حصيلة أحداث سنة 2020 مفاجآتٌ كبرى لصنعاء تقلبُ الطاولةَ على العدوان
المسيرة – أحمد داوود:
طَوَتْ سنةُ ٢٠٢٠ صفحاتِها، لتُسَجِّـــلَ الكثيرَ من الأحداثِ السياسيةِ والعسكريةِ والأمنيةِ والاقتصاديةِ ضِمنَ مسارِ العدوان الأمريكي السعودي المتواصل على اليمن للعام السادس على التوالي، غير أن كَفَّةَ “الميزان” رجَّحت هذا العام لصالح الجيش واللجان الشعبيّة.
وبتقييم بسيط للأحداث والمتغيرات الكبيرة التي جرت خلال هذا العام، يلحظُ المتابعُ أمرَين هامَّين:
الأول، هو انتقالُ أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، وتحقيق انتصارات مذهلة، قلبت الطاولةَ على العدوان الغاشم، ففي حين كانت جبهة نهم تشكل كابوساً لصنعاء؛ لأَنَّ أيَّ اختراق كبير لقوات المرتزِقة المسنودة من قبل تحالف العدوان يجعل العاصمةُ تحت الخطر، أصبحت المعادلةُ الآن عكسيةً، فقد تمكّنت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة من حسمها، وتطهير مساحات شاسعة، وباتوا على أسوار مدينة مأرب يتهيؤون لدخولها.
أما الأمرُ الآخر، فَــإنَّ سنةَ ٢٠٢٠ حملت في طياتها أقلَّ الجرائم للعدوان الأمريكي السعودي بحق المدنيين، مقارنةً بالأعوام السابقة، وهذا يدُلُّ على مخاوف الرياض من الرد اليمني والتي باتت القوةُ الصاروخية الباليستية أبرزَ أركانه.
وخلال هذا العام، عاشت صنعاءُ في أفضل وضعيتها، وحقّقت الكثيرَ من الإنجازات الأمنية، وأفشلت الكثيرَ من المخطّطات التي كانت تستهدفُ زعزعةَ الأمن والاستقرار، بل وتمكّنت من هزيمة فيروسِ كورونا الذي لا يزال يشكّلُ رعباً للكثير من بلدان العالم، وأي أجنبي يقدم إلى صنعاء ويشاهد الناسَ في الشوارع بدون كمامات وأقنعة الوجه، فَــإنَّه سيحسدُها على هذه النعمة.
أما المحافظاتُ الجنوبيةُ الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي والسعودي، فقد عاشت خلال هذا العام أسوأ مرحلة، فالانفلاتُ الأمني لا يزال يشكل إزعَـاجاً للكثيرين، حَيثُ ارتفعت ظاهرةُ الاغتيالات والسرقة والسطو على محلات المواطنين، واتسعت ظاهرة انتشار المليشيا، واستمر الاقتتال الأهلي بين فصائل المرتزِقة الموالية للعدوان إلى الآن، وواصل النظامان السعودي والإماراتي نهبَ خيرات الجنوب وثرواته، وأنشئت القواعد العسكرية الصهيونية في سقطرى والساحل الغربي، ودُمّـر الاقتصاد، وتدهورت معيشة المواطنين والخدمات في كافة المجالات.
وسنحاول هنا سرد أبرز الأحداث الهامة التي وقعت خلال سنة ٢٠٢٠..
التعاطي اليمني مع جريمة اغتيال سليماني
بدأت الأحداثُ سريعةً وخاطفةً خلال عام ٢٠٢٠، ففي مطلع يناير كانون الثاني ارتكبت أمريكا خطيئة كبرى، حين أقدمت على اغتيال قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وبرفقته نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، في العاصمة العراقية بغداد.
ولاقت هذه العملية تنديداً واسعاً من قبل اليمنيين قيادةً وشعباً، حَيثُ خرج اليمنيون في السادس من يناير 2020 في مسيرة جماهيرية حاشدة في ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء، ندّد خلالها المتظاهرون بجريمة الاغتيال التي أقدمت عليها أمريكا بحق الشهيدَين القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما بالقُرب من مطار بغداد.
وردّد المشاركون في المسيرة الهُتافاتِ المناهضةَ للسياسة الأمريكية وغطرستها والرافضة للوجود والتدخل الأمريكي في المنطقة، مؤكّـدين على أهميّة الرد القوي على هذه الجريمة ومواجهة قوى الاستكبار، كما أكّـد المتظاهرون أن اغتيال سليماني والمهندس عدوانٌ سافر على الأُمَّــة بكلها، ما يحتم على المسلمين مواجهة هذا العدوّ الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
وعلى صعيد متصل، قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في بيان نعي: إن الشهيد الكبير ورفاقه قد فاز بالشهادة وأكرمه الله بها، مؤكّـداً أن الشهيد سليماني كان فارساً عظيماً من فرسان الأُمَّــة، ومن حاملي الراية وقائداً فاتحاً، وكانت شهادته خاتمةً مشرفةً ولائقةً، وباعتداء مباشر من “الشيطان الأكبر” المستكبر الأمريكي الذي باشر جريمة عدوانه بمتابعة من مستوياته القيادية العليا.
عمليةُ البنيان المرصوص
ومع نهاية شهر يناير، وتحديداً في التاسع والعشرين منه، أعلنت القواتُ المسلحة عن عملية عسكرية كبيرة، سُمِّيت بعملية “البنيان المرصوص”.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع إنّ قواته شنت هجوماً معاكساً أَدَّى إلى تحرير كافة مناطق مديرية نهم وتكبيدِ قوى العدوان والمرتزِقة خسائرَ فادحةً في العتاد والأرواح”.
وعن طريق هذه العملية الخاطفة والسريعة، تم تطهير مديرية نهم بالكامل، والتي كانت تشكل خطراً على العاصمة صنعاء، وكانت قوى العدوان والمرتزِقة تحاول من خلالها العبورَ إلى صنعاء والسيطرةَ عليها.
واستمرَّت قواتُ صنعاء في التقدم إثرَ انهيارات المرتزِقة، حتى وصلت إلى غربِ مدينة مأرب، وتحريرِ مديريات بمحافظتي مأرب والجوف.
وقُدِّرت المساحة التي تم تحريرها بحوالي 2500 كم مربع طولاً وعرضاً، وسقط فيها الآلافُ من قوات المرتزِقة ما بين قتيل ومصاب وأسير في عملية البنيان المرصوص، فضلاً عن اغتنام عتادها بالكامل.
وكشف العميد سريع أنه تم استهداف شركة أرامكو في جيزان ومطارات أبها وجيزان وقاعدة خميس مشيط وأهدافٍ حساسة في عمق العدوّ السعودي بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة، بالتزامن مع هذه العملية.
من جانبه، قال المتحدث باسم أنصار الله، محمد عبدالسلام: إن العمليةَ “جاءت رداً على استمرار العدوان والحصار، خُصُوصاً بعد هجوم واسع للمرتزِقة في جبهة نهم وسيطرتهم على عدة مواقع”، منوِّهًا إلى أن سِرَّ قوة الشعب اليمني تكمُنُ في وحدة كلمته ورفضه التبعيةَ وتصديه لمشاريع الهيمنة والاستكبار وتلك رسالة عملية البنيان المرصوص”.
وأوضح عبد السلام أن ما تم الإعلانُ عنه يؤكّـد بفضل الله تعالى المستوى الاحترافيَّ والنوعي الذي وصلت إليه المؤسّسةُ العسكرية حتى استحقت أن تكون محلذَ فخر واعتزاز شعبنا اليمني.
إسقاطُ طائرة ترنيدو
وبالتوازي مع الهزائم المتتالية للمرتزِقة، حاول طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي إنقاذَ مقاتليه، وذلك بشن غارات هستيرية على مناطق نهم والجوف، غير أن قوات صنعاء فاجأت العدوانَ بإسقاط طائرة “ترنيدو” بصاروخ أرض جو متطور في منتصف فبراير شباط 2020، وأسر الطيارَين اللذين كانا يقودانها.
وقال المتحدثُ باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد الركن يحيى سريع: إن سماءَ اليمن ليست للنزهة، وعلى العدوّ أن يحسبَ ألفَ حساب لذلك، في حين قال محمد عبد السلام: إن إسقاط طائرة تورنيدو في سماء الجوف ضربةٌ موجعة للعدو، وخطوةٌ تنبئُ عن تنامٍ ملحوظٍ في قدرات الدفاعات الجوية اليمنية”.
واعترف تحالفُ العدوان على لسان المتحدث باسمه، العقيد الركن تركي المالكي، بإسقاط الطائرة، وقال إنها تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية وسقطت أثناء قيامِها بمهمة إسناد جوي قريب للوحدات التابعة للجيش اليمني، بحسب زعمه.
مجزرةُ المصلوب
وفي غمرة انتصاراتِ أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وسيطرتهم على عدة مناطقَ بمحافظة الجوف بعد تطهير مديرية نهم بمحافظة صنعاء بالكامل، أقدم طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي على استهدافِ منازل المواطنين في مديرية المصلوب بمحافظة الجوف أثناء تجمُّعِهم حول حطام الطائرة الحربية “توريندو” التي تم إسقاطُها من قبل الدفاعات الجوية اليمنية، وأسفر القصفُ عن استشهاد 58 شهيداً و44 جريحاً، جميعُهم من المدنيين الأبرياء.
وعاود طيران العدوان استهدافَ المسعفين بغارات جديدة، ما أَدَّى إلى ارتفاع عدد الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى استهدافه منازلَ المواطنين المجاورة لمكان حطام الطائرة.
وأكّـد محمد عبدالسلام -رئيس الوفد الوطني- أن العدوانَ السعودي الأمريكي الأرعن كعادته عندما يفشل ويتلقى ضرباتٍ موجعةً في ميادين المواجهة العسكرية، فَــإنَّه يبادر بكُلِّ صلف وحماقة إلى استهداف المدنيين.
عمليةُ “فأحبط أعمالهم”
وبالتوازي مع كُـلِّ هذه الأحداث، وتصاعد الانتصارات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبيّة، كشفت وزارةُ الداخلية بصنعاء في منتصف شهر 2020 في مؤتمر صحفي تفاصيلَ أكبر عملية أمنية سُمّيت بعملية “فأحبط أعمالهم”.
وقال المتحدثُ باسم وزارة الداخلية، العميد عبد الخالق العجري: إن الأجهزةَ الأمنيةَ وبعد التحريات توصلت إلى وجود خليتين تدير إحداهما الاستخباراتُ السعودية والأُخرى تديرها الاستخباراتُ الإماراتية؛ للقيام بأعمال فوضى وأنشطة تخريبية للإضرار بمركَز الجمهورية اليمنية الحربي والسياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وشل حركة عمل مؤسّسات الدولة وخلخلة الأمن والاستقرار.
وأوضح العجري أن الأجهزة الأمنية بعد استصدارِ إذنٍ بالقبض والتفتيش من النيابة العامة، وِفْـقاً للقانون، ومباشرة الإجراءات، خَلُصَت النتائج الأولية إلى أن الخليةَ الأولى تديرُها الاستخبارات السعودية، تحت إشراف مجموعة من ضباطها منهم اللواء فهد بن زيد المطيري والعميد فلاح بن محمد الشهراني وآخرون، وتصدّر مشهد الخيانة فيها محمد عبدالله القوسي وزير الداخلية الأسبق، ابتداءً بالاستقطاب والتدريب للخلية المكلفة بتنفيذ الأنشطة التخريبية ومباشرة تنفيذها، والتي جرى التخطيطُ لها من قبل المخابرات السعودية وعناصر الخلية الرئيسية في مدينة شرورة.
وبيّن العجري أن الخليتين كُلفتا بتنفيذ عدد من الأنشطة التخريبية، وتهدف إلى إحداث الفوضى وإثارة السكينة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء.
عملية توازن الردع الثالثة
وتواصلت الانتصاراتُ اليمنيةُ خلالَ شهر فبراير على الصعيدَين العسكري والأمني، لتأتيَ عمليةُ توازن الردع الثالثة في 21 فبراير 2020، وذلك باستهداف شركة أرامكو.
وقال متحدثُ القوات المسلحة العميد يحيى سريع: إن عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركةَ أرامكو وأهدافاً حسَّاسة أُخرى في ينبُع، وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله، موضحًا في بيان له أنه وبعون الله تعالى نفّذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر “عملية توازن الردع الثالثة” في العمق السعودي.
وَأَضَـافَ العميد سريع أن عملية توازن الردع الثالثة نُفِّذت بـ12 طائرة مسيَّرة من نوع صمَّاد3 وصاروخين من نوع قُدس المجنح، وصاروخ ذو الفقار الباليستي بعيد المدى، مُشيراً إلى أن عمليةَ توزان الردع الثالثة ردٌّ طبيعي ومشروعٌ على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف.
وتوعد متحدثُ القوات المسلحة النظامَ السعودي بضربات موجعة ومؤلمة إذَا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا.
عمليةُ “فأمكن منهم”
ومع تصاعد وتيرة الانتصارات العسكرية للجيش واللجان الشعبيّة، أعلن المتحدثُ الرسمي باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، عن نجاح عملية “فأمكن منهم” في الثامن عشر من شهر مارس 2020 والتي تكللت بتحرير محافظة الجوف من قوى العدوان والمرتزِقة.
وقال العميد سريع في مؤتمر صحفي عن هذه العملية: إن النجاحاتِ المستمرةَ هي ترجمةٌ فعليةٌ لما أشار إليه قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي بشأن ما تحقّقه قواتهم من إنجازات على كافة الأصعدة، مُشيراً إلى أن مسرحَ العمليات شمل كافةَ المحور الجنوبي لمحافظة الجوف وفيها مديريات الحزم والمصلوب والغيل والخلق والمتون، إضافةً إلى العقبة في خب والشعف.
وأشَارَ سريع إلى أن عمليات سلاح الجو المسيَّر كبَّدت العدوَّ خسائرَ كبيرة في العتاد والأرواح، إضافةً لخسائر اقتصادية جراء استهداف منشآت حيوية لها علاقة بصناعة النفط والغاز، وأن القوة الصاروخية شاركت في عملية فأمكن منهم بـ6 استخدمت فيها صواريخ نكال وقاصم وبدر البالستية، مُضيفاً أن العدوَّ السعودي تلقى ضرباتٍ موجعةً ردًّا على تصعيده العسكري البري والجوي في معركة تحرير الجوف.
تدشينُ العام السادس بأكبر عملية عسكرية
وفي ظل هذا التصعيد، طَوَى العدوانُ على اليمن صفحتَه الخامسة، مفتتحاً عاماً سادساً دونَ أن تلوحَ في الأُفُقِ أيةُ مؤشرات للسلام أَو إنهاء الحرب.
وبهذه المناسبة، ألقى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي خطاباً في 26 مارس 2020 توعَّد فيه بمفاجآت لم تكن في حُسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة، معلناً استعدادَه لخيار السلم ووقف الحرب إذَا اتجه العدوانُ بقرار جادٍّ لذلك.
وقال السيد الحوثي: “اليمن شهد الخمس السنوات أعنف حرب على وجه المعمورة وأشرس عدوان على وجه الدنيا، استهدف الشعبَ اليمني بإشراف أمريكي وتنفيذ سعودي وحلفائه، قابله صمودٌ أُسطوريٌّ وثباتٌ لا مثيلَ له في تاريخ شعبنا”، موجِّهاً النصحَ للخَونة للاستجابة لجهود اللجنة الوطنية للمصالحة.
وبعدَ أَيَّـام من خِطاب السبد عبد الملك الحوثي، كشف ناطقُ الجيش العميد يحيى سريع، عن أكبر عملية عسكرية نوعية استهدفت عُمقَ العدوّ السعودي؛ تدشيناً للعام السادس من الصمود في وجه تحالف العدوان.
وقال العميد سريع في بيانٍ عصرَ الأحد، 29 مارس 2020: “نفّذنا أكبرَ عملية عسكرية نوعية في بداية العام السادس استهدفت عمقَ العدوّ السعودي تنفيذاً لوعد قائد الثورة وردا على تصعيد تحالف العدوان”، مؤكّـداً أنه تم قصفُ أهدافٍ حساسة في الرياض بعملية عسكرية مشتركة بصواريخ ذو الفقار وعدد من طائرات صماد3.
وأوضح العميد سريع أن العمليةَ استهدفت أَيْـضاً أهدافاً اقتصادية وعسكرية في جيزان ونجران وعسير بعدد كبير من صواريخ بدر وطائرات قاصف 2K، متوعداً بعمليات موجعة ومؤلمة إذَا استمر في عدوانه وحصاره.
مجزرةُ الخيول بصنعاء
وانتقاماً للرد على الضربات الموجعة التي استهدفت العمقَ السعودي، بحث العدوانُ الأمريكي السعودي على مكانٍ ليقصفوه فوقع اختيارُهم على الكلية الحربية بصنعاء واستهداف الخيول الأصيلة، فنفق أكثر من 40 خيلاً في قصف الثلاثين من مارس آذار 2020 على صنعاءَ، وأُصيب أكثر من 50 آخرين، كما استشهد مهدي الريمي -أحد سائسي الخيول-.
كان المشهدُ مأساوياً ويحيلُ الذهنَ إلى معارك الزمن الغابر التي كان الخيلُ سيِّدَها، وحروب عصر التقنية التي حلت فيها الطائراتُ محل الأحصنة المجنحة.
وثيقةُ الحل الشامل
هدأت الأوضاعُ العسكرية قليلًا بعد مجزرة الخيول بصنعاء، لتمهد الطريقَ نحو الحلول السياسية.
وفي خطوة غير متوقعة، أعلنت قيادةُ تحالف العدوان على اليمن، الأربعاء 8 إبريل 2020، وقف إطلاق شامل للنار في اليمن لمدة أسبوعين قابلة للتمديد ابتداءً من ظهر الخميس 9 إبريل 2020.
وصرّح المسؤولون السعوديون أن وقف إطلاق النار في اليمن يهدف لتشجيع “الحوثيين” على دخول محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن تركي المالي: إن الهدف من وقف إطلاق النار هو “تهيئةُ الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن لعقد اجتماع بين حكومة هادي والحوثيين (حركة أنصار الله)، وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الأممي لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم، وخطوات بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حَـلٍّ سياسي شامل في البلاد”.
وبعد ساعاتٍ فقط من هذا الإعلان، أعلنت صنعاءُ عن وثيقة الحل الشامل لإنهاء العدوان والحصار على اليمن، حَيثُ تضمَّنت الوثيقةُ 56 بنداً، من بينها إعلانُ الوقف الشامل والكامل والنهائي للحرب وإيقافُ كافة الأعمال العسكرية البرية والبحرية والجوية، والإفراجُ عن كافة المعتقلين والأسرى، وإعادةُ التيار الكهربائي من المحطة الغازية بمأرب إلى جميع المحافظات اليمنية، وغيرها من البنود.
وعلى الرغم من إعلان السعودية الوقف الشامل للنار، إلا أن الغاراتِ لم تتوقف عن المدن والقرى اليمنية، في دلالة على أن الرياض لا تنوي إيقافَ الحرب، وأن الحديثَ عن السلام هو لذَرِّ الرماد على العيون فقط، ولهذا أكّـد رئيسُ وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، في السادس عشر من شهر إبريل 2020 أن الحوارَ تحت النار والحصار ليس سوى وسيلة ضغط يعملُ لصالح الخيار العسكري، مؤكّـداً في تصريح صحفي على موقف صنعاء الواضح على أن وقف الخيار العسكري وإنهاء الحصار الشامل أولاً قبل أي نقاش هو الخيار الصحيح، والسلام لن يكون إلا بإعلان وقف العدوان وفك الحصار.
وواصل عبد السلام حديثه قائلاً: “وحَـاليًّا لا توجد فرصةٌ حقيقيةٌ للسلام؛ لأَنَّ تصعيدَ العدوان لم يتوقف”.
وتابع عبد السلام: “ما أعلنته دولُ العدوان عن وقف لإطلاق النار ادِّعاءاتٌ كاذبةٌ ومناورةٌ إعلامية، ولم نلمس إعلاناً حقيقيًّا لوقف العدوان ورفع الحصار، وذلك يعقبه حلول حقيقية يلمسها المواطن اليمني”.
إخمادُ فتنة العواضي في البيضاء
لم تنجح المناورة السياسية للعدوان، والتي جاءت في ظل استمرار التقدم العسكري لقوات صنعاء باتّجاه مدينة مأرب الغنية بالنفط والغاز، وفتح التحالف جبهة جديدة في محافظة البيضاء بعد أن أوعز للشيخ ياسر العواضي -أحد أحد الموالين للخائن علي عبد الله صالح الرئيس السابق- لتحريك هذه الجبهة لتخفيفِ الضغط على مأرب، وإشغال قوات صنعاء في محافظتَي إب وذمار.
حاول العواضي تحريكَ القبائل في تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة؛ بذريعة أن “الحوثيين” يعتدون على النساء، وذلك بعد مواجهاتٍ حدثت بين رجال الأمن الموالين لصنعاء وعناصر من تنظيم القاعدة الإجرامي أسفرت عن استشهاد 6 من رجال الأمن، وَمقتل امرأة من تنظيم القاعدة، غير أن العواضي اتخذ من هذه الحادثة ذريعةً لتنفيذ مخطّطه “الفتنوي” وتفجير الوضع عسكريًّا في تلك المناطق.
أرسل قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي العديدَ من الوساطات المحلية؛ لتجنيب مناطق آل العواضي الحربَ وعدمَ الانزلاق في فوضى الاقتتال، غير أن العواضي أصرَّ على الاستمرار في تفجير الحرب.
وفي الثامن عشر من شهر يونيو 2020، تمكّنت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة من السيطرة بالكامل على مديرية ردمان معقلِ ياسر العواضي وإخماد هذه الفتنة في أَيَّـام قليلة.
عمليةُ “توازن الردع الرابعة”
ولأَنَّ صنعاءَ تعتبِرُ كُـلّ ما يحدث في اليمن من مؤامرات وخيانة يأتي من قبل العدوّ السعودي، فقد استهدفت يوم 23 يونيو 2020 العُمقَ السعودي بعددٍ من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في عملية سُمِّيت “بعملية توازن الردع الرابعة”.
وقال متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، في بيان: نفذنا –بتوفيق من اللهِ– العمليةَ الهجوميةَ الأكبرَ “توازنَ الردعِ الرابعة” على عاصمة العدوّ السعودي، موضحًا أن عملية توازن الردع الرابعة دكّت وزارةَ الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية ومواقعَ عسكريةً في الرياض وجيزان ونجران.
وبيّن العميد سريع أن عمليةَ توازن الردع الرابعة تمَّت بعدد كبير من الصواريخ الباليستيةِ والمجنحة “قدس” و”ذو الفقار” وطائرات سلاح الجو المسيّر، مؤكّـداً أن هذه العملية تأتي رداً على استمرار الحصار الظالم والعدوان الغاشم على أبناء شعبنا اليمني العظيم.
وحذّر العميد سريع السعودية من مغبة التمادي في بغيها وعدوانها وإجرامها وممارسة حصارها الإجرامي، مشدّدًا على حق اليمن المشروع والثابت الذي يحتمُه الواجبُ الديني والأخلاقي والإنساني والوطني في الدفاعِ عن اليمن وشعبِه الصامدِ.
وأكّـد ناطقُ القوات المسلحة اليمنية “أننا سننفذ المزيد من العمليات العسكرية الأشد والأقوى حتى يتم رفعُ الحصار ووقفُ العدوان وتحقيق الحرية والاستقلال”.
جريمة آل سبيعيان
وفي سياق هذه التطورات، أقدمت قواتٌ تابعةٌ لمرتزِقة الإصلاح بمأرب في 28 يونيو 2020 على ارتكاب جريمة بحق أسرة آل سبيعيان في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب.
واستشهد خلال هذه الجريمة الشيخُ محسن سبيعان و6 من إخوته وأبنائهم، حَيثُ أقدم مرتزِقة الإصلاح على مهاجمة منازل آل سبيعان بالمدرعات والدبابات في منطقة الخشعة السفلى في وادي عبيدة وشنت قصفاً مكثّـفاً على المنطقة الآهلة بالسكان، ما أَدَّى إلى استشهاد سبعة مواطنين من آل سبيعان بينهم أطفال.
ولم تكتفِ قواتُ الإصلاح بذلك، بل أقدمت على إحراقِ منازل آل سبيعان ونهبت محتوياتها، في جريمة خطيرة لاقت استنكاراً واسعاً من قبل اليمنيين.
تطهيرُ البيضاء من القاعدة وداعش
واستمرَّت المعاركُ بعد ذلك لأسابيعَ وأشهرٍ، بعد أن انكشف غطاءُ العواضي، وظهر تنظيما القاعدة وداعش الإجراميان في الصورة وبمساندة من تحالف العدوان ليقاتلوا قواتِ الجيش واللجان الشعبيّة في البيضاء.
وفي الثامن عشر من شهر أغسطُس 2020، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن يحيى سريع القضاءَ على تواجد العدوان في مديرية ولد ربيع ومحيطها بمحافظة البيضاء التي كانت تحت سيطرة الجماعات التكفيرية، في عملية عسكرية واسعة للقوات المسلحة اليمنية.
وخلال بيان عسكري، أكّـد متحدثُ القوات المسلحة مصرعَ وإصابة وأسر أكثرَ من 250 من العناصر التكفيرية، وتدمير 12 معسكرًا وتجمعًا لهم خلال العملية العسكرية في ولد ربيع، كما أكّـد تحرير 1000 كم مربع واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة، والعثور على مئات الأحزمة والعُبْوات الناسفة.
وأشَارَ العميد سريع إلى أن قوى التحالف بقيادة السعودية ساندت تنظيمَي داعش والقاعدة بعشرات الغارات، استهدفت مواقع الجيش واللجان الشعبيَّة، إضافةً لدعم التنظيمين بالمال والسلاح، مشيداً بالدور البارز والمشرِّف لقبائل مديريات القرشية وولد ربيع وكل أحرار البيضاء في إسناد الجيش واللجان الشعبيّة لتطهير مناطقهم من العناصر التكفيرية (داعش والقاعدة) رغم الإسناد الكبير من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية.
وبعد يومين من هذا الانتصار، ألقى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وتحديداً في 20 أغسطُس 2020 خطاباً أشاد فيه بالانتصار على فلول “داعش” و”القاعدة” في البيضاء وتطهير المحافظة من دنسهم، مؤكّـداً أن بعضَ أمراء “القاعدة وداعش” قُتلوا في العملية العسكرية الأخيرة في البيضاء.
وقال السيد الحوثي: إنَّ اللهَ أنعَمَ بنصره في معركة مهمة وحسَّاسة في البيضاء، حَيثُ تحَرّك الجيشُ والأمنُ لمواجهة “داعش والقاعدة” في قيفة ويكلا بالمحافظة، موضحًا أن وجود التكفيريين في البيضاء كان يشكل بؤرة شر هناك، بدعم فاضح من تحالف العدوان السعودي الأمريكي، وأن تنظيمي داعش والقاعدة حوّلوا قيفة ويكلا بالبيضاء إلى نقطةٍ أَسَاسيةٍ للانطلاق نحو مناطقَ مجاورة بدعم واضح من تحالف العدوان.
وَأَضَـافَ السيد الحوثي بقوله: حرص التكفيريون على استغلال الدعم من تحالف العدوان لتثبيتِ تواجُدِهم في قيفة وَيكلا للتقدم باتّجاه بقيةِ محافظة البيضاء، ومحافظات ذمار وصنعاء، وذكر أن بعضَ أمراء “القاعدة وداعش” قُتلوا في العملية العسكرية الأخيرة في البيضاء.
تهديداتٌ لوزير الدفاع بالقرب من حدود السعودية
وبالتوازي مع استكمال تحرير محافظة البيضاء من الجماعات التكفيرية داعش والقاعدة، واصلت قواتُ صنعاء تحريرَ ما تبقى من محافظة الجوف شمال شرقي اليمن، وُصُـولاً إلى المناطق المحاذية لحدود السعودية.
وللتأكيد على عُلُــوِّ كعب المقاتل اليمني، فضّل وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء محمد ناصر العاطفي زيارةَ معسكر الخنجر القريب جِـدًّا من مدينة نجران السعودية، مطلِقاً من هناك تهديداتٍ للنظام السعودي بأن اليمنَ سينتقلُ إلى مرحلة الوجع الكبير.
وقال وزير الدفاع إنه وبعد امتصاصِ اليمن للضربة الأولى لتحالف العدوان في العام 2015، تحول دفاعُها الذي وصفه بـ”السلبي” إلى مرحلة “الدفاع الإيجابي” المتحَرّك، ثم تحوّلت إلى الهجوم.
ووفقاً لقناة “المسيرة”، قال وزير الدفاع خلال لقائه بعددٍ من مقاتلي الجيش واللجان الشعبيّة في معسكر الخنجر بمحور خب والشعف بمحافظة الجوف الحدودية مع السعودية: “نحن الآن في المرحلةِ الرابعةِ من عمليات توازن الردع الاستراتيجية”، مؤكّـداً أنه “كلما صعّد العدوان من غطرسته وعنجهيته وأوغل في ارتكابِ المزيدِ من الجرائم بحق المدنيين اليمنيين، كلما كانت خياراتُنا كثيرةً وجهوزيتُنا عاليةً لردعه”.
وأفَاد العاطفي بأن القواتِ اليمنية دخلت مرحلة متطورةً من مراحل الجهوزية المواكبة للتقنيات الحديثة القادرة على مواجهة تكنولوجيا التحالف وإفقادها تأثيراتها على قوات جماعته على المدى القريب والبعيد.
استهدافُ الرياض بصاروخ باليستي
وَبعدَ أسابيعَ من تهديدات وزير الدفاع اليمني بحكومة صنعاء، أعلنت القواتُ المسلحةُ اليمنية يوم 10 سبتمبر 2020 قصفَها لهدفٍ مهم في العاصمة السعودية الرياض بواسطة صاروخ باليستي وطائرات مسيّرة.
وقال المتحدثُ باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع: إن عمليةً عسكريةً مشتركةً بين سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية نُفِّذت باستخدام صاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار” وأربع طائرات مسيّرة من طراز “صماد 3″، دون الكشف عن طبيعة “الهدف المهم” الذي تم استهدافه.
وأوضح سريع أن الاستهدافَ يأتي رداً على التصعيد المستمر من قبل العدوّ وحصاره المتواصل على بلدنا العزيز.
نجاحُ صفقة تبادل الأسرى
وبعدَ سلسلةِ نقاشاتٍ أجريت في جنيف بين الوفد الوطني بصنعاء ووفد حكومة هادي بإشراف من الأمم المتحدة استمرت لمدة أسبوع، تم الاتّفاقُ بالإفراج على 1086 أسيراً من الطرفين، بينهم ضباط سعوديون وسودانيون.
ووسطَ احتفاء شعبي ورسمي واسع ورفيع المستوى، جرى يومَي الخميس والجمعة، في الخامس عشر والسادس عشر من شهر أُكتوبر 2020، إتمامُ صفقةِ تبادل الأسرى، والتي استمرت ليومين متتاليين عبرَ رحلات جوية بين مطارات صنعاء وأبها وسيئون وعدن، حسب الآلية التي تم الاتّفاقُ عليها برعاية الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة.
واعتُبرت الصفقةُ هي الأكبرَ في هذا المِلف الإنساني منذ بدء العدوان على اليمن سنة 2015، لكن حتى في ظل الأجواء الإيجابية، فقد كشفت الصفقةُ العديدَ من الفضائح الجديدة للتحالف والمتعاونين معه، بخصوص معاملة الأسرى، حَيثُ أعلنت صنعاء عن استشهادِ سبعة من قوات الجيش واللجان المشمولين بالصفقة بعد تعرضهم للتعذيب في سجون العدوّ، إلى جانب تعرض العديد من الأسرى المحرّرين للتعذيب والإهمال الصحي، كما كشفت أن قائمةَ أسرى الطرف الآخر تضمنت عشراتٍ من عناصر تنظيم القاعدة الذين أصرَّ التحالف على إخراجهم، فيما تضمّنت القائمةُ الوطنية لصنعاء أشخاصاً لم تكن لهم علاقة بالجبهات اختطفهم التحالفُ والمتعاونون معه وقاموا بوضعِهم ضمن الأسرى، الأمر الذي يؤكّـدُ استمرار العدوّ بمحاولات المراوغة، ويؤكّـد أن موافقته على هذه الصفقة جاءت بفعل تراجُعِه الميداني، وهو أَيْـضاً ما أكّـدته القوات المسلحة.
ووصلت إلى مطار صنعاء خلال يوم الخميس أربع طائرات قدمت من مطارَي سيئون وأبها، حملت على متنها 472 أسيراً من الجيش واللجان الشعبيّة (طائرتان من السعودية وطائرتان من سيئون)، وبالمقابل أقلعت من مطار صنعاء ثلاث طائرات إحداها وصلت إلى السعودية حاملةً على متنها 14 أسيراً من الجيش السعودي وَ4 سودانيين، وطائرتان حملتا 217 أسيراً من المرتزِقة إلى مطار سيئون.
واستقبل مطارُ صنعاء، الجمعة، طائرتين إضافيتين من مطار عدن، حملتا 201 من أسرى الجيش واللجان الشعبيّة المحرّرين، مقابلَ طائرتين وصلتا إلى عدن وعلى متنهما 150 أسيراً من المرتزِقة، لتتم الصفقةُ بذلك.
وحَظِيَ الأسرى المحرّرون من الجيش واللجان باستقبال رسمي وشعبي واسع؛ تقديراً لدورهم العظيم وتضحياتهم الكبيرة في معركة الدفاع المقدس، حَيثُ تواجد العديد من قيادات الدولة وجُمُوع كبيرة من المواطنين والأهالي للاستقبال، كما تواجدت الفرق الموسيقية العسكرية، وفُرِشَ لهم البِساطُ الأحمر في مشهد احتفائي مهيب، زاد من هيبته ثباتُ وصلابةُ المحرّرين الذين وجّهوا رسائلَ قويةً ومؤثرةً عند وصولهم إلى أرض المطار، إلى جانب المواقف الإنسانية التي جمعت بين الأسرى وبعض أهاليهم.
رئيسُ لجنة الأسرى، عبد القادر المرتضى قال إنه تم التوافُقُ على عقدِ صفقةٍ جديدة وقد تم بالفعل الاتّفاقُ على جزء منها بانتظار تحديد الأمم المتحدة لمكان الاجتماع.
وكرّر التأكيدَ على “جهوزية الطرف الوطني للدخول مباشرة في مشاوراتٍ جديدةٍ تُفضِي إلى اتّفاقيات جديدة، لكن العام 2020 ينقضي دون أن تحدّد الأمم المتحدة موعداً جديداً لهذا الاجتماع.
وفي الوقت الذي اكتظت فيه شوارعُ العاصمة صنعاء بالآلاف من المسئولين والمواطنين والشخصيات الاجتماعية والسياسية والوجهاء والإعلاميين لاستقبال الأسرى المحرّرين، فَــإنَّ التحالفَ وقوات هادي والإصلاح والانتقالي استقبلوا أسراهم وسطَ تكتم شديد بتوجيهات مباشرة من الرياض، حَيثُ منع السفير السعودي تغطيةَ وصول أسرى قوات هادي إلى سيئون ومنع أي تصوير أَو لقاءات مباشرة للأسرى فور وصولهم.
وصولُ السفير الإيراني إلى صنعاء
وحقّقت صنعاءُ خلال سنة 2020 انتصاراً دبلوماسياً تمثَّل بوصولِ سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العاصمة صنعاء يوم السبت، 17 أُكتوبر 2020، في خطوةٍ تهدفُ إلى كسرةِ العُــزلة الدبلوماسية عن صنعاء.
وعبّر الموالون للتحالف وهادي عن استيائهم وسخطِهم لطريقة دخول السفير الإيراني إلى صنعاء وكيف تم ذلك، معتبرين ذلك اختراقاً كَبيراً وعمليةً استخباراتية نوعية نفذ عن طريق دولة شقيقة.
من جهتها، استنكرت حكومةُ الفارّ هادي وصولَ السفير الإيراني الحاج حسن إيرلو إلى صنعاء وتنصيبه سفيراً مفوَّضاً فوق العادة ومطلقَ الصلاحية للجمهورية الإسلامية بصنعاء.
في المقابل أكّـد وزير الخارجية بصنعاء، هشام شرف، مساء الأحد، 18 أُكتوبر تشرين الأول 2020 أن وصولَ السفير الإيراني إلى صنعاء لا علاقة له بالصراعات الإقليمية، بل هو إعلان تضامن إيراني مع الشعب اليمني المعتدى عليه منذ سنوات، مُشيراً إلى أن وصولَ سفير إيران إلى صنعاء هو إعلانٌ صريحٌ بأن اليمن لا يزال موجوداً وله أصدقاءٌ في العالم.
وفي غضون ذلك، رحّب ملتقى التصالح والتسامح الجنوبي وعددٌ من القوى والشخصيات الجنوبية اليمنية، بوصول سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية “حسن إيرلو” إلى صنعاء، لبدءِ مهامِّه كسفيرٍ في اليمن.
اغتيالُ وزير الشباب والرياض حسن زيد
وبالتوازي مع استعدادات الشعب اليمني للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في العاصمة صنعاء، أقدمت عناصرُ إجراميةٌ على اغتيال وزير الشباب والرياضة في حكومة الإنقاذ الوطني، حسن زيد، في محاولة لإرباك المشهد وإفشال الفعالية.
وأطلق المسلحون النارَ على الوزير زيد، في 27 أُكتوبر تشرين الأول 2020، بعد خروجه من منزله في حدة، متوجّـهاً إلى مقرِّ وزارته في شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء، وكانت بجواره بنتُه، لكنها نجت من القتل؛ لأَنَّ الوزيرَ زيد حماها من الرصاص حين احتضنها لتتحوَّلَ الرصاصاتُ إلى ظهره.
واحتفت وسائلُ الإعلام التابعة لحكومة هادي بالخبر، وتناقلته بسرعة قبل أن يتم تناقلُه عبر الوسائل الإعلامية الخَاصَّة بحكومة صنعاء، ما يعني أن العمليةَ مدبَّرة من قبل التحالف بقيادة السعودية.
وتمكّنت الأجهزةُ الأمنية بصنعاءَ من إلقاء القبض على القَتَلة في غضون 24 ساعة، وقتلت المنفذَ الرئيسَ للجريمة أثناءَ عملية المداهمة.
وعبّر السفير الإيراني لدى اليمن حسن إيرلو عن عميق أسفه لحادثة الاغتيال الجبانة، وقال إيرلو في منشور له عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: “أقدم التعازي لأسرة الشهيد والشعب اليمني في استشهاد السيد وزير الشباب والرياضة حسن زيد على يعد العناصر الإجرامية التي تمارس الإرهاب ضد الشعب اليمن”.
كما أدان المتحدثُ باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بشدة، الأربعاء28 أُكتوبر تشرين الأول 2020، جريمة اغتيال وزير الشباب والرياضة والأمين العام لحزب الحق “حسن زيد”.
وِفْـقاً لوكالة “إرنا” قال زاده: دون أي شك فَــإنَّ هذه الجريمة كغيرها من الجرائم التي يرتكبها المعتدون في اليمن، لا تظهر إلا ضعفَهم أمام الشعب اليمني الصامد.
مليونيةُ السبعين.. أكبرُ احتفال بالمولد النبوي
وأبهرت صنعاءُ العالَـــمَ حين خرجت بمسيرة مليونية، يوم الخميس 29 أُكتوبر 2020 الموافق 12 ربيع الأول 1442 هجرية؛ للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف.
وابتدأت الفعاليةُ بتلاوة من القرآن الكريم، ثم تعددت المشاركاتُ حتى أطلَّ السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ليرحِّبَ بالحاضرين بابتسامة الراضي على هذا الحشد، وابتسامة أغاضت الأعداءَ وهزمتهم شَــرَّ هزيمة.
لقد سجَّل اليمنيون انتصارًا جديدًا يُضافُ إلى سجلهم الناصع، وأخفق التحالفُ الذي ظل يسوِّقُ طيلةَ السنوات مصطلحَ “الشرعية” على كائنات تتخذ من فنادق الرياض مقراً دائماً، ولا تستطيعُ أن تتحَرّكَ في الشارع وبين الجماهير، ولهذا وصلت الرسالةُ للعالم بأنه لا شرعيةَ فوق شرعية الشعب ولا إرادَة فوق إرادته.
ويعد حشدُ الخميس هو الأكبرَ في تاريخ اليمن، وحضره كُـلُّ مسؤولي الدولة بصنعاء، كما حضره سفيرُ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسن إيرلو وعدد من ممثلي الجاليات العربية والإسلامية.
ولاقت فعاليةُ المولد النبوي لهذا العام نجاحاً منقطعَ النظير؛ نتيجةً للجهود المشترك بين المواطنين وأجهزة الدولة.
وتفوَّقت الجهودُ الأمنيةُ والتنظيمية والطبية والإعلامية والخدمية والفنية في تأمين الاحتشاد الجماهيري المليوني في 15 ساحةً احتفاليةً توزعت على 12 محافظة يمنية.
ووصفت اللجنةُ العليا للمناسبات ما حدث بأنه زخمٌ غيرُ مسبوق في تاريخ المناسبات، مؤكّـدةً عدمَ تسجيل أية حوادث أمنية في الاحتفالات الرئيسية تعكّر صفو المناسبة.
واعتبر وزير الداخلية، اللواء عبد الكريم أمير الدين الحوثي، نجاحَ الاحتفال وَتأمينَ الحشود من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية، بالعمل الأمني “المتميز”.
وواكبت الجهودُ الطبية والصحية المناسبة من خلال تأمين الكوادر الطبية بالمستشفيات وطواقم سيارات الإسعاف بين المحافظات.
وفي ساحات الاحتفالات بعد أن توزعت 250 سيارة إسعاف مزوَّدة بكوادر طبية توزعت على الساحات والطرق وألف و733 كادرا طبياً إسعافياً في جميع الساحات، كما تم تجهيز 40 مستشفىً ميدانياً ومخيماً مجهزة بالأدوية والكوادر والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى تهيئة 97 مستشفى حكومياً و95 مستشفى خاصاً.
وَاختُتمت فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بعد أن شَـــكّل اليمنيون لوحةً جماليةً إيمانية، وأرسلوا رسائلَ محمديةً في حُب عَلَم الهدى وَصوراً لثباتِ وتحدي الشعب الذي يُقصَفُ ليفنــى فيزهر ربيعُه صــموداً.
تعيين سفير يمني في سوريا
وفي إطار كسرِ العزلة الدبلوماسية عن صنعاء، صدر قرار جمهوري، في 11 نوفمبر تشرين الثاني، قضى بتعيين عبد الله علي صالح صبري سفيراً فوقَ العادة ومفوضاً للجمهورية اليمنية لدى سوريا.
وجرت في سفارة الجمهورية اليمنية بدمشق، الثلاثاء، 1 ديسمبر كانون الأول 2020، إجراءاتُ تسليم المهام بين السفير الجديد لليمن في سوريا عبد الله علي صبري والسفير السابق نائف القانص.
وأعرب السفيرُ صبري عن سعادته بتعيينه سفيراً لليمن لدى الجمهورية العربية السورية، خَاصَّةً في ظل الروابط الأخوية بين الشعبين في البلدين الشقيقين والمتجذرة في أعماق التأريخ.
واعتبر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) تعيينه سفيراً في دمشق مسئوليةٌ كبيرةٌ تتطلَّبُ المزيدَ من الجهود في تعزيز التلاحم بين البلدين الشقيقين، في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها اليمن وسوريا.
وأكّـد سفير اليمن في دمشق الحرصَ على إيصال مظلومية الشعب اليمني للأشقاء في الجمهورية العربية السورية، بالإضافة إلى تقديم كُـلّ التسهيلات لأبناء اليمن بسوريا.
وأشاد بما بذله السفيرُ القانص من جهودٍ في تمثيل اليمن بالجمهورية العربية السورية خلال الفترة الماضية، رغم الصعوبات التي تمر بها البلاد في ظل استمرار العدوان والحصار منذ ما يزيد عن ست سنوات.
بدوره، عبّر سفير اليمن السابق لدى الجمهورية العربية السورية، نايف القانص، عن تمنياته للسفير صبري بالتوفيق في أعماله وتمثيل اليمن أحسن تمثيل.
السيطرة على معسكر ماس بمأرب
ومع تصاعُدِ وتيرةِ العمليات العسكرية واقتراب قواتِ صنعاء من مدينة مأرب الاستراتيجية، أعلنت القواتُ المسلحة اليمنية في 21 نوفمبر 2020 السيطرةَ بالكامل على معسكر ماس الاستراتيجي القريب من مدينة مأرب وسقوط مئات القتلى والجرحى من قوات المرتزِقة والعدوان.
ويعد معسكر ماس آخرَ خطوط الدفاع الأمامية لقوى العدوان والمرتزِقة بمأرب.
وتمثل السيطرة عليه ضربةً قاصمةً لهم.
وتفتحُ هذه السيطرةُ على معسكر ماس الطريقَ أمامَ الجيش اليمني واللجان الشعبيّة للتقدُّم باتّجاه المدينة الغنية بالنفط وآخر معاقل المرتزِقة في الشمال الشرقي سواء من صحراء الجدعان أم من الخطِّ الرئيسِ الرابطِ بين العاصمة صنعاء ومأرب.
ويقع المعسكرُ بين مديريتي “مدغل” و”مجزر” غربي محافظة مأرب ويُعدُّ آخر خطوط الدفاع وأهمها عن مدينة مأرب.. وبسقوطه مَنح قوات الجيش واللجان الشعبيّة هامشاً واسعاً للسيطرة على ما تبقّى من المناطق الصحراوية المحيطة بالمدينة والتقدّم باتّجاه منطقة الدشوش المطلّة على معسكرَي صحن الجن وتداوين أحد أهم مقرات قوّات تحالف العدوان شمال غرب المدينة، والتقدم نحو وزارات ومعسكرات تابعة للتحالف ومنشآت نفطية وأُخرى حيوية، إضافة إلى السيطرة على مساحة جغرافية كبيرة في صحراء الجدعان المحيطة بالمدينة، وتأمين القوّات المتقدّمة نحو مأرب من أية هجمات غادرة من الخلف، أَو أيِّ التفافٍ عسكري للقوات المعادية.
ويعني إحكامُ السيطرة على معسكر الماس الاستراتيجي ووادي الماس وجميع المناطق والأودية والمواقع المحيطة به سقوط الخطّ الأسفلتي الرابط بين العاصمة ومأرب بعد سيطرة الجيش و”اللجان الشعبيّة” على منطقة حلحلان بالكامل ونقل المعركة إلى ما بعد نقطة الكسارة في اتّجاه مأرب، ويعني أَيْـضاً أن لا تراجع عن تحرير مدينة مأرب وإعادتها إلى الجغرافية الوطنية، كما أن تحريرَه يمثلُ ضربةً قاصمةً لتحالف العدوان والمرتزِقة في مساعيهم لتهديد صنعاء.
عمليةُ قدس 2
وهزَّت القواتُ المسلحةُ النظامَ السعودي، فجرَ الأحد، 23 نوفمبر تشرين الأول 2020 بضربة نوعية جديدة، دكّت إحدى منشآت قلب اقتصاد المملكة “أرامكو” بصاروخ مجنّح يُكشَفُ عنه لأول مرة.
وانفردت العمليةُ برسالة مهمة جِـدًّا من حَيثُ التوقيت، إذ تزامنت مع اجتماعٍ “سري” ضم رئيسَ وزراء العدوّ الصهيوني، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، داخل المملكة، الأمر الذي نقلَ الضربة بسرعة إلى صدارة المشهد الإقليمي؛ لما مثّلته من صفعة مباشرة لإدارة المشروع الإسرائيلي الأمريكي في وقت ذروة تحَرّكها لتشكيل مشهد جديد في المنطقة، وهو ما جعل الهجومَ يتجاوز حدودَ مواجهة العدوان ليحمل في طياته رداً عربياً إسلامياً جامعاً على تلك التحَرّكات.
وقال العميد يحيى سريع -ناطق القوات المسلحة-: إن العملية نُفذت بصاروخ ينتمي إلى الجيلِ الثاني من منظومة صواريخ “قدس” المجنَّحة، وهو ما مثل بحد ذاته مفاجأةً تعودت القواتُ المسلحة أن تطلقَ مثلَها ضمن العمليات الكبرى، كرسالة عسكرية على اقتران “القول والفعل”، وهي أَيْـضاً مفاجأةٌ من العيار الثقيل، تكشفُ عن تطور كبير في مسار التصنيع الحربي اليمني الذي يمضي تصاعديًّا بدون توقف؛ ليجعلَ كُـلَّ إنتاج جديد أكثرَ من مُجَـرّد إضافةٍ إلى الترسانة العسكرية، بل نقلة نوعية تستتبع مباشرة نقلة موازية في مسار “الردع” بكله.
واستهدفت العملية محطة توزيع تابعة لشركة “أرامكو” في مدينة “جدة”، وبالتالي فهي ضربة جديدة موجهة إلى قلب اقتصاد النظام السعودي في الوقت الذي يعيش فيه أزمة اقتصادية متصاعدة؛ بسَببِ تراكم تأثيرات الفشل وتداعيات عمليات الردع اليمنية، مع انخفاض أسعار النفط، الأمر الذي يجعل أثر هذه الضربة موازياً لأثر ضربات أكبر وُجِّهت إلى منشآت المملكة الاقتصادية في ظروفٍ أفضلَ من هذه.
وحملت الضربةُ رسائلَ سياسية وعسكرية عدة، إذ جاءت مؤكّـدةً مصداقيةَ تهديدِ القوات المسلحة قبل أَيَّـام بـ”تصعيد جديد” ردَّا على استمرار العدوان والحصار، لتجعل هذا التهديدَ أكثرَ وضوحًا في الحديث عن توجُّـهٍ عملي نحو مرحلة ردع جديدة يعرف العدوّ أنها ستأتي ضمنَ “المسار التصاعدي”، وبالتالي أنها ستكونُ أشدَّ وأقسى من المراحل السابقة.
وتعليقاً على العملية قال رئيسُ وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام: إن اليمنَ سيمارِسُ الردَّ المشروعَ طالما استمر العدوانُ والحصار، ولو حتى بمستوى “غارة واحدة” أَو “محاصَرة شخص واحد”، وإن طبيعةَ هذا الرد خاضعةٌ “لما تقرّره القيادةُ العسكرية والسياسية”.
إسقاط طائرة CH4 بمأرب
واختتم أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة صمودَهم في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي خلال سنة 2020، بإسقاطِ طائرةِ استطلاع تابعةٍ لسلاح جو العدوّ السعودي بمديريةِ مدغل بمحافظة مأرب.
وتمكّنت الدفاعاتُ الجويةُ التابعةُ للجيش واللجان الشعبيّة، يوم الاثنين، 21 ديسمبر 2020، من إسقاطِ طائرة استطلاعية من نوع CH4.
وقال العميد يحيى سريع إنه تم استهدافُ الطائرة بصاروخ مناسب لم يُكشَفْ عنه بعدُ، مُضيفاً أنه “تم إسقاطُ الطائرة أثناء قيامها بمهامٍّ عدائية في مدغل بمحافظة مأرب”.
وتتمتَّعُ الطائرةُ الاستطلاعية المقاتلة CH-4 بمواصفاتٍ نوعية؛ كونها تنافِسُ في قدراتها طائرة الـ mq الأمريكية، والتي يعتمدُ عليها تحالفُ العدوان في توفير المعلومات في مختلف الجبهات، وخُصُوصاً الحدودية منها، وكذلك الرصد والاستهداف، كما أنها تجمعُ بين إمْكَانيات الاستطلاع والقصف، وهي أولى من نوعها التي تُصَدَّرُ إلى خارج الصين.
ويفتخرُ مصنِّعو الطائرة CH-4 بأنها الأقوى والأروع من حَيثُ قدرتها على الحمل وكفاءتها الطيرانية في العالم، فَــإنَّ كفاءتَها الشاملةَ أفضلُ من الطائرة الأمريكية من دون طيار.
ويصلُ طولُ جناحَي الطائرة CH-4 إلى 18 متراً، ويبلغ الحدُّ الأقصى لوزنها عند الإقلاع إلى 1350 كيلوغراماً، ومدى طيرانها الأقصى 5 آلاف كيلومتر، ويمكن أن تطوفَ على ارتفاع بين 5 آلاف و7 آلاف متر، كما إنها تتمتعُ بالكفاءةِ الهوائية العالية باستخدام شبكة التخطيط الهوائية الجديدة.
وتبلغ الكفاءةُ الهوائية للطائرة الصينية بدون طيار من طراز CH-4 في حالة الطواف إلى ما بين 20 و22، ويعد هذا الأكثر تقدماً في العالم. فإذا كان وزنُ الإقلاع هو 1350 كيلوغراماً والكفاءة الهوائية هي 20 فهذا يعني أن المقاومةَ الهوائيةَ تعادل 62.5 كيلوغرام فقط”.