طباعة العُملة الوطنية بدون غطاء.. استمرارٌ في تمويل العدوان وإطالة أمد الحرب
المسيرة- منصور البكالي
يواصِلُ مرتزِقة العدوان طباعة المزيدَ من العُملة الوطنية دون غطاء منذ 3 سنوات، في خطوة تهدف إلى تدمير الاقتصاد اليمني وتجويع الشعب اليمني، لمحاولة هزيمتهم اقتصادياً بعد الفشل العسكري.
وخلال الأيّام الماضية، وصلت إلى المحافظات الجنوبية المحتلّة حاوياتٌ كثيرةٌ على متنها كميات كبيرة من الأوراق النقدية المطبوعة بدون غطاء نقدي بعد انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية الأسابيع الماضية.
وقال عميد كلية التجارة والاقتصادي بجامعة صنعاء سابقًا، الدكتور مشعل الريفي: إن استمرار مرتزِقة العدوان في طباعة العُملة بكميات كبيرة جِـدًّا يهدفُ إلى تمويل وتنفيذ مشاريع الغزاة والمحتلّين والأجندة الأمريكية والسعودية والامارتية في اليمن، إضافةً إلى ضرب الاقتصاد الوطني، وإجبار المواطن على تمويل هذا العدوان من جيبه الخاص.
وَأَضَـافَ العميد الريفي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، أن طباعة الأوراق النقدية بهذه الكميات في ظل العدوان والحصار يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات وتراجع قيمة الريال اليمني، كما أن العدوَّ يحتكرُها لأغراضٍ غير إنتاجية تؤدي إلى تدهور قيمة الريال بشكل كبير.
وأكّـد العميد الريفي، أن هذه الكمياتِ المطبوعةَ يستخدمها العدوان ومرتزِقته للمضاربة وشراء العملات الأجنبية فقط، فهي تطبع ليتم عرضها في سوق العملات وطلب العُملة الأجنبية بدلاً عنها، والسعي لتمويل الحرب والترفه غير لمشروع من خلالها، مُضيفاً أنها تستخدمُ كذلك لتمويل العدوان وشراء الولاءات وإطالة زمن الحرب والصراع والعدوان على حساب كاهل المواطن الذي يمول اليوم العدوان بشكل غير مباشر وبشكل إجباري، من خلال انخفاض قدرته الشرائية.
وأشَارَ الريفي إلى أن مرتزِقة العدوان يرفضون دفع مرتبات الموظفين من هذه المطبوعات، ويحاولون من خلال تشديد الحصار إجبار بنك صنعاء على دفع المرتبات بدلاً عنهم من خلال إيرادات المشتقات والمواد الغذائية التي تدخل من ميناء الحديدة، وهذا ضغط لتضل هذه التريليونات لتمويل وتغذية الحرب والعدوان على اليمن.
وعلى صعيد متصل، أكّـد الباحث والخبير الاقتصادي رشيد الحداد، أن مرتزِقة العدوان منذ قرابة الشهرين أقدموا على طباعة ترليون ريال جديدة، بالإضافة إلى 2 ترليون تم طباعتها سابقة تم طباعتها منذ نقل صلاحيات البنك المركزي إلى عدن.
وأفاد الخبير الاقتصادي الحداد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، بأن هذه الخطوةَ تعد من الجرائم الاقتصادية الجسيمة بحق الاقتصاد الوطني كونها تتسبب بتراجع سعر العُملة الوطنية أمام الدولار، وتؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأَسَاسية في الأسواق المحلية، وتعمل على ضرب الثقة بالعُملة الوطنية لدى المواطن اليمني ورجال المال والأعمال وهذه تعد أزمة خطيرة جِـدًّا؛ بسَببِ طباعة هذه العُملة بشكل كبير جِـدًّا.
وأشَارَ الحداد إلى أن العدوّ يتجهُ اليوم نحو سياسة الباب المفتوح لطباعة العُملة وأن هذه السياسة تؤكّـد أن مرتزِقة العدوان قد فشلوا فشل ذريع جِـدًّا في إدارة وظائف البنك المركزي في عدن، ويضع المواطن اليمني أمام تساؤل مهم جِـدًّا وهو أين ذهبت قرابة 2 ترليون ريال التي طبعت خلال الثلاث السنوات الماضية والتي تعادل ما طبع في اليمن خلال أكثر من 40 سنة؟
وَأَضَـافَ الحداد أن هذه العُملة المطبوعة هي بسَببِ فشل مرتزِقة العدوان في إدارة البنك المركزي في عدن وأصبحت خارج القطاع المصرفي، تماماً وباتت اداة لضرب العُملة الوطنية؛ لذلك لا يمتلك فرع البنك المركزي في عدن أي آليات أَو وسائل لتدوير العُملة التي يقوم بطباعتها وإنفاقها على المرتزِقة والخونة، كرواتب أَو مجهود حربي وغير ذلك أَو كهبات لبعض الجهات والشخصيات التي تسببت في تضخم العُملة المطبوعة في أسواق المحافظات المحتلّة، حتى وصل الأمرُ إلى أن الصرافين والبنوك وتجارة المحافظات المحتلّة بدأوا برفض بعض الفئات من العُملة المطبوعة، ومنها على سبيل المثال فئة الـ200 ريال التي أصبحت مرفوضة تماماً.
وأكّـد الخبيرُ الاقتصادي أن هذه الجريمة الاقتصادية سيكون لها أثر مباشر على حياة كُـلّ مواطن في الشمال والجنوب معاً.
وحول الحلول والإجراءات الممكن اتِّخاذها من قبل حكومة الإنقاذ، قال الحداد إن هذه الجريمة التي استهدفت الجميع باتت أداة حرب يستخدمها العدوّ لتضييق العيش الكريم على الشعب اليمني، ويفترض على البنك المركزي بالعاصمة صنعاء وبحكومة الإنقاذ التخاطب مع الخارجية الروسية، بشأن ما يحدث اليوم من طباعة وفق سياسية الباب المفتوح لمرتزِقة العدوان؛ كونها تودي إلى انهيار كبير جِـدًّا، لسعر صرف العُملة الوطنية، وسوف يدفع ثمنها كُـلّ مواطن يمني من لقمة عيش أطفاله، لافتاً إلى أن الخارجية الروسية تحدثت قبل أسبوع بكل وضوح وقالت إنها اتفقت مع حكومة المرتزِق هادي على طباعة المزيد من العملات وأن شركة “ورناك” الروسية تقومُ بطباعة المزيد من العملات دون توقف”.