مسؤولون وسياسيون وعسكريون: أمريكا تعيش مرحلة العجز والفشل والإرهابي هو الذي يثير الحروب في العالم ويصبح ظاهرة للجنون الإداري
تعليقاً على اعتزام واشنطن تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية
المسيرة – صنعاء
قابَلَ الكثيرُ من الباحثين والسياسيين والمسؤولين اليمنيين نبأَ اعتزام أمريكا تصنيف جماعة أنصار ضمن قائمة الإرهاب بالكثير من السخرية والاستهزاء، معتبرين أن واشنطن الإرهابية تعيشُ في أزمة وتخبط، وتحاول رمي مشاكلها المتراكمة على الآخرين.
وأكّـد مدير مكتب رئاسة الجمهورية أحمد حامد في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي بقوله: “عندما قلنا الموت لأمريكا في 2002م فنحن نعي جيِّدًا ماذا نريد، فلسنا ممن يخيفه قرارُ مجنونٍ، أَو تصنيفُ سفيهٍ جلب لبلده العار، وأظهر أمريكا على حقيقتها، واستخدم نفس التصنيف على أبناء جلدته”.
وواصل حامد في تغريدة أُخرى بقوله: الإرهابي هو من وجه بمهاجمة مؤسّسات بلده وأثار الحروب في العالم وأصبح اسم ترامب عنواناً لظاهرة الجنون الإداري والانفلات السياسي.
من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي عابد الثور: إن لجوء أمريكا إلى إدراج أنصار الله في قوائم الإرهاب دليل عجز، مُشيراً إلى أن أمريكا وصلت إلى مرحلة العجز حتى في إصلاح اختلالاتها الداخلية، ووصل الحال بالديمقراطية في أمريكا للهجوم على مبنى الكونجرس.
وأكّـد العميد الثور أن هذه الخطوة لا تشكل خطراً على اليمن، فهو محاصر منذ سنوات، لافتاً إلى أن قيادة أنصار الله هي التي تحكم اليمن في الشمال وهي التي أعطت اليمنيين قوةً في المنطقة؛ نتيجةَ مواجهتهم للعدوان الأمريكي السعودي، مُشيراً إلى أن اليمن يتمتع بقوة عسكرية ويستطيع الآن حماية سيادته وردع الأعداء بالأسلحة التي تم تصنيعها والإرادَة التي تمتلكها القيادة.
وبيّن العميد الثور أن أي قرار بضم أنصار الله إلى لائحة الإرهاب يأتي في الوقت الضائع، وفي نهاية فترة ترامب التي تعيش أسوأ عهدها، بعكس وضع اليمن الذي يعيش وضعًا جيِّدًا وهو يواجه التحالف لما يقارب سبع سنوات.
أما المتحدثُ باسم تكتل الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، عارف العامري، فأشار إلى أن السعي إلى إدراج أنصار الله ضمن لائحة الإرهاب سببُه محاولةٌ أمريكية لتخفيف الضغط على تحالف العدوان وخَاصَّة النظامين السعودي والإماراتي والسعي لإرضائهما في اللحظات الأخيرة لحكم ترامب، لما تحملوه من أعباء في الحرب على اليمن ولما حقّقه اليمن من انتصارات كبيرة في عدة جبهات.
بدوره، يقول الناشط الإعلامي عبدالحميد شروان: “اعتزام إدارة ترامب تصنيف أنصار الله جماعة إرهابية، بإيعاز سعودي إماراتي، لا يستهدفُ الحركة فقط، وإنما يستهدف الشعبَ اليمني بالكامل في المناطق التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبيّة”.
وَأَضَـافَ شروان قائلاً: “هذه الخطوة سيترتب على ضوئها أعباءٌ وكوارثُ إنسانية بليغة، وستمس بالدرجة الأولى المواطن المنهك أصلًا؛ بفعل الحصار والعدوان المستمر منذ ست سنوات، وسيضاعف من تدهور الوضع المعيشي لدى الغالبية العظمى من أبناء الشعب؛ كون هذه الخطوة ستحد إن لم توقف عمل المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في البلاد؛ باعتبَار أن السلطة التي ستتعامل معها مصنفة بأنها إرهابية، وهذا سيدفعهم للتوقف عن العمل، على اعتبار تجريم الكيانات التي تتعامل مع “الجماعات الإرهابية”.
ويرى شروان أن هذه الخطوة ستؤثر بشكل كبير على البنوك وشركات الصرافة المحلية، وزيادة الأعباء والقيود عليها، فضلًا عن تعقيد إجراءات السلع المستوردة، ما سينعكس بالتالي على رفع أسعارها، منوِّهًا إلى أنه بعد هذه الكوارث التي ستحدث كلها، سيتم كالعادة إلقاء اللوم على سلطة المجلس السياسي وتحميلها المسؤولية، واستغلال الأمر إعلاميًا لإثارة البيئة الحاضنة للأنصار في المحافظات الحرة.
ويعتبر شروان أن هذه الخطوة إذَا تمت كما يراد لها، فهي في مجملها تستهدف الشعب، كُـلّ الشعب، أما الحركة فالعقوبات والتصنيفات لن تؤثر فيها، فكل قياداتها في حكم المحاصرة والعقوبات تطالها وإن لم تعلن منذ ست سنوات، منوِّهًا بقوله: “لكننا نثق بأن كُـلّ تحَرّكاتهم الإجرامية لن تحقّق لهم ما لم يستطيعوا تحقيقه طوال سنوات العدوان، وما لم يستطيعوا تحقيقه بالآلة العسكرية، لن يحقّقوه بالتأكيد بأية وسيلة أُخرى طال الزمن أَو قصر”.