مختصر الكلام في علاقتنا بإيران وغير إيران
أمتنا اليوم معنيةٌ بتعزيز الجهود وترسيخ مستوى التعاون ونحن أُمَّـة مسلمة واحدة مهما تعددت البلدان، حقيقة المعركة القائمة في واقع الأُمَّــة هي معركة تقودُها أمريكا وإسرائيل وينضم بعض كيانات هذه الأمة إليهما.
عبدالملك العجري
١- في الوقت الذي يبالغون في استفزازِ مشاعرِ العرب والمسلمين بأقذرِ علاقات مع إسرائيل، ضاربين كُـلَّ الثوابت العربية عرضَ الحائط، يجعلون من العلاقة مع محور المقاومة وإيران وسوريا… إلخ جريمةً لا تُغتفر، في مسعًى فاشلٍ لإرهابنا من العلاقة مع أية جهة تتخذُ موقفاً معادياً لإسرائيل. وعليه أنوِّهُ للتالي:
٢- اليمن دولة مستقلة لا فِناءً خلفياً لأحد، اليمن هي حديقتُنا وبستانُنا وجنتُنا على الأرض، ومصالحُها وأمنها واستقلالها ووَحدتُها وسلامتها هي الحاكِــمُ لفلسفتنا في تصنيف أصدقائنا وأعدائنا، فعدوُّ اليمن عدوُّنا وصديقُها صديقُنا، وحربُها حربُنا، وسِلْمُها سلمُنا، من أراد لها خيراً أردناه، ومَن أراد بها شرًّا ردّدناه.
٣- اليمنُ دولةٌ جارةٌ للسعودية، وبنفس القدر السعوديةُ دولة جارة لليمن.. والجوارُ تكامُلٌ لا تصادم، وإخاءٌ لا وصاية، وكما على اليمن مراعاةُ واجبات الجِوار الأمنية والسياسية، السعودية عليها نفس الحق وبذات القدر، صحيحٌ أن السعودية دولةٌ غنية، لكن الغِنى يوجبُ الفضلَ لا الوصاية، ومشكلتُنا معهم عدوانُهم علينا.
٤- اليمن دولةٌ عربية وإسلامية، وَجزءٌ لا يتجزأ من القضايا العربية والإسلامية التي نصت عليها مواثيقُ الجامعة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وانتماؤنا لها ليس انتماءً لإيران بل انتماءٌ لذاتنا العربية والإسلامية، وجريمة إيران الثورة التي أغضبت الامبريالية هي اختيارُها الانحيازَ لقضايانا.
٥- من يجب أن يلامَ ويدانَ ويداسَ بالأقدام هو من ينقلِب على مواثيق الجامعة العربية وعلى ثوابت الشعوب العربية والإسلامية، ويحوّل وِجهتَه من القدس إلى تل أبيب؛ لأَنَّه بهذا الصنيع ينسفُ النظامَ العربي من أَسَاسه ويدوسُ على أنقاض الجامعة العربية، ويُجهِزُ على آخر عِرقٍ ينبضُ في قلب العروبة إن كان بقي عرق.
٦- أما علاقتُنا بإيران فلأنها أكثرُ دولة وقفت مع اليمن، وهي تتعرَّضُ لحربٍ إجرامية سمّوها عربيةً وهي في حقيقتها عبريةٌ. وأعلنت في الملأ إدانتَها للجرائم الوحشية والحصار الظالم الذي تمارسُه دولُ العدوان عليه، والدولةُ التي أعلنت منذ اليوم الأول رفضَها للحرب وأن التسويةَ السلميةَ هي السبيلُ الأمثلُ للحل.
٧- إيرانُ لم يسبقْ لها أن تدخّلت في الشأن الداخلي اليمني، ولا سعت لفرضِ وصايتها على قرارِه السيادي، ولا تهديد وَحدته، وتتعاملُ بلباقة واحترامٍ وندية كاملة مع أصدقائها وحلفائها، وقديماً عندَما هدّد أحباشُ الرومان أرضَ اليمن لم يجد الملكُ الحميري سيف بن ذي يزن من يمد يدَ العونِ أفضلَ من بني ساسان.
٨- أما أنتم أيها المرتزِقةُ اللئامُ فيكفي أن تصمتوا، فالصمتُ لأمثالكم زينة.