيلُ جمع طموحات الهيمنة الأمريكية في المنطقة لتنفيذ مشاريعها الاحتكارية بسحنةٍ صهيونية مُعادية، مع ثراءٍ فاحش “للأشقاء العرب” الذين لا يملكون زمام توجيه دفّة سياساتهم الخارجية، سوى أنَّهم تابعون ومُنفّذون لسياسات المحور الأول فحسب؛ ولذلك، فإنَّ المعركة منذ اليوم الأول، وحتى الطلقة الأخيرة من مسدساتهم وبنادقهم، تخدم ذلك المشروع الأمريكي المتصهين.
العجيبُ في الأمر أنَّ البعضَ من السياسيين والإعلاميين، وحتى الأكاديميين والمثقفين العرب واليمنيين، حين يتناول اليمنَ في كتاباته وأحاديثه، يسقط في فخ التظاهُرِ بمعرفة الأشياء وبواطنها، رغم أنَّ الأمرَ أسهلٌ بكثيرٍ ممَّا يتصورون.
وبساطة التحليل تعود إلى تأصيل الفكرة من جذورها من حيث البُعد التاريخي للموضوع والمصالح المشمولة في هذه الفكرة أَو تلك، بعيدًا من الرغبة الذاتية في إسقاط الرغبة الذاتية للفكرة لدى ذلك الكاتب، وإبراز الفكرة وجوهرها، وليس السباحة مع تيار مفردات وجمل القنوات الفضائية الاحترافية العربية والأجنبية في تزوير الحقائق والمعلومات وتسطيح المفردات التي تُسَّوق للمشاهد بشكلٍ مُستمر، وعلى مدار الساعة.
كما لا ننسى ما يتم تسويقُه من مغالطات وتزييف للوعي الجمعي للأمم عبر مواقع البحث الإلكتروني، من مثل غوغل وفيسبوك وتويتر (google، Facebook، Twitter)، مع الأهميّة القصوى لجميع وسائل التواصل الاجتماعي وتقنية المعلومات، إلا أنَّه للأسف يُوجَّهُ إعلامياً؛ بهَدفِ تزييف وعي الأُمَّــة وحرف مسار الإعلام الحقيقي إلى إعلام ديماغوجي كاذب.
ما هو الالتباسُ العام والجوهري الذي يقع فيه أنصار وأتباع دولتَي العدوان السعودي- الإماراتي على اليمن، حين يحللون نتائجَ ما يحدث في أرض الواقع من معارك ونتائجها في المحافظات المحتلّة؟
أولاً: ثَبّتوا أيها المتقاتلون – في المحافظات الواقعة تحت الاحتلال – في قاموسكم ودفاتركم للتاريخ السياسي اليمني القريب، أنَّ اليمن أُدخِلَ في أزمة سياسيةٍ حادة ومُعقدة في ما سُمِّي بـ”الربيع العربي” في العام 2011م. وعلى أثرها، سعت القوى السياسية في ما كان يُسمى بـ”اللقاء المشترك” الذي يقوده الإخوان المسلمون فرع اليمن إلى إدخَال البلاد تحت عقوبات الفصل السابع لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وعلى إثر ذلك الانهيار السياسي، تمت محاولة تدمير المؤسّسات الحكومية الرسمية وهيكلة وتدمير الجيش اليمني والمؤسّسات الأمنية؛ بهَدفِ إسقاط جميع مؤسّسات الدولة، وختمتها بالعدوان السافر لحلف السعودية العُدواني على اليمن في صبيحة يوم الخميس 26 مارس 2015م، ووقف الشعب اليمني بقواه السياسية من “أنصار الله” والمؤتمر الشعبي العام ضدها، وفي طليعة هؤلاء المقاومين قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي.
حدث ذلك رغم أنَّ هناك نفراً من “القادة” اليمنيين انحازوا إلى دول العدوان، وهرولوا إلى الرياض وأبو ظبي لتقديم الولاء والطاعة لقادة دول العدوان. هكذا هي معادلة الصراع الداخلية، وما عداها تفاصيل مملة وغير ذات قيمة في تحليل مسار الأحداث.
ثانياً: تناسى الفريقان المتصارعان المعاديان لبعضهما البعض بقصدٍ أَو من دون قصد، والمتحاربان، وهما قوات وعناصر (شرعية حكومة الرئيس المنتهية ولايته وقوات المجلس الانتقالي الانفصالي) في كُـلٍّ من عدن والمحافظات الجنوبية، وفي أجزاء من جغرافيا محافظة تعز والحديدة، بأنَّهُما تابعان وممولان من أسيادهما في الرياض وأبو ظبي، وبأنَّهما غيرُ مخوَّلين ولا جديرين بإصدار أية قرارات تتعلَّق بهما، بل إنَّهما مُنفِّذان طائعان لإرادَة دولتي العدوان السعودي – الإماراتي ونفوذهما، وبالتالي الطرفان يوجّهان إلى معارك استنزافٍ مستمرّ، من دون أن يخسر المحتلّ شيئاً يُذكر من جنوده، وتبقى خسائرهم مُنحَصرة بالآليات والأسلحة العسكرية على أنواعها.
ثالثاً: مع كُـلّ واقعةٍ ومعركة أمنية وعسكرية تحدث على الأرض، كما وقعت في عدن ثلاث معارك طاحنة، وتمَّ فيها طرد من يسمون أنفسهم بالحكومة الشرعية منها ومن بقيَّة المحافظات الواقعة تحت الاحتلال، تجدُ ارتفاعَ الصخب والضجيج الإعلامي من الطرفين، وهما يتجهان مباشرةً ضدَّ قيادات بعضهما البعض بمفردات الذم والردح والقدح، إلى أن يتطور الصخب الإعلامي باستخدام لغة التخوين والعمالة والارتزاق وبيع الأرض وغيرها من مفردات تتكرّر من دون حساب، ليصل إلى كُـلّ الشخصيات والقادة من الفريقين، رغم أنَّ الأمر أسهل من ذلك، ليعود الفريقان إلى الممول، إن كان من الرياض أَو من أبو ظبي، وسيجد الإجَابَة الرصينة إذَا أراد أن يفهم.
رابعاً: ألم يتذكّر فريقا الإخوة الأعداء أنَّهما كانا لوقتٍ قريب شيئاً واحداً، وقد رحَّبا معاً بالغُزاة المحتلّين (السعودي – الإماراتي) على أرض عدن الطاهرة، حين دنَّسَاها في يوليو 2015م بعد خروج الجيش اليمني واللجان الشعبيّة من أحياء مدينة عدن؟
كان الفريقان متفقَين معاً على رفع أعلام أوطان وحكومات البلدان المُعتدية، وتمَّ رفع صُور قادة مجلس التعاون الخليجي، باستثناء سلطنة عُمان، وردّدوا معاً هتافاتٍ وأهازيج تُمجِّد العُدوان، واعتبروهم “مخلصين” لليمن واليمنيين، وأقاموا الاحتفالات والمهرجانات، ورقصوا الرقصات اليافعية، والضالعية، والبدوية، والتعزية، وحتى الحضرمية، وامتلأت ساحة العروض في خور مكسر باليافطات والأعلام والصور للبلدان التي شاركت في العدوان، بما فيها صور الرئيس السوداني السابق الجنرال عمر البشير، قبل أن يُودعه الثوار السودانيون في السجن المركزي في الخرطوم.
وأتذكر أنَّ الإعلامي السعودي الشهير جمال خَاشقجي الذي اغتيل بالمنشار في قنصلية بلاده في تركيا، كَتب يومذاك مقالاً مُستفزاً لليمنيين الأحرار، بالقول: لقد شاهدت باعتزاز وفخرٍ رفرفةَ الأعلام السعودية والخليجية وهي تزهو في سماء عدن، وتذكَّرت حِكايةَ الماضي القريب بأنَّ قادةَ اليمن الجنوبي، أمثال سالم رُبَيِّع علي (سالمين)، وعبدالفتاح إسماعيل، وعلي ناصر محمد، وعلي أحمد ناصر (عنتر)، الذين حاولوا أن يزرعوا نظاماً مُعادياً للسعودية، ولكنهم فشلوا اليوم، لو كانوا أحياءً، وشاهدوا ذلك المشهد العظيم في أرض عدن، سيستغربون أنَّ هذه الأعلام وصور الملوك والقادة الخليجيين التي تملأ شوارع عدن تحملها أيادٍ يمنية جنوبية وشمالية. هذه واحدة من حكاية السردية اليمانية التراجيدية المُخزية.
خامساً: تكوّنت جبهة المقاومة اليمنية الشعبيّة العريضة ضدَّ العُدوان السعودي- الإماراتي من الغالبية الواسعة من الشعب اليمني وطلائعه السياسية الحزبية والدينية والقبلية، ومن مختلف شرائح المجتمع، وجميعهم مُجمعون على قيادة المقاومة بأنْ تكون تحت قيادة قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي.
هذه المقاومةُ اليمانية الحُرة تعتمدُ على قدراتها الوطنية الذاتية وعلى دعم معنوي من المقاومين الأحرار في محور المقاومة في الإقليم وفي العالم.. هذه المقاومة صنعت توازن القوة مع العدوّ، بإرادَة محلية صرفة، وبأيدي أبنائها المخلصين في الجيش واللجان الشعبيّة. من هُنا جاء الثبات والصمود والنصر بإذن الله.
الخلاصة
هذه هي خلاصةُ القراءة السريعة للمعادلة السياسية والعسكرية والأمنية، وحتى الاقتصادية، والأسباب التي دفعت العدوان إلى إعلانه الحرب علينا، من واشنطن، وليس من الرياض. وبعد 6 سنوات من الجهاد والصبر والتضحية لخيرة أبناء شعبنا اليمني، يتعيّن على القوى التي تجتهد للبحث عن السلام الدائم في اليمن، فهم المعادلة الوطنية السهلة وإعادة تركيبها بما ينسجم مع موضوعية سياسة المحاور القائمة موضوعياً في المنطقة، لمن أراد أن يفهم طبيعة الصراع والمحاور والهيمنة ومحاولة الاستحواذ على خيرات اليمن (الجغرافية مع ما يقع تحت المثلث الأسود)، وفهم طبيعة استقلال القرار السياسي الوطني.
* نقلاً عن موقع الميادين نت