خبير عسكري مصري: الكيان الصهيوني قلق بشأن وجود قدرات صاروخية متفوقة لصنعاء
قال إن مبعث القلق يكمن في قدرة صاروخ قدس 2 استهداف ميناء إيلات جنوبي فلسطين المحتلّة
المسيرة- متابعات
أكّـد الخبير العسكري المصري محمد منصور أن المؤسّسة العسكرية الصهيونية عبرت عن قلقها بشأن وجود قدراتٍ صاروخيّة متفوّقة في حوزة جماعة “أنصار الله”، وأنها باتت تشكّل تهديداً جدّياً على مطارات وموانئ فلسطين المحتلّة.
وأشَارَ منصور في مقال تحليلي نشره موقع الميادين نت بتاريخ 26 نوفمبر 2020 إلى أن الصاروخ الجديد أثار بشكل واضح انتباه قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي تتابع بقلقٍ منذ عام 2018، تعاظم القدرات الصاروخية والمسيّرة للجيش اليمني واللجان الشعبيّة وجماعة أنصار الله، لافتاً إلى أن مبعث القلق الأَسَاسي هنا، على المستوى النظري، يكمن في قدرة هذا الصاروخ الجديد، على استهداف ميناء إيلات جنوبي فلسطين المحتلّة، القريب نسبياً من ميناء يُنبع السعودي، الذي طالته صواريخ صنعاء.
وبين الباحث منصور أن القلق الإسرائيلي قد تعاظم، بعد تصريحٍ لافتٍ في تموز/يوليو الماضي، أدلى به عبد الله يحيى الحاكم، رئيس هيئة الاستخبارات والاستِطلاع في صنعاء، أوضح فيه أن الحركة أعدّت بنكاً للأهداف الحيوية، يشمل فلسطين المحتلّة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وقد عبّر عن هذه المخاوف في أيلول/سبتمبر الماضي، قائد منظومة الدفاع الجوي في جيش الاحتلال العميد ران كوخاف، حَيثُ اعترف في حوارٍ صحافيٍّ، أن سلسلة هجمات (توازن الردع) الصاروخية، التي استهدفت مواقع شركة أرامكو النفطية السعودية، خَاصَّة هجوم الرابع عشر من أيلول/سبتمبر 2019، على منشأة بقيق وخريص في المنطقة الشرقية للمملكة، وهجوم يُنبع في شباط/فبراير الماضي، كانا بمثابة صدمةٍ لتل أبيب، نتيجةً لدقّة الهجومين وعنصر المباغتة الذي أثّر بشكلٍ كاملٍ على أداء الدفاع الجوي السعودي، وأشَارَ في تصريحاته إلى أن ما حدث في هذين الهجومين، قد يتكرّر أَيْـضاً في فلسطين المحتلّة.
وأشَارَ إلى أن الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يوني بن مناحيم علق على تصريح القيادي في صنعاء أَيْـضاً وأشَارَ إلى أن اليمن تحوّل إلى تهديدٍ جديٍّ لتل أبيب، يطرح احتمالات فتح جبهةٍ جديدةٍ على الخاصرة الجنوبية لفلسطين المحتلّة، قد تقلب المعادلة الدفاعية الإسرائيلية الحالية رأساً على عقب.
وقال الباحث المصري إن المخاوف الإسرائيلية تعدّت الصواريخ والمسيّرات التي تمتلكها جماعة أنصار الله، لتشمل أَيْـضاً التكتيكات البحرية التي نفّذتها الجماعة قبالة السواحل اليمنيّة، والتي تشمل الألغام البحرية والصواريخ المضادة للسفن، إلى جانب التكتيك الأكثر نجاعةً في هذا الصدّد وهو الزوارق الانتحارية المسيّرة، التي تعتبر تل أبيب أنها ضمن أهم المخاطر التي يجب وضعها في الحسبان خلال تحَرّك القطع البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، مُضيفاً أن هذه المخاطر أشَارَت إليها عدة تقارير إسرائيلية، من بينها تقريرٌ تمّ نشره في آب/أغسطُس الماضي، في مجلة “معراخوت” العبرية للمحاضر في مركز هرتسيليا للدراسات الاستراتيجية شاؤول شاي، وتقريرٌ آخر أوائل العام الجاري، لعوزي روبين أحد أهم مؤسّسي الوكالة الإسرائيلية لتطوير الدفاع ضد الصواريخ، تمّ نشره في موقع مركز بيجن – السادات للأبحاث والدراسات، وفيه تمّت الإشارة إلى ضرورة إيجاد جيش الاحتلال إسرائيلي لآليات تسمح لقطعه الحربية بتحييد مخاطر الزوارق الانتحارية، وكذلك الاستفادة من دروس المواجهة بين الدفاع الجوي الصاروخي السعودي، ومسيّرات جماعة أنصار الله وصواريخها.
وتطرق الباحث إلى القدرات الصاروخية البعيدة المدى التي باتت صنعاء تمتلكها، مؤكّـداً أن الصاروخ الجديد (قدس-2) يوازي القدرات الصاروخية والمسيّرة الأُخرى التي بحوزة قوات صنعاء، ويمكن تصنيفها على أنها وسائط بعيدة المدى، منها صاروخ (بركان-1)، الذي تمّ استخدامه عملياتيّاً للمرة الأولى أواخر تشرين أيلول/سبتمبر 2016، في استهداف مدينة الطائف، ثم في الشهر التالي تمّ إطلاقه في ضربةٍ استهدفت مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدّة غربي السعودية. ويبلغ مدى هذا الصاروخ – بحسب الباحث- 800 إلى 900 كيلومتراً، وهو تعديلٌ محليٌّ لصاروخ “سكود سي” السوفياتي، يبلغ وزنه الكلّي ثمانية أطنان تتضمن نحو نصف طنٍّ من المواد المتفجّرة، مُشيراً إلى أنه أضيفت إلى الصاروخ السابق ذكره، نسخةٌ جديدةٌ تحت اسم (بركان-2 إتش)، تمّ استخدامها للمرة الأولى في شباط/فبراير 2017، في عمليّة استهداف قاعدةٍ عسكريةٍ سعودية غربي الرياض، كما تمّ استخدام هذه النسخة مراتٍ عدّة في استهداف مطار الملك خالد في مدينة الرّياض، ووصل مدى هذا الصاروخ إلى 1400 كيلومتراً.
وبين الباحث المصري أنه يضاف إلى هذين الصاروخين، وسيطٌ آخر بعيدُ المدى لكنه هذه المرة ينتمي إلى فئة المسيّرات (الدرونز)، وهو الدرون الانتحاري (صماد-3)، الذي تمّ استخدامه عملياتياً للمرة الأولى في تموز/يوليو 2018، لضرب مطار أبو ظبي، الذي يبعد نحو 1300 كيلومتراً عن أقرب نقطةٍ في محافظة صعدة شمالي اليمن، إلى جانب عملياتٍ أُخرى تمّ فيها استهداف العاصمة السعودية الرياض، آخرها كان في حزيران/يونيو 2020، وقد شكّل هذا النوع من الذخائر الجوّالة نقلةً نوعيّةً نظراً لمداه الكبير الذي يصل إلى 1500 كيلومتراً، ناهيك عن حجم التدمير الذي قد يمثّله أي هجومٍ واسعٍ بأعدادٍ كافيةٍ من مسيّرات الدرونز.