الصراع من المنظور القرآني
مصطفى العنسي
قاعدةٌ مهمةٌ واستباقيةٌ تحدث القرآنُ عنها في رسمِ معالمِ الصراعِ يجبُ أن نركِّزَ عليها جيِّدًا، فقد حدّد اللهُ فيها الغلبةَ والنصرَ في زمن الارتداد والارتماء في أحضان اليهود والنصارى من قبل من يحسبون أنفسهم على الإسلام.. هذه القاعدةُ هي قاعدةُ الولاء لله ورسوله والذين آمنوا، وهي صمام أمان وحصن حصين للأُمَّـة جمعاء.. يترتب على ذَلك هزيمة الأعداء وفشلهم وكشف حقيقتهم..
وما نراه اليوم جليًّا.. وما حدث أخيرًا في أمريكا خيرُ دليل على ذَلك.. أنهم وقحون ومستهترون وإن زعموا بأنهم من يسوقون الديمقراطية في العالم.. إلا أن الديمقراطية هي صنيعتهم.. يعارضونها في بلدانهم.. ويفرضونها على غيرهم.. متى ما اقتضت الحاجةُ والضرورةُ لذَلك.. فقد افتضحوا عالميًّا بأنهم عكس ما يدعون.. والفضلُ يعودُ لله في كشفهم ولمحورِ المقاومة الكابوس الذي يؤرِّقُهم..
فالديمقراطيةُ من أَسَاسِها لا تمثّلُ مرتكزاً وحلاً؛ لأَنَّها من صنيعة الأعداء الذين هم في الأصل غيرُ مقتنعين بها؛ ولكونها تمثِّلُ امتداداً لولاية اليهود والنصارى.. وتتناقض مع مبدأِ التولي لله ولرسوله ولمن اختارهم اللهُ واصطفاهم كهُداةٍ وأعلامٍ وقادةٍ للأُمَّـة.. هم وحدَهم وَرَثَةُ كتابه.. وهم من تتوحد الأُمَّــةُ في ظلهم؛ لأَنَّهم الامتدادُ الطبيعي لولاية الله وولاية رسوله..
وقد لخّص الله الحلَّ والمخرجَ لهذه الأُمَّــة في صراعها مع أعدائها في سورة المائدة من الآية (51-57) صفحة كاملة بيّن اللهُ فيها ما نحتاجُ إليه في مرحلتنا وهي الصفحة (117) لنعُدْ إليها ونتمعَّنْها فهي تحكي عن واقعنا.. حتى لا تلتبسَ علينا الأحداثُ وتؤثرَ فينا مصطلحاتٌ وولاءاتٌ تغيِّرُ من قناعاتِنا وتبعِدُنا عن منهجِنا وقيادتِنا..